فولكس فاغن تقلص إنتاج السيارات الكهربائية بعد تراجع مبيعاتها
محمد عبد السند
- فولكس فاغن تخفض إنتاجها من السيارات الكهربائية.
- هبوط الطلب على مبيعات السيارات الكهربائية.
- تراجع الدعم يقلص الطلب على السيارات الكهربائية.
- زادت تسجيلات السيارات الجديدة في أوروبا بنسبة 18% في مايو.
- تضغط صناعة السيارات الكهربائية في بريطانيا باتجاه زيادة عدد محطات الشحن.
اضطرت عملاقة صناعة السيارات الألمانية فولكس فاغن إلى تقليص إنتاجها من السيارات الكهربائية بعد تراجع مبيعاتها نتيجة ارتفاع نفقات شراء تلك المركبات النظيفة جراء ارتفاع معدلات التضخم لمستويات غير مسبوقة، من بين عوامل أخرى عديدة.
ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد، بل لجأت الشركة -أيضًا- إلى إرجاء إنتاج أحد طرازات السيارات الكهربائية إلى وقت لاحق من العام الجاري (2023) نتيجة عدم اليقين الذي يغلف هذا القطاع الحيوي.
وفي هذا الصدد، تعتزم فولكس فاغن تقليص إنتاج السيارات الكهربائية في أحد أكبر مصانعها بعدما قاد "إحجام قوي من قبل العملاء" إلى هبوط المبيعات بأعلى من المتوقع، حسبما أوردت صحيفة "تليغراف" البريطانية.
وأوقفت فولكس فاغن عجلة إنتاج السيارات الكهربائية لمدة 6 أسابيع في مصنعها بمدينة إمدن شمال غرب ألمانيا، وتنوي تسريح 300 من إجمالي القوة العاملة في المصنع، البالغ عددها 1500 شخص.
وألفت فولكس فاغن باللائمة على الدعم المنخفض الممنوح لمشتري السيارات الكهربائية عبر أوروبا إلى جانب التضخم الصاروخي، في تراجع اهتمام المستهلك بشراء هذه المركبات النظيفة.
تراجع الطلب
خيّب الطلب على السيارات الكهربائية توقعات فولكس فاغن بنسبة 30%.
وفي هذا الخصوص، قال مدير مصنع إمدن مانفريد ولف: "نشهد إحجامًا قويًا من قِبل العملاء في قطاع السيارات الكهربائية".
وبينما ارتفع معدل استهلاك المركبات الكهربائية في السنوات القليلة الماضية، مع تجاوز الطلب على السيارات المعروض من تلك الوحدات في السوق، تتخوف شركات صناعة السيارات من أن تصير تلك المركبات أقل جاذبية نتيجة تزايد نفقات شرائها، إلى جانب الفجوة الضيقة بين أسعار الكهرباء والبنزين.
يُشار إلى أن تكلفة السيارات التي تعمل بالبطاريات تزيد على نظيراتها من سيارات الوقود الأحفوري، بواقع نحو 10 آلاف جنيه إسترليني (12 ألفًا و699 دولارًا أميركيًا).
(الجنيه الإسترليني = 1.26 دولارًا أميركيًا).
واشترى العملاء السيارات الكهربائية بمقدمات عالية، آملين في تعويض ذلك عبر الشحن رخيص التكلفة. لكن الحرب الروسية الأوكرانية التي اشتعل فتيلها في 24 فبراير/شباط (2022) قد رفعت أسعار الغاز الطبيعي؛ ما قاد بدوره إلى زيادة كبيرة في تكاليف الكهرباء.
وتضغط صناعة السيارات الكهربائية في المملكة المتحدة باتجاه زيادة عدد محطات شحن السيارات الكهربائية بالنسبة للمستخدمين الذين ليس لديهم وصول إلى الكهرباء مُخفضة التكلفة من مصادر الشحن المنزلية.
الرسم البياني التالي -من إعداد منصة الطاقة المتخصصة- يوضح مبيعات السيارات الكهربائية حول العالم:
إرجاء طرح طراز كهربائي
قررت الشركة إرجاء إنتاج سيارة "آي دي.7" الذي كان مُخططًا له في شهر يوليو/تموز (2023) إلى وقت لاحق من العام الجاري (2023).
