تباطؤ صادرات الغاز المسال الأميركية يضع أوروبا في ورطة قبل الشتاء
محمد عبد السند
- أعمال الصيانة تبطئ صادرات الغاز المسال الأميركية
- الدول الأوروبية تتدافع من أجل تأمين احتياجاتها من الغاز المسال
- غادر نحو 36 سفينة الولايات المتحدة الأميركية، متجهة إلى أوروبا منذ بداية شهر يونيو الجاري
- شكّلت تسليمات الغاز المسال الأميركية ما نسبته 43% من الواردات الأميركية كافة في العام الماضي
- انهارت صادرات وواردات الغاز المسال في المملكة المتحدة في يونيو
تجد البلدان الأوروبية نفسها في ورطة، نتيجة تراجع صادرات الغاز المسال الأميركية، جراء أعمال الصيانة الدورية التي تشهدها بعض المحطات المتخصصة في أكبر الاقتصادات العالمية.
وتسابق الدول الأوروبية الزمن من أجل تأمين احتياجاتها من الغاز المسال الذي نجحت من خلاله في درء أزمة طاقة خلال الشتاء الماضي، في ظل نقص إمدادات الطاقة الروسية آنذاك، على خلفية الحرب الروسية الأوكرانية التي اندلعت شرارتها الأولى في 24 فبراير/شباط (2022).
وفي ضوء هذا السيناريو، قادت أعمال الصيانة التي شهدتها محطة صادرات الغاز المسال الأميركية سابين باس البالغة سعتها 33 مليون طن سنويًا خلال شهر يونيو/حزيران (2023)، إلى هبوط الشحنات الأميركية، حسبما ذكر موقع أرغوس ميديا argus media.
ويعني هذا أن صادرات الغاز المسال الأميركية المقرر تسليمها إلى محطات الإسالة في أوروبا أوائل يوليو/تموز (2023)، ستتراجع، وفق تحليلات طالعتها منصة الطاقة المتخصصة.
وتستغرق الرحلة من محطات صادرات الغاز المسال الأميركية على ساحل خليج المكسيك إلى أوروبا، قرابة أسبوعين.
هبوط قياسي
نظرًا لأن صادرات الغاز المسال الأميركية إلى أوروبا حتى الآن في يونيو/حزيران (2023) تتجه لتسجيل أدنى مستوياتها على الإطلاق منذ أكتوبر/تشرين الأول (2021)، فقد يعني هذا أن صادرات الغاز المسال إلى أوروبا، في النصف الأول من يوليو/تموز (2023)، ستنخفض إلى ما دون المستويات المُسجلة في الشهور الأخيرة.
وغادر نحو 36 سفينة الولايات المتحدة الأميركية، متجهة إلى أوروبا منذ بداية شهر يونيو/حزيران (2023)، بانخفاض من 70 سفينة الشهر الماضي (مايو/أيار 2023)، مع توجّه أقلّ من 70% من تلك السفن إلى المواني في شمال غرب أوروبا والمملكة المتحدة، وفق أحدث البيانات الصادرة عن شركة فورتيكسا للتحليلات النفطية.
وشكّلت صادرات الغاز المسال الأميركية ما نسبته 43% من الواردات الأميركية كافة في العام الماضي (2022)، وقرابة 40% من العائدات حتى الآن خلال العام الجاري (2023)، بحسب "فورتيكسا".
وبناءً عليه، فإن أيّ خفض في التسليمات المتجهة من الولايات المتحدة الأميركية إلى أوروبا من الممكن أن تقلّص -بنِسب متفاوتة- الإمدادات إلى المنطقة- حتى في أوقات هبوط الطلب الموسمي على الغاز شمال غرب القارة العجوز.
الرسم البياني أدناه -من إعداد منصة الطاقة المتخصصة- يوضح صادرات الغاز المسال الأميركية ربع سنوي في عامي 2021 و 2022:
محطة سابين باس
هبطت تسليمات الغاز المسال الأميركية إلى أوروبا منذ بداية يونيو/حزيران (2023)، بسبب أعمال الصيانة المخطط لها في محطة سابين باس، ما أدى إلى تراجع السعة التشغيلية في المحطة إلى النصف، بناءً على مستويات غاز التغذية إلى المحطة، رغم أن سعة المحطة بدأت ترتفع مجددًا خلال عطلة نهاية الأسبوع.
وغادرت 10 شحنات فقط من الغاز المسال الأميركي من محطة سابين باس إلى أوروبا حتى الآن في يونيو/حزيران (2023)، بانخفاض من نحو 27 شحنة في مايو/أيار (2023)، و 32 شحنة في أبريل/نيسان (2023)، وفق بيانات فورتيكسا.
وشكّلت تدفقات الغاز المسال من محطة سابين باس نحو 40% من إجمالي التسليمات الأميركية إلى أوروبا في العام الماضي (2022)، يليها تدفقات الغاز من محطة كوربوس كريستي البالغة سعتها 17 مليون طن، والتي استحوذت على قرابة 20%.
وهبطت تدفقات الغاز المسال المتجهة من كوربوس كريستي إلى أوروبا في يونيو/حزيران (2023).
