إلغاء دعم الوقود في نيجيريا يربك الأسواق السوداء للمشتقات النفطية
خاصة في الكاميرون وبنين وتوغو
حياة حسين
أربك إلغاء دعم الوقود في نيجيريا الأسواق السوداء للمشتقات النفطية في البلدان المجاورة؛ مثل الكاميرون وبنين وتوغو.
فقد انقلب الوضع على طرق الدول المجاورة لنيجيريا في غرب أفريقيا رأسًا على عقب؛ بسبب رفع السلطات في أكبر منتج للنفط بالقارة السمراء سعر الوقود إلى الضعف؛ ما ضغط بشدة على نشاط القطاع غير الرسمي الذي يسيطر على مركز اقتصاد المنطقة، وفق ما رصدته منصة الطاقة المتخصصة، نقلًا عن وكالة رويترز، اليوم الإثنين 26 يونيو/حزيران 2023.
وبدأ الرئيس الجديد بولا أحمد تينوبو، حكمه، مطلع الشهر الجاري (يونيو/حزيران)، خلفًا لسابقه محمد بخاري، بتنفيذ وعوده الانتخابية؛ على رأسها إلغاء دعم الوقود في نيجيريا.
وتسبّب دعم الوقود في نيجيريا في تراكم الضغوط على موازنة الدولة وارتفاع الدين لشركات النفط والغاز وتجارة المشتقات النفطية مثل فيتول، وتعثر سداد تلك المديونيات الأشهر الأخيرة.
انهيار السوق السوداء
ألغت السلطات دعم الوقود في نيجيريا، مطلع الشهر الجاري، ومنذ ذلك الحين، تشهد السوق السوداء للمشتقات النفطية المعتمدة على منتجات أبوجا المهرّبة في كل من الكاميرون وبنين وتوغو، انهيارًا متواصلًا.
كما تصطف السيارات في طوابير طويلة على محطات الوقود الرسمية في تلك البلدان، نتيجةً لتساوي أسعارها مع السوق السوداء، منذ نقص الإمدادات القادمة من نيجيريا.
وعلى سبيل المثال، في مدينة (غاروا) التي تقع على بُعد 60 كيلومترًا مربعًا (37 ميلًا) شرق الحدود النيجيرية، بلغ سعر لتر البنزين 600 فرنك أفريقي (0.96 دولارًا أميركيًا)، مقابل 300 فرنك أفريقي (0.48 دولارًا أميركيًا)، قبل إلغاء دعم الوقود في نيجيريا، وفق أحد التجار.
وأضافت البائعة في السوق السوداء برفت ديودوني، قائلةً: "الإمدادات أصبحت نادرة، ويتهمنا المستهلكون باستغلالهم بتلك الأسعار المرتفعة، التي كانت بسبب إلغاء دعم الوقود في نيجيريا".
اشتداد التوتر
أدى ارتفاع أسعار مشتقات النفط في السوق السوداء ببلاد غرب أفريقيا؛ الناجم عن إلغاء دعم الوقود في نيجيريا، إلى اشتداد حدة التوتر بين أصحاب الدراجات النارية ووسائل النقل العامة، والركاب الذين يطالبون بأجرة نقل رخيصة، مهما كان سبب غلاء الأسعار.
وقال راكب دراجة نارية يُدعى أوسمانو مال دجولد في مدينة غاروا، إنه أُجبر على دفع أجرة مرتفعة بمقدار الضعف، بينما رفض آخرون زيادة الأجرة، وبدأ النشاط في الانهيار.
ولا يختلف الوضع في كل من بنين وتوغو؛ إذ نشطت محطات الوقود الرسمية في البلدين الأفريقيين الصغيرين، بعد خمول طويل.
وقال عامل في محطة رسمية ببنين، رفض ذكر اسمه: "إنه في السابق كنا نبيع 2000 لتر بنزين يوميًا، زادت الآن إلى 7 آلاف لتر يوميًا".
تأثر الاقتصادات المجاورة
تشير التوقعات إلى أن إلغاء دعم الوقود في نيجيريا، قد يؤثر سلبًا في اقتصادات الدول المجاورة، بسبب اعتمادها بصورة أساسية على عائدات السوق السوداء لمشتقات النفط.
لذلك، تغض السلطات الرسمية الطرف عن السوق السوداء للوقود، أو تبدو متورطة فيها؛ حيث يتداول الوقود تحت أعينها، وفق مشاهدات وكالة رويترز.
كما بدأ كثير من العاملين في الأسواق السوداء للوقود بتلك البلدان في خسارة عملهم.
ووفق بيانات الأمم المتحدة؛ فإن 80% من العمالة الأفريقية تنتمي للسوق غير الرسمية.
ورغم أنه لا وجود لبيانات دقيقة عن حجم الوقود المُهرب من نيجيريا إلى جاراتها، إلا أن الشركة المملوكة للدولة "إن إن بي سي"، وهي المورد الوحيد في أبوجا، قالت، في وقت مبكر من هذا الشهر، إن حجم التهريب يبلغ 66 مليون لتر بنزين يوميًا.
وبلغت قيمة دعم الوقود في نيجيريا نحو 10 مليارات دولار في 2022، في حين لم تستطِع شركة النفط الوطنية تحديد قيمة حجم استهلاك الوقود في البلاد، وفق البيانات التي اطلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة.
وقدّرت وكالة رويترز استهلاك نيجيريا اليومي من الوقود بأقل من 40 مليون لتر.
موضوعات متعلقة..
اقرأ أيضًا..
- استهلاك الطاقة في العالم يرتفع 1% خلال 2022.. والوقود الأحفوري يُلبي 82%
-
مشروعات الطاقة الشمسية في السودان قد تنهار بسبب الحرب الداخلية (تقرير)
-
أكثر أنواع بطاريات الليثيوم أيون أمانًا.. والمغرب يتصدر الاحتياطيات العالمية (تقرير)