وقالت الشركة: "علامة فولسكفاغن التجارية -كغيرها من شركات تصنيع السيارات الأخرى- تشهد تراجعًا في الطلب على السيارات الكهربائية؛ لأسباب تشتمل على خفض الدعم وارتفاع التضخم وطول أوقات التسليم نتيجة نقص قطع الغيار".
وأوضحت الشركة: "نحن على ثقة بأن الطلب على جميع السيارات الكهربائية سيرتفع مجددًا مع مضي الأشهر هذا العام (2023)، ومع إدخال التعديلات على طراز آي دي.3، وسيارة آي دي.7 الجديدة، سنواصل طرح طرازات جديدة جذابة".
حرب أسعار
تعي فولسكفاغن أنه يتعين عليها الانضمام إلى حرب الأسعار الخاصة بالسيارات الكهربائية، وفي مارس/آذار (2023) كشفت الشركة عن نموذج أولي لطراز "آي دي. 2 أول" الذي يقل سعره عن 22 ألف جنيه إسترليني، بمدى يصل إلى 280 ميلًا.
وأبدى رئيس شركة فولكس فاغن توماس شافر –أيضًا- التزامه بطرح طراز جديد أرخص ثمنًا تقل تكلفته عن 17.500 جنيه إسترليني.
تراجع الدعم
في بداية العام الجاري (2023)، انخفض الدعم الممنوح للسيارات الكهربائية التي تعمل بالبطاريات أو حتى التي تعمل بخلايا الوقود، إلى ما يتراوح من 3 آلاف إلى 4 آلاف و500 يورو.
وذكرت رابطة صناعة السيارات الألمانية "في دي إيه" أن تراجع الدعم سيقود -على الأرجح- إلى هبوط مبيعات السيارات الكهربائية خلال عام 2023.
وتوقّعت "في دي إيه" أن تسجّل مبيعات السيارات الكهربائية التي تعمل بالبطاريات في ألمانيا قرابة 510 آلاف وحدة في 2023، بارتفاع نسبته 8% عن العام الماضي (2022).
كما توقّعت "في دي إيه" أن تلامس مبيعات السيارات الهجين، نحو 150 ألف وحدة، بتراجع نسبته 30%، قياسًا بالعام الماضي (2022)، بحسب معلومات جمعتها منصة الطاقة المتخصصة.
وأظهرت أرقام "في دي إيه" أن إجمالي مبيعات السيارات الكهربائية في ألمانيا سينخفض بنسبة 8% في عام 2023.
قفزة أوروبية في المبيعات
زادت تسجيلات السيارات الجديدة في أوروبا بنسبة 18% في مايو/أيار (2023)، بينما تجاوز الطلب على السيارات الكهربائية، مثيله في سوق السيارات بوجه عام، بحسب ما نشره موقع أوتوموتيف نيوز يوروب المتخصص.
وقفزت مبيعات السيارات الكهربائية بنسبة 66% إلى 170.389 وحدة؛ حيث استفادت شركات صناعة السيارات من المعروض المُحسن لقطع الغيار.
وبين الأسواق الكبرى، قادت إيطاليا وألمانيا إجمالي الزيادة في مبيعات كل أنواع السيارات، بنسبة نمو بلغت 23% و19% على الترتيب.
وزادت مبيعات فولكس فاغن، أكبر شركة لصناعة السيارات في أوروبا بنسبة 20%، كما ارتفعت مبيعات السيارات في شركة ستيلانتيس العالمية متعددة الجنسيات بنسبة 0.5%.
وبلغت تسجيلات السيارات الجديدة في عملاقة صناعة السيارات الكهربائية الأميركية تيسلا، 29 ألف وحدة، بحصة سوقية لامست 2.6%، بزيادة 0.2% في مايو/أيار (2023) مقارنة بالمدة نفسها من العام الماضي (2022).
موضوعات متعلقة..
- السيارات الكهربائية في الصين تستحوذ على ثلثي المبيعات العالمية (دراسة)
- السيارات الكهربائية في الأردن تغزو الجهات الحكومية
- مبيعات السيارات الكهربائية في الصين 5 أضعاف أميركا خلال 2022
اقرأ أيضًا..
- صناعة الرقائق الإلكترونية الآسيوية تائهة في مسار التحول الأخضر
- أكبر 10 دول منتجة للغاز الطبيعي في 2022.. 3 بلدان عربية بالقائمة (إنفوغرافيك)
- أكبر الدول المنتجة لليثيوم في العالم 2022.. دولتان تستحوذان على 77% (إنفوغرافيك)