وقد أثّرت عمليات صيانة الضاغط في خط الأنابيب الذي يُغذّي محطة كوربوس كريستي خلال المدة من أواسط إلى أواخر مايو/أيار (2023)، ما ألقى بظلاله -أيضًا- على إمدادات غاز التغذية، وعلى الأرجح أن تكون أعمال الصيانة تلك قد أثّرت سلبًا في عمليات الشحن.
آسيا
شُحِن نحو 40% من إنتاج الغاز المسال الأميركي أو سُلِّمَ إلى آسيا حتى الآن خلال يونيو/حزيران (2023)، بزيادة من قرابة 20% من الإنتاج خلال المدة من فبراير/شباط إلى مايو/أيار (2022).
ولذلك، ستؤثّر التسليمات المنخفضة الآتية من محطة كوربوس كريستي في سعة الصادرات إلى أوروبا، المقررة أوائل شهر يوليو/تموز (2023).
وشهدت صادرات الغاز المسال من محطة يامال الروسية التي تلامس سعتها 17.44 مليون طن سنويًا، والواقعة في ميناء سابيتا -أيضًا- انخفاضًا حتى الآن خلال يونيو/حزيران (2023)، مع بلوغ الصادرات أكثر من مليون طن حتى الآن من تلك المحطة خلال المدة المذكورة.
وتتجه تلك الصادرات إلى الهبوط لما دون 1.7 مليون طن سنويًا المسجلة في العام الماضي (2022).
وتراجعت الإمدادات مع غلق إحدى المنشآت في المحطة لخضوعها لأعمال الصيانة في بداية يونيو/حزيران (2023)، قبل أن تعود فقط إلى التشغيل أوائل الأسبوع الجاري، وفق مصادر سوقية.
وبالإضافة إلى ذلك، فإن إعادة فتح طريق البحر الشمالي في بداية يونيو/حزيران (2023) تعني كذلك شحن المزيد من الإمدادات مباشرة إلى آسيا خلال الأسابيع المقبلة، بالنظر إلى قصر الرحلة التي تقطعها السفن، والتنافس الشديد في شمال شرق آسيا، مقارنة بالأسعار الأوروبية.
السحب من المخزون
من الممكن أن يشجع الانخفاض في تسليمات الغاز، الذي يقترن بالزيادة في الطلب على الغاز في أوروبا، الشركات على السحب من مخزونات الغاز الطبيعي المسال.
وقد حدث هذا في إسبانيا التي شهدت تراجعًا في مخزونات الغاز المسال إلى ما نسبته 50% من السعة، بدءًا من صباح أمس الأول الأحد 25 يونيو/حزيران (2023)، لتقترب من أدنى مستوياتها في 3 شهور المسجلة بداية الأسبوع الماضي.
صادرات وواردات بريطانيا تتراجع
في يونيو/حزيران (2023)، انهارت صادرات وواردات الغاز المسال في المملكة المتحدة، لكن حافظت الشركات حتى الآن على مخزوناتها من الغاز المسال.
وتراجعت سعة الخزانات في محطة ساوث هوك إلى ما دون 85% بدءًا من صباح أمس الإثنين 26 يونيو/حزيران (2023)، بينما بلغت السعة التشغيلية لمحطة آيل أوف غرين نحو ثلاثة أرباعها، مقابل 67% في محطة دراغون.
تراجع في فرنسا
شهدت فرنسا سحبًا من مخزونات الغاز الطبيعي المسال إلى ما دون 51%، بدءًا من صباح الأحد 25 يونيو/حزيران (2023)، رغم هبوط الصادرات حتى الآن خلال الشهر ذاته، ما يؤثّر في سعة السحب من تلك المخزونات، إذا واصل التراجع في التسليمات.
ويضاف التباطؤ في الواردات الأوروبية من الغاز المسال الأميركي إلى انخفاض تسليمات خطوط الأنابيب من النرويج إلى البلدان الأوروبية، مع غلق مطوّل لمحطة معالجة الغاز "نهامنا" التابعة لشركة شل الأنغلو هولندية، والبالغة سعتها 79.8 مليون متر مكعب يوميًا، حتى 15 يوليو/تموز (2023).
يأتي هذا رغم أن أعمال الصيانة قد تستمر في تلك المحطة لما بعد هذا التاريخ، بحسب ما أعلنته شركة الغاز النرويجية غازكو.
موضوعات متعلقة..
- محطات تصدير الغاز المسال الأميركي تواصل انتعاشها من موسم الصيانة
- توتال إنرجي تعزز وجودها في قطاع الغاز المسال الأميركي بصفقة جديدة
- نقل الغاز المسال الأميركي عبر القطارات يشعل الجدل من جديد: "قنبلة موقوتة"
- قائمة مستوردي الغاز المسال الأميركي في مارس 2023
اقرأ أيضًا..
- أكبر شركات الصلب الآسيوية تخطط لإزالة الكربون.. ما دور الهيدروجين؟
- صفقة استحواذ في الجزائر قد تكتب فشل مشروع سولار 1000 (خاص)
- الديزل الروسي يواصل التدفق إلى المغرب وتركيا.. ومفاجأة سعودية