وكالة الطاقة الدولية تتوقع استمرار الطلب القياسي على الفحم في 2023
وحدة أبحاث الطاقة - أحمد عمار
توقعت وكالة الطاقة الدولية أن يظل الطلب على الفحم عند مستوياته القياسية المسجلة العام الماضي (2022)، خلال 2023، بدعم من النمو القوي للاستهلاك في آسيا، رغم الانخفاض بالولايات المتحدة وأوروبا.
وقالت وكالة الطاقة، في تقرير اليوم الخميس (27 يوليو/تموز 2023)، حصلت وحدة أبحاث الطاقة على نسخة منه، إن الطلب على الفحم عالميًا من المتوقع أن يرتفع بنسبة طفيفة 0.4% هذا العام، إلى 8.388 مليار طن.
ووفقًا لتقديرات الوكالة، ارتفع الاستهلاك العالمي للفحم خلال العام الماضي إلى 8.3 مليار طن، ليسجل رقمًا قياسيًا جديدًا، متوقعة زيادة استعمال الفحم في القطاع الصناعي خلال عامي 2023 و2024، مقابل انخفاض طفيف في استهلاكه لتوليد الكهرباء.
وأشارت إلى أن تحركات الطلب، سواء بالارتفاع أو الانخفاض، تعتمد على الظروف الجوية واقتصادات الدول المتقدمة المستهلكة للفحم.
ومع ذلك، من المتوقع تراجع استعمال الفحم في توليد الكهرباء خلال النصف الثاني من العام الجاري، بعد ارتفاعها في النصف الأول.
وعلى صعيد إجمالي عام 2023، تقدّر وكالة الطاقة الدولية انخفاض الطلب على الفحم من قطاع الكهرباء بنسبة 0.4% إلى 5.59 مليار طن، مقابل استمرار نمو الطلب من القطاعات غير المرتبطة بالكهرباء، ليصل إلى 2.79 مليار طن.
ومن المتوقع أن تستهلك كل من الصين والهند ودول جنوب شرق آسيا معًا 3 من كل 4 أطنان من الفحم المستهلك عالميًا خلال العام الجاري، وفقًا لما رصدته وحدة أبحاث الطاقة.
وعلى جانب المعروض، ارتفع إنتاج العالم من الفحم بنسبة 8% خلال العام الماضي، ليصل إلى مستوى قياسي جديد بلغ 8.634 مليار طن، بقيادة أكبر 3 منتجين (الصين والهند وإندونيسيا)، مع توقعات استمرار ارتفاعه في 2023.
الغاز وراء ارتفاع الطلب على الفحم
بحسب وكالة الطاقة الدولية، يعود السبب الرئيس وراء ارتفاع الطلب على الفحم، لأعلى مستوياته على الإطلاق، إلى كونه متاحًا بسهولة أكبر وأرخص نسبيًا من الغاز الطبيعي.
وتوضح الوكالة أن تراجع إنتاج كل من الطاقة النووية والكهرومائية أسهم في دعم التحول إلى توليد الكهرباء بالفحم، ليسجل رقمًا قياسيًا جديدًا بلغ 10.440 ألف تيراواط/ساعة، أي ما يمثّل 36% من إجمالي الكهرباء المولّدة خلال العام الماضي.
ووفقًا للتقرير، ارتفع الطلب الصيني على الفحم خلال العام الماضي بنسبة 4.6%، ليصل إلى أعلى مستوياته على الإطلاق عند 4.51 مليار طن.
كما شهدت الهند ارتفاعًا في استهلاك الفحم بأكثر من 8%، ليسجل 1.15 مليار طن خلال العام الماضي، مدعومًا بالنمو الاقتصادي، لتصبح الدولة الوحيدة بجانب الصين التي تجاوزت حاجز 1.1 مليار طن.
وعلى العكس، تراجع الطلب على الفحم في الولايات المتحدة خلال العام الماضي، إذ انخفض بنسبة 7%، ليسجل 457 مليون طن، وهو ما أرجعه التقرير إلى الانخفاض المستمر في استعمال الفحم بتوليد الكهرباء.
بينما ارتفع الطلب الأوروبي على الفحم بنسبة طفيفة بلغت 0.9%، ليحقق 448 مليون طن، مدفوعًا بشكل رئيس في استعماله بتوليد الكهرباء.
