طاقة الشمس والرياح تولد أكثر من ثُلث كهرباء العالم بحلول 2030 (تقرير)
محمد عبد السند
- تزايد سعة الكهرباء المتجددة في مزيج الطاقة العالمي
- تزايد سعة الكهرباء المتجددة يُسهم في خفض الانبعاثات الكربونية
- الشمس والرياح تُُسهمان بأكثر من ثلث الكهرباء العالمية بحلول 2030
- توقعات بهبوط الطلب على الكهرباء المولدة بمصادر الوقود الأحفوري بنسبة قد تصل إلى 30%
- تمضي إضافات سعة الرياح البرية في مسار التعافي بنسبة 70% خلال عام 2023
تتوالى رهانات المؤسسات الدولية على مشروعات طاقة الشمس والرياح في زيادة سعة توليد الكهرباء المتجددة، وبالتالي تعزيز حصتها في مزيج الكهرباء العالمي، بما يُسهم في خفض الانبعاثات الكربونية، ودرء أسوأ تداعيات مناخية طالما حذًر منها العلماء والمتخصصون.
وتتناغم جهود العديد من حكومات العالم، من أجل الحفاظ على درجة الحرارة العالمية أقلّ من 1.5 درجة مئوية، اتساقًا مع بنود اتفاقية باريس للمناخ 2015، ووصولًا لأهداف الحياد الكربوني في نهاية المطاف.
وفي نتائج جديدة باعثة على الأمل، خلص تقرير حديث إلى أن مشروعات طاقة الشمس والرياح ستستحوذ على أكثر من ثُلث الكهرباء العالمية بحلول نهاية العقد الجاري (2030)، ما يسلّط الضوء على إمكان أن يُحدث قطاع الطاقة التغيير المطلوب لتحقيق أهداف المناخ، وفق ما أوردته وكالة رويترز.
وتوقع التقرير الصادر عن معهد روكي ماونتن أن يقود النمو في مشروعات طاقة الشمس والرياح إلى توليد ما يتراوح من 12-14 ألف تيراواط/ساعة بحلول نهاية عام 2030، أي بأعلى من المستويات المُسجلة في العام الماضي (2022)، بحسب معلومات طالعتها منصة الطاقة المتخصصة.
الرسم البياني التالي -من إعداد منصة الطاقة المتخصصة- يوضح سعة الطاقة المتجددة المضافة عالميًا:
هبوط الطلب على الكهرباء التقليدية
توقع التقرير انخفاض الطلب على الكهرباء المولدة بمصادر الوقود الأحفوري، بنسبة قد تصل إلى 30% من ذروته المسجلة في عام 2022، بحلول عام 2030.
وعزا التقرير السبب في هذا التراجع إلى التكلفة التنافسية المنخفضة للكهرباء المتجددة، التي تتفوّق على نظيرتها الخاصة بالكهرباء المولدة بمصادر الطاقة التقليدية الأخرى.
وفي بداية العام الجاري (2203)، طالب رئيس قمة المناخ المقبلة "كوب 28" التي ستستضيفها الإمارات نهاية عام 2023، سلطان الجابر، بزيادة معدل توليد الكهرباء بواقع 3 أضعاف بحلول عام 2030، بهدف كبح انبعاثات غازات الدفيئة، والمساعدة على تحقيق الأهداف المنصوص عليها في اتفاقية باريس للمناخ.
ومن المتوقع أن تولّد مشروعات طاقة الشمس والرياح ما لا يقل عن 33% من الكهرباء العالمية، بزيادة من نحو 12% -الآن- ما سيقود إلى هبوط في كمية الكهرباء المولدة بالوقود الأحفوري، بالإضافة إلى انخفاض التكلفة، بحسب تقرير معهد روكي ماونتن، الذي طالعت تفاصيله منصة الطاقة المتخصصة.
الدول النامية وتحول الطاقة
قال الرئيس التنفيذي لصندوق بيزوس إيرث: "النمو الهائل الذي يشهده قطاع الكهرباء المتجددة يمكن استغلاله في مساعدة الدول النامية على التحول سريعًا إلى منظومة كهرباء أنظف وأقل سعرًا".
يُشار إلى أن معهد روكي ماونتن -وهو منظمة غير ربحية مقرها واشنطن- يركّز على الطاقة النظيفة، وقد أُجري البحث بالشراكة مع صندوق بيزوس إيرث الذي أسسه قطب الأعمال الأميركي ومالك متجر أمازون الإلكتروني جيف بيزوس، للمساعدة على إيجاد حلول للتغيرات المناخية.
