توقعات بهيمنة السعودية على صناعة الهيدروجين في الشرق الأوسط

توقع مسؤول في شركة ميتسوبيشي باور اليابانية هيمنة السعودية على صناعة الهيدروجين في الشرق الأوسط، بوساطة الإنتاج وتقنيات تحول محطات الغاز إلى العمل بالوقود النظيف لاحقًا، ما يدعم احتلال المنطقة المركز الثاني عالميًا، بعد أميركا مستقبلًا.

وقال الرئيس، المدير التنفيذي لشركة ميتسوبيشي باور في أوروبا والشرق الأوسط، خافيير كافادا، إن المملكة تبني محطات الكهرباء التي تعمل بالغاز بتقنيات ستعمل بالهيدروجين لاحقًا، بالإضافة إلى مشروعات تحول الطاقة، وذلك في حوار مع "إس آند بي غلوبال إنسايتس"، نُشر الثلاثاء 11 يوليو/تموز 2023.

وتزوّد ميتسوبيشي المملكة بتقنيات متقدمة، كما أنها من أكبر الشركات العاملة بمنطقة الشرق الأوسط في هذا المجال.

وأضاف كافادا، أن ميتسوبيشي تجهّز بعض محطات الكهرباء الجديدة في السعودية التي تعمل بالغاز -أيضًا- بتقنيات احتجاز الكربون.

وأشار إلى أن شركته اختبرت تقنيات الهيدروجين بالكامل في البلد الأم (اليابان) قبل طرحها تجاريًا في أنحاء العالم، متضمنًا منطقة الشرق الأوسط.

وكانت ميتسوبيشي قد شاركت في قمة المناخ كوب 27، التي انعقدت في مدينة شرم الشيخ المصرية، خلال شهر نوفمبر/تشرين الثاني 2022، وعرضت تلك التقنيات، وفق ما شهدته منصة الطاقة المتخصصة، خلال زيارة لجناحها في أثناء المشاركة بالقمة.

عدد صغير وقدرة أكبر

قال الرئيس، المدير التنفيذي لشركة ميتسوبيشي باور في أوروبا والشرق الأوسط خافيير كافادا: "إن منطقة الشرق الأوسط في مقدمة الدول التي تعمل على بناء محطات الغاز بتقنيات التحول إلى الهيدروجين، أو تلك التي تولد الكهرباء عن طرق حرق الغاز -حاليًا- مع إمكانات إحلال الهيدروجين في المحطات بوقت لاحق".

وأضاف -في حواره مع "إس آند بي غلوبال إنسايتس"- أن عدد محطات الغاز التي يمكن تحويلها إلى الهيدروجين صغير، لكن قدرتها أكبر.

وتابع: "من المؤكد أن منطقة الخليج لديها طموح أكبر في العمل على تحول الطاقة وتحقيق الحياد الكربوني بسرعة، فهي مركز الطاقة التقليدية حاليًا، وترغب في أن تصبح مركزًا للطاقة النظيفة مستقبلًا، وتقود كل من السعودية والإمارات بناء مشروعات الطاقة المتجددة في المنطقة لخدمة هذا الغرض".

وتتوقع "إس آند بي غلوبال" أن تبلغ حصة الوقود الأحفوري في القدرة المركبة العالمية إلى 25% في 2050، حتى مع زيادة الطاقة المتجددة، لتحتل نسبة 85% في سعة توليد الكهرباء مستقبلًا.

وتشير إلى أن الغاز سيظل مصدرًا مرنًا وموثوقًا للطاقة، في وقت غياب الشمس والرياح.

وخلال العقود الـ3 المقبلة، بدءًا من الآن وحتى 2050، من المتوقع أن يضيف الغاز 29 غيغاواط سنويًا لسعة الكهرباء عالميًا، وأن تنمو الطاقة الشمسية بنحو 300 غيغاواط أو أكثر سنويًا.

تصدير النفط

تحتل السعودية المركز الأول بين أكبر الدول المصدرة للنفط عالميًا.

كما أنها تستثمر في صناعة الهيدروجين منخفض الكربون والأمونيا، في إطار خطة المملكة لتحقيق الحياد الكربوني بحلول عام 2060.

كما تطور شركة أرامكو المملوكة للدولة مركزًا لاحتجاز الكربون في مدينة الجبيل، الذي يُتوقع أن تصل طاقته إلى 44 مليون طن متري من ثاني أكسيد الكربون سنويًا بحلول 2035.

وتخطط المملكة لتوليد نصف احتياجاتها من الكهرباء من المحطات العاملة بالغاز، والنصف الثاني من مصادر الطاقة المتجددة.

وكان الرئيس التنفيذي لأرامكو أمين الناصر، قد أكد ضرورة التوصل إلى تقنيات تخفّض تكلفة إنتاج الهيدروجين، وأعلن خلال مؤتمر أوبك في العاصمة النمساوية (فيينا) في 5 يوليو/تموز الجاري، أن شركته تخطط لإنتاج 11 مليون طن متري سنويًا من الهيدروجين الأزرق.