ويرجع ذلك إلى رغبة دول الاتحاد الأوروبي في تقليل استعمال الغاز المرتفع سعره نتيجة تراجع الإمدادات الروسية بسبب الحرب، بالإضافة إلى تراجع إنتاج الطاقة الكهرومائية والإغلاق المؤقت في أسطول محطات الطاقة النووية لفرنسا.
وحلّت إندونيسيا في المركز الخامس عالميًا، بعد الصين والهند والولايات المتحدة وروسيا في قائمة أكثر الدول استهلاكًا للفحم خلال العام الماضي.
وتشير بيانات وكالة الطاقة الدولية إلى أن الطلب على الفحم في إندونيسيا ارتفع خلال العام الماضي بنسبة 36%، ليسجل 201 مليون طن، وهو أعلى مستوى على الإطلاق، مدفوعًا بالنمو القوي للاقتصاد، في ظل اعتمادها على الفحم بتوليد الكهرباء.
بينما تراجع الطلب على الفحم في فيتنام خلال العام الماضي إلى 81 مليون طن، أي بنسبة هبوط سنوية 4.2%، وفي تايوان تراجع بنسبة 6.4%، على الرغم من ارتفاع أسعار الغاز.
توقعات الطلب خلال 2024
تقدّر وكالة الطاقة الدولية أن الطلب الصيني على الفحم ارتفع بنسبة 5.5% خلال النصف الأول من العام الجاري، نتيجة انخفاض الطاقة المائية خلال تلك المدة، مما أدى إلى زيادة اعتمادها على الفحم في توليد لكهرباء.
ومع ذلك، من المتوقع أن يتباطأ نمو الطلب الصيني على الفحم بشكل طفيف خلال النصف الثاني من العام الجاري، بفضل استعادة الطاقة الكهرومائية مستواها بعد الجفاف الذي واجهته البلاد في 2022.
ومن المتوقع أن ينمو إجمالي الطلب الصيني على الفحم خلال العام الجاري إلى 4.67 مليار طن، بدعم من زيادة الطلب من قطاع الكهرباء، ونمو استهلاكه بالقطاعات غير المتعلقة بالكهرباء.
وتتوقع وكالة الطاقة الدولية أن يظل الطلب على الفحم عالميًا مستقرًا كذلك عند مستواه القياسي البالغ 8.38 مليار طن خلال العام المقبل.
وفي الوقت نفسه، تتوقع انخفاض توليد الكهرباء بالفحم عالميًا، بنسبة 1%، مدفوعًا بالنمو القوي في التوليد من الطاقة المتجددة، مع نمو معتدل في الطلب العالمي على الكهرباء.
بينما من المتوقع حدوث زيادة طفيفة بنسبة 1.5% في الطلب على الفحم بالقطاع الصناعي، مع تحسّن الاقتصاد العالمي، وفق التقرير، الذي تابعته وحدة أبحاث الطاقة.
وتشير تقديرات وكالة الطاقة الدولية إلى أن الصين والهند معًا تستهلكان ضعف كمية الفحم التي تستهلكها بقية دول العالم مجتمعة، لتواصل قارة آسيا هيمنتها على استهلاك الفحم عالميًا خلال العام المقبل (2024).
ومن المتوقع أن تصل حصة الصين والهند ودول جنوب شرق آسيا إلى 76% من الفحم المستهلك عالميًا خلال العام المقبل، وفقًا لتقديرات وكالة الطاقة الدولية.
بينما من المتوقع انخفاض حصة الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي من استهلاك الفحم إلى 8% بحلول العام المقبل 2024، مقابل حصة بلغت 40% قبل 3 عقود.
موضوعات متعلقة..
- سعة مشروعات الصلب القائمة على الفحم ترتفع إلى 380 مليون طن سنويًا (تقرير)
- ما هو الفحم؟.. 10 محاور تسرد قصة حياة الوقود المنبوذ بيئيًا (تقرير)
- الفحم الروسي يغذي محطات الكهرباء في الهند بشحنات جديدة
اقرأ أيضًا..
- إدارة بايدن تلجأ إلى حيلة "ناعمة" لمحاصرة مبيعات النفط الروسي
- ابتكار نظام لنقل الهيدروجين وتخزينه.. قد ينقذ العالم (صور)
- خريطة الطاقة الشمسية الموزعة عالميًا.. أستراليا تقود وأوروبا والهند في السباق (تقرير)