وقود مصفاة جنوب السودان يتدفق إلى شرق أفريقيا في أغسطس
وخطة لتنويع أسواق بيع الوقود
حياة حسين
من المتوقع أن يبدأ تصدير الوقود من مصفاة جنوب السودان (بنيتو) التابعة لمجموعة "إس إن بي" إلى دول شرق أفريقيا في أغسطس/آب 2023.
وقال رئيس المجموعة دايفيد غالا، إن تصدير الوقود إلى دول شرق أفريقيا يأتي بعد تجاوز مشكلات عديدة، حسبما ذكر موقع "إنرجي كابيتال آند باور"، في يونيو/حزيران 2023.
وتنوعت مشكلات مصفاة جنوب السودان بين تعرض منشآتها للفيضانات وجائحة كورونا (كوفيد-19)، إضافة إلى بعض الأعطال الفنية، ويبدو أن الصراع في السودان سيضيف عبئًا جديدًا.
يُذكر أن مجموعة "إس إن بي" هي نتاج شراكة بين شركتي النيل للبترول المحدودة الجنوب سودانية و"سافينات" الروسية.
وقال غالا إن إنتاج المصفاة عالي الجودة؛ إذ تكاد تخلو 70% من المشتقات من الكبريت، "وهذا الأمر نادر جدًا".
وأضاف أن المجموعة تسعى لبناء سوق محلية لمشتقات النفط المُنتجة بها، وتضم -بالإضافة إلى الوقود منخفض الكبريت- الوقود الثقيل، الذي يُستعمل في توليد الكهرباء، والصناعة؛ ما يمكّن جنوب السودان من خفض تكلفة استهلاك الكهرباء محليًا.
وتمتلك جوبا ثالث أكبر احتياطي نفطي في أفريقيا جنوب الصحراء، وكانت وزارة النفط قد أعلنت عقد صفقات مع عدة شركات في منتصف العام الماضي (2022)، بهدف التمويل والتنقيب عن النفط وإنتاجه وتكريره، بالإضافة إلى أعمال تطوير البنية التحتية في البلاد، وفق معلومات اطلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة.
مصفاة بنيتو
ارتفع إنتاج مصفاة بنيتو التي تقع في ولاية الوحدة من 3 آلاف برميل نفط يوميًا -كانت تصدر معظمها إلى جارتها الشمالية السودان- إلى 10 آلاف برميل نفط يوميًا.
وبسبب زيادة الإنتاج، قررت جوبا توسيع الصادرات إلى دول شرق أفريقيا القريبة منها.
وقال مساعد رئيس مجموعة "إس إن بي" التي تتبعها مصفاة جنوب السودان دايفيد غالا، إن العمليات التشغيلية تسير بشكل جيد، ونزود السودان بالوقود، و"نتطلع لتصدير مشتقات النفط لدول أخرى، وأجرينا مباحثات مع عدة دول في شرق أفريقيا مثل الكونغو".
وأضاف غالا أنه بحلول شهر أغسطس/آب المقبل، ستكون منتجات مصفاة التكرير بجنوب السودان جاهزة للشحن إلى تلك الدول.
ويمثل نجاح مصفاة بنيتو في تصدير المشتقات النفطية إلى دول أخرى غير جارتها السودان، خطوة مهمة في دولة تمتلك كميات كبيرة من النفط، لكنها تعاني محدودية إنتاج الوقود، وتستورد معظم احتياجاتها من الخارج.
ويُعَد النفط في جنوب السودان الخام الرئيس في منطقة شرق أفريقيا، لكن لا تستفيد الدولة منه كثيرًا بسبب ارتفاع التكاليف والالتزامات التي تذهب إلى صالح شركات النفط، وفق ما يُعرف باتفاقيات تقاسم الإنتاج.
وبلغ إنتاج جنوب السودان من النفط، في منتصف 2022، نحو 170 ألف برميل يوميًا، تذهب أغلب عوائده إلى شركات النفط في شكل مدفوعات مسبقة أو التزامات تعاقدية، في حين لا تحصل خزينة البلاد إلا على عوائد ما يعادل 5 آلاف برميل يوميًا، وفق بيانات اطلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة.
أزمة جديدة
قد يواجه إنتاج النفط ومصافي التكرير في جوبا أزمة جديدة؛ ما قد يكون سببًا في سعي مصفاة التكرير بجنوب السودان لتوزيع الصادرات على دول أخرى، وتتمثل في الصراع الدائر في الدولة الواقعة على حدودها الشمالية والتي كانت جزءًا منها قبل سنوات، بين الجيش وقوات الدعم السريع.
وكان السودان وجنوب السودان دولة واحدة قبل سنوات؛ إلا أن سكان الجنوب الذين يعتنق معظمهم الديانة المسيحية، طلبوا الاستقلال في دولة جنوب السودان؛ حيث يعتنق معظم سكان الشمال الدين الإسلامي.
وألقى الصراع المسلح المخاوف على مستقبل تدفق النفط من جنوب السودان الذي لا يتمتع بمنافذ بحرية، عبر خطوط الأنابيب إلى ميناء بورتسودان على البحر الأحمر.
وتعتمد جنوب السودان على خطوط الأنابيب التي تعبر السودان لنقل الخام لمسافة تزيد على 1500 كيلومتر مربع (932 ميلًا) من حقولها إلى ناقلات في البحر الأحمر، قبل تصديرها إلى الأسواق العالمية.
غير أن وزير النفط في حكومة جنوب السودان فوات كانق أشول، أكد -في وقت سابق- أن إنتاج النفط في بلاده يتدفق كالمعتاد رغم الصراع العنيف في السودان، وفق ما ذكره موقع "سكاي نيوز" في مايو/أيار الماضي.
وفي سياق متصل، أعلن وزير النفط بدء عمليات الاستكشاف في المربع 2، خلال مؤتمر "جنوب السودان للنفط والطاقة" في العاصمة (جوبا)، وفق موقع "إنرجي كابيتال آند باور"، يوم السبت 16 يونيو/حزيران 2023.
وجاء هذا الإعلان عقب التعاقد مع صندوق الوقود الإستراتيجي "إس إف إف"، لشراء طائرة تستعملها البلاد في عمليات المسح الجوي للمنطقة.
وقال وزير النفط في جنوب السودان فوات كانق أشول: "بعد 3 سنوات من المحاولات، نجحنا أخيرًا في شراء الطائرة، وسنبدأ العمل في مربع 2 الآن، وسيكون تاريخيًا".
موضوعات متعلقة..
- سافانا إنرجي البريطانية تستعد للاستحواذ على حقول نفطية في جنوب السودان
-
النفط في جنوب السودان.. "بوابة الطاقة" في شرق أفريقيا (تقرير)
اقرأ أيضًا..
- كيف تؤثر أزمة إيران في أسواق النفط.. وما قصة المخزون العائم؟ (تقرير)
-
"الطاقة" تنشر أسماء الشركات الراغبة بشراء الهيدروجين من الجزائر
-
شارت إندستريز: نتفاوض مع 5 دول عربية بشأن مشروعات هيدروجين (حوار)