ويعتمد إنتاج الهيدروجين الأزرق على الغاز، والأخضر على مصادر الطاقة المتجددة.

وقال الناصر: "لا شك أن الهيدروجين سيؤدي دورًا مهمًا في المستقبل، لكن ليس المستقبل القريب، فتكلفة ما يوازي برميل من مكافئ النفط من الهيدروجين الأزرق -حاليًا- تتراوح بين 200 و250 دولارًا، وتزيد إلى 400 دولار في الهيدروجين الأخضر، وهو سعر مرتفع.. نحن نحتاج إلى تقنيات تُسهم في خفض الأسعار".

مشروعات ميتسوبيشي

تنفذ شركة ميتسوبيشي باور اليابانية مشروعات مع عدة جهات في السعودية، تشمل وزارة الكهرباء وعملاقة النفط بالمملكة (أرامكو) وشركة الكهرباء، بالإضافة إلى المؤسسة العامة لتحلية المياه المالحة (سالين).

كما أنه لدى الشركة مشروعات في الإمارات والبحرين ومصر.

وقال الرئيس، المدير التنفيذي لشركة ميتسوبيشي باور في أوروبا والشرق الأوسط خافيير كافادا، إن محطات الكهرباء التي تعمل بالغاز لديها إمكانات خفض الانبعاثات بنسبة 60-70%، مقارنةً بمحطات الفحم.

وأضاف، في حوار مع "إس آند بي غلوبال إنسايتس": "يُعد الغاز أنظف مصادر الطاقة المتاحة على وجه الأرض الآن.. وتحالف الغاز مع الطاقة الشمسية والرياح يمثّل الحل الأمثل حاليًا، مع إضافة التخزين وإحلال الهيدروجين مكان الغاز تدريجيًا".

وتابع: "نتجه إلى تحويل محطات الكهرباء التي تعمل بالغاز إلى الهيدروجين، لكن هذا لن يحدث خلال عام أو عامين، ولكن سيستغرق وقتًا طويلًا نسبيًا لكي ننتج كميات كافية من الهيدروجين".

المركز الثاني

توقع الرئيس، المدير التنفيذي لشركة ميتسوبيشي باور في أوروبا والشرق الأوسط خافيير كافادا، أن تسيطر منطقة الشرق الأوسط على المركز الثاني عالميًا، بعد أميركا، في خلق مراكز إنتاج الهيدروجين بغرض توليد الكهرباء.

وكانت الولايات المتحدة قد خصصت أكثر من 7 مليارات دولار لتمويل إقامة 10 مراكز للهيدروجين النظيف في أنحاء البلاد، وأُعلن مناقصة لـ22 مشروعًا في هذا الإطار، ومن المتوقع اختيار الشركات الفائزة نهاية 2023.

وقال كافادا، إن ميتسوبيشي كانت من الشركات المشاركة في المناقصة الأميركية.

وأضاف أن "أميركا ستحتل المركز الأول في صناعة الهيدروجين، تليها منطقة الشرق الأوسط بقيادة السعودية".

وتمضي السعودية قدمًا للبدء في تنفيذ أكبر مصنع لإنتاج الهيدروجين الأخضر في العالم، وذلك بعد نجاحها في تأمين الإغلاق المالي للمشروع بقيمة 8.4 مليار دولار، خلال شهر مايو/أيار من العام الجاري (2023).

ومن المقرر أن تبدأ شركة نيوم للهيدروجين الأخضر تسليم المعدّات الأساسية لإنشاء أكبر مصنع في العالم لإنتاج الهيدروجين الأخضر في مدينة "أوكساغون" بمنطقة "نيوم" السعودية خلال 2023.

يُذكر أن دول منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا تولي أهمية كبيرة للصناعة، وأعلنت دولة، مثل مصر، استثمارات متوقعة تبلغ 100 مليار دولار في مجال إنتاج الهيدروجين الأخضر، خاصةً في المنطقة الاقتصادية بقناة السويس.

موضوعات متعلقة..

• السعودية تكشف حجم إنفاقها على مصنع الهيدروجين الضخم

• أرامكو السعودية تكشف حقيقة وقف استثمارات الهيدروجين الأزرق

• لأول مرة تاريخيًا.. مولدات خلايا وقود الهيدروجين تظهر في السعودية

اقرأ أيضًا..

• تحليل سهم طاقة عربية لـ6 خبراء.. هل فرصة استثمارية أم مجرد مضاربة؟

• إيرادات دول أوبك من صادرات النفط تقفز 307 مليارات دولار في 2022

• وكالة الطاقة الدولية: سوق المعادن المهمة للتقنيات النظيفة تقفز إلى 320 مليار دولار