وتلامس قيمة صندوق بيزوس إيرث 10 مليارات دولار أميركي.
الرسم البياني أدناه -من إعداد منصة الطاقة المتخصصة- يُبيّن سعة طاقة الرياح التراكمية في العالم:
إضافات قياسية في 2023
في تقرير سوق الطاقة المتجددة الصادر في 1 يونيو/حزيران (2023)، توقعت وكالة الطاقة الدولية زيادة إضافات توليد الكهرباء المتجددة في العالم بمقدار 107 غيغاواط خلال العام الجاري (2023)، على أساس سنوي، مسجلة ارتفاعًا هو الأكبر على الإطلاق، لتصل إلى أكثر من 440 غيغاواط.
كما توقعت الوكالة أن تمثّل إضافات الطاقة الشمسية الكهروضوئية ثلثي الزيادة في سعة الكهرباء المتجددة هذا العام، إذ يؤدي ارتفاع أسعار الكهرباء إلى نشر متزايد للطاقة الشمسية على الأسطح.
ويواصل صناع السياسات في العديد من البلدان، خصوصَا في أوروبا، البحث عن بدائل للوقود الأحفوري المستورد، على خلفية الحرب الروسية الأوكرانية، ما وفّر بيئة خصبة لنشر الطاقة الشمسية، لا سيما الأنظمة الصغيرة الموزعة، التي من المتوقع أن تمثّل قرابة نصف السعة الشمسية المضافة هذا العام (2030).
ومن المتوقع -أيضًا- إضافة 150.8 غيغاواط من سعة الطاقة الشمسية على نطاق المرافق، وأكثر من 136 غيغاواط من القدرة الشمسية الموزعة، بحسب تقرير وكالة الطاقة الدولية.
وفي أعقاب عامين متتاليين من الهبوط، تمضي إضافات سعة الرياح البرية في مسار التعافي بنسبة 70% خلال عام 2023 إلى 107 غيغاواط، وهو رقم قياسي جديد.
ويُعزى هذا -أساسًا- إلى بدء تشغيل المشروعات المتأخرة في الصين بعد تخفيف القيود ذات الصلة بفيروس كورونا المستجد "كوفيد-19" في العام الماضي (2022).
في المقابل، توقع تقرير وكالة الطاقة الدولية أن تضيف الرياح البحرية 17 غيغاواط، لكن ذلك لا يتسق مع النمو القياسي الذي حققته خلال العامين الماضيين، مع تراجع حجم المشروعات خارج الصين.
استمرار النمو في 2024
رجّح تقرير وكالة الطاقة المتجددة استمرار النمو في العام المقبل (2024) بدعم من الصعود في إجمالي السعة التراكمية لتوليد الكهرباء المتجددة في العالم إلى 4 آلاف و500 غيغاواط، وهو ما يعادل إجمالي إنتاج الكهرباء في الصين والولايات المتحدة معًا، وفق التقرير.
وعزت الوكالة هذا التوجه الإيجابي إلى الانتشار السريع لمحطات الطاقة الشمسية السكنية والتجارية، والسرعة المفترضة في تنفيذ السياسات والحوافز الجديدة -مثل قانون خفض التضخم الأميركي- خاصة أن الاتجاه الصعودي لمشروعات طاقة الشمس والرياح على نطاق المرافق يعتمد على سرعة وتيرة إصدار التصاريح والبناء.
موضوعات متعلقة..
- وكالة الطاقة الدولية تتوقع ارتفاعًا قياسيًا لقدرة الكهرباء المتجددة في 2023 و2024
- وكالة الطاقة الدولية: توليد الكهرباء عبر الطاقة المتجددة يتجه لعام قياسي جديد
- وكالة الطاقة الدولية: استثمارات الطاقة الشمسية قد تتجاوز النفط للمرة الأولى في 2023
- أكثر الدول العربية امتلاكًا لقدرة الكهرباء المتجددة بنهاية 2022 (تقرير)
اقرأ أيضًا..
- إنتاج النفط العراقي قد يتأثر بصفقة المقايضة مع الغاز الإيراني (تقرير)
- إغلاق حقل الفيل يعيد شبح وقف صادرات النفط الليبي من جديد (فيديو)
- ثاني أكسيد الكربون يتحول إلى "منجم" للذهب والفضة والمعادن النادرة