خفض انبعاثات الميثان من قطاع النفط والغاز يكلف أميركا 1.55 مليار دولار
بصورة تمويل ضمن برنامج مشترك لوزارة الطاقة ووكالة حماية البيئة
هبة مصطفى
بات خفض انبعاثات الميثان -خاصة من قطاع النفط والغاز- ضرورة لا بديل عنها لضبط مستويات الاحترار العالمي، إذ تشكّل هذه الانبعاثات صداعًا برأس الحكومة الأميركية خصوصًا.
وقررت إدارة الرئيس جو بايدن تخصيص حزمة تمويل ضخمة لمراقبة ورصد حجم انبعاثات الميثان بقطاعات الوقود الأحفوري، ضمن خطة أوسع نطاقًا تشمل دعم الشركات، حسب بيان مشترك لهيئات حكومية أميركية.
وتستعد هيئات حكومية لإطلاق دعوة التقدم بعطاءات لنشر تقنيات خفض هذه الانبعاثات، والوصول بقطاع النفط والغاز إلى أفضل أداء يوازن بين السيطرة على الأضرار المناخية من جهة وتلبية الطلب من جهة أخرى، وفق ما تابعته منصة الطاقة المتخصصة.
برنامج حصار الميثان
يندرج برنامج خفض انبعاثات الميثان من قطاع النفط والغاز في أميركا تحت مظلة قانون الحدّ من التضخم، الذي أقرّه الرئيس جو بايدن في أغسطس/آب العام الماضي 2022.
وخصص البرنامج المشترك بين وكالة حماية البيئة ووزارة الطاقة تمويلًا يصل إلى 1.55 مليار دولار، وبجانب الدعم المالي، يتضمن البرنامج تقديم دعم تقني حول سبل رصد حجم الانبعاثات وخفضها من قطاع النفط والغاز.
ولم يقتصر الأمر على حصار انبعاثات الميثان فقط، إذ تضمَّن البرنامج مكافحة أنواع غازات الدفيئة الأخرى والمركبات الخطرة المُلوِّثة للهواء، ويشمل البرنامج الدعم المالي والتقني: دراسة تطوير المعدّات المبتكرة، وتقليص حجم انبعاثات الآبار منخفضة الإنتاج.
وبالإضافة إلى ذلك، يدعم البرنامج شركات النفط والغاز بالتقنيات والنواحي الفنية اللازمة للسيطرة على احتمالات تسرب الانبعاثات، إذ يُخصص ما يُقدَّر بنحو 350 مليون دولار للولايات لدعم خفض انبعاثات الميثان في المجتمعات المحلية والشركات، طبقًا لما أوردته رويترز.
عوائد خفض الانبعاثات
يعوّل المسؤولون بالهيئات الأميركية المشارِكة في برنامج خفض انبعاثات الميثان على حزمة التمويل المطروحة، إذ كانت توقعاتهم لمكاسب السيطرة على الانبعاثات متفائلة إلى حدّ ما.
من جانبه، أكد مسؤول مكتب الهواء والإشعاعات لدى وكالة حماية البيئة "جو غوفمان" أنه يمكن الاستفادة من حجم انبعاثات الميثان الهائل -التي تقف وراءه صناعة النفط والغاز- لتحويله إلى وقود يمكنه تزويد ملايين الأسر سنويًا بالإمدادات اللازمة.
ويرصد الرسم البياني أدناه -الذي أعدّته منصة الطاقة المتخصصة- حجم انبعاثات الميثان عام 2021 لعدد من الدول المُنتجة للنفط والغاز، ومن بينها أميركا:
وتوقّع المسؤول بوكالة حماية البيئة، مايكل ريغان، أن تؤدي إجراءات إدارة جو بايدن دورًا مهمًا في السيطرة على ما يعادل 15 مليار طن متري من الانبعاثات خلال المدة بين إقرار قانون خفض التضخم في 2022 وعام 2055.
وقال مساعد وزير الطاقة للوقود الأحفوري والكربون، براد كرابتري، إن برنامج خفض انبعاثات الميثان وغيره من البرامج الحكومية من شأنها دعم صناعة النفط والغاز بتقنيات تخفض تكلفتها وتعزز الأهداف المناخية.
برنامج شراء منتجات الكربون
تدعم برامج التمويل المناخي، التي تطرحها هيئات حكومية أميركية بين الحين والآخر، القدرات التنافسية بين صغار المنتجين للوصول إلى تحقيق معادلة الطاقة (إنتاج جيد مع خفض الانبعاثات المسببة لتلوّث الهواء).
ومن زاوية أخرى، توفر حزمة التمويل الجديدة وظائف وفرص عمل إضافية بصناعة النفط والغاز، لنشر تقنيات خفض انبعاثات الميثان في قطاع المنبع، وكذلك خطط الشركات.
وبخلاف صغار المنتجين، تدعم وزارة الطاقة الأميركية ووكالة حماية البيئة كلًا من الولايات وشركاء الصناعة، لتوفير حجم الإنفاق والخبرات والمهارات التقنية اللازمة لخفض الانبعاثات.
ولضمان خفض انبعاثات الميثان والانبعاثات الكربونية في صناعة النفط والغاز، طرحت وزارة الطاقة الأميركية مخصصات تصل إلى 100 مليون دولار بهدف دعم الولايات والحكومات المحلية لشراء المشتقات المستخرجة من عملية تحويل انبعاثات الكربون.
ويهدف هذا المسار إلى توسعة نطاق التقنيات المتقدمة لإزالة الكربون من الصناعات، وفتح آفاق جديدة لسوق بدائل الوقود والكيماويات بصورة مستدامة، وفق بيان للوزارة نُشر في موقعها الإلكتروني، 24 يوليو/تموز 2023.
وذكرت الوزارة في بيانها أن التمويل يشكّل مُحفزًا لتصنيع وشراء المنتجات المعتمدة في تصنيعها على الانبعاثات الكربونية المحتجزة من قطاع الطاقة، بما يعود بالنفع على الصناعة والأهداف البيئية والمناخية في آن واحد.
اقرأ أيضًا..
- أكبر 7 محطات نووية في العالم.. طاقة هائلة تَعِد باقتصادات قوية (صور)
- طاقة عربية تبيع 20% من رأسمالها لجهاز مشروعات الخدمة الوطنية المصري
- إيرادات صادرات النفط السعودي تتراجع 37.7% في مايو
- لماذا يكتسب خفض كثافة الطاقة أهمية كبيرة لأهداف الحياد الكربوني؟ (تقرير)
