ريلاينس الهندية ستستحوذ على سوق الطاقة المتجددة بشرط واحد
أسماء السعداوي
توقّع تقرير حديث أن تحقق شركة ريلاينس الهندية مكاسب ضخمة، وأن تشكّل مشروعاتها حصة كبيرة في سوق الطاقة المتجددة المحلية بحلول عام 2030.
ومن المحتمل أن تحقق شركة ريلاينس إندستريز ليمتد المملوكة لأغنى رجل في الهند، موكيش أمباني، ما بين 10 و15 مليار دولار أميركي بحلول عام 2030، نظير استثماراتها في مشروعات الطاقة الشمسية والهيدروجين والبطاريات وأجهزة المحلل الكهربائي وخلايا الوقود.
وتقول شركة الوساطة "سانفورد سي برنشتاين آند كو"، إن هذا الهدف الطموح يلزمه عقد شراكات وعمليات استحواذ، لتعويض محدودية الخبرات التكنولوجية لدى شركة الطاقة الهندية، بحسب تقرير نشره موقع "إيكونمك تايمز" (economic times)، واطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.
آفاق واعدة لريلاينس الهندية
يرى التقرير أن مشروعات الطاقة النظيفة ركيزة جديدة تدعم أركان شركة ريلاينس الهندية، والتي ستستثمر 2 تريليون دولار بالقطاع داخل البلاد، حتى عام 2050.
وبحسب شركة الوساطة، فأرباح ريلاينس الهندية التي قد تصل إلى 15 مليار دولار بحلول عام 2030، ستشكّل حصة قدرها 40% من إجمالي سوق الطاقة المتجددة المتاحة.
يُشير مصطلح إجمالي السوق المتاحة "تي إيه إم" إلى أكبر قدر ممكن من الإيرادات الذي يمكن أن تحققه شركة ما، من خلال بيع منتجاتها أو خدماتها في سوق محددة.
تقول شركة برنشتاين: "اعتمادًا على تقديراتنا، يمكن لشركة ريلاينس الهندية تحقيق عائدات تتراوح بين 10 و15 مليار دولار من مشروعات الطاقة الجديدة في 2030، وهو ما يمثّل 40% من إجمالي السوق المتاحة".
وبحلول عام 2030، من المحتمل أن تستحوذ ريلاينس الهندية على 60% من إجمالي السوق المتاحة للطاقة الشمسية، و30% من سوق البطاريات، و20% من سوق الهيدروجين.
في عام 2020، وضعت ريلاينس الهندية خطة تستمر 15 عامًا، للتحول إلى شركة رائدة عالميًا في قطاع الطاقة المتجددة، انطلاقًا من مبدأ تدوير الكربون والاقتصاد الدائري، لاستغلال فرصة الطاقة النظيفة والخضراء المتوافرة، لإنتاج كهرباء نظيفة بسعر ميسّر لكل شخص وشركة في الهند.
تستهدف ريلاينس تحقيق هدف الحياد الكربوني بحلول عام 2035، لتسبق بهذه الخطوة شركات المنطقة كافة، وتستثمر -حاليًا- 10 مليارات دولار لبناء نظام بيئي شامل للطاقة النظيفة في الهند، وذلك بحسب الموقع الرسمي للشركة.
وتخطط الشركة للوصول بالقدرة المركبة لمشروعاتها للطاقة الشمسية، إلى 100 غيغاواط بحلول عام 2030، وهو ما يمثّل 35% من القدرة المستهدفة البالغة 280 غيغاواط في الهند.
وأكد التقرير أن التمويل لا يمثّل عائقًا أمام ريلاينس لتحقيق تلك الطموحات، بالنظر إلى ميزانيتها الحالية، وتوقعات التدفقات النقدية الحرة، إلّا أن الشركة الهندية تفتقر الخبرة المتعلقة بالتكنولوجيا والتصنيع واللازمة لتحقيق النجاح بالقطاع.
أرباح ضخمة
ستبدأ ريلاينس الهندية حصد أرباح مشروعات الطاقة المتجددة خلال العام المالي 2025، إذ سيبدأ تشغيل محطات الطاقة الشمسية والبطاريات في 2024.
كما من المحتمل أن تحقق ريلاينس الهندية 8 مليارات دولار عائدات من مشروعات الطاقة الشمسية وحدها بحلول عام 2030.
بحلول عام 2050، سيصل إجمالي السوق المتاحة للطاقة النظيفة في الهند إلى 200 مليار دولار، ومجموع الإنفاق إلى 2 تريليون دولار.
وبالنسبة للبطاريات، من المحتمل أن تتمكن الشركة الهندية من الاستحواذ على حصة كبيرة من السوق المتاحة بدءًا من عام 2050، بقيمة 3 مليارات دولار بحلول 2030.
كما من المتوقع أن تصل القدرة المركبة لمشروعات الطاقة الشمسية التابعة لريلاينس إلى 100 غيغاواط بحلول 2030، وستستحوذ البطاريات على حصة سوقية قدرها 36%، في وجود قدرة بطاريات تبلغ 50 غيغاواط/ساعة، ومن المتوقع أن تزيد تلك القدرة إلى 139 غيغاواط/ساعة في 2030.
كما قد تسيطر الشركة الهندية على نحو 19% من سوق الهيدروجين بقدرة محلل كهربائي تبلغ 16 غيغاواط بحلول 2030.
الطاقة المتجددة في الهند
تستهدف الهند، ثالث أكبر مصدر للانبعاثات في العالم، تحقيق هدف الحياد الكربوني بحلول عام 2070، ووضعت لذلك عددًا من الأهداف الرامية لتطوير قطاع الطاقة المتجددة.
وتستهدف الحكومة وصول القدرة المركبة لمشروعات الطاقة المتجددة إلى 500 غيغاواط بحلول عام 2030.
وتفصيليًا، يُتوقع أن تُسهم الطاقة الشمسية بالنسبة الأكبر بـ280 غيغاواط، وذلك مقارنة بـ65 غيغاواط مسجلة في فبراير/شباط 2023.
ولإضافة الطاقة المتجددة المتقطعة (الرياح والشمس) إلى مزيج الكهرباء، تحتاج الهند إلى أنظمة تخزين الكهرباء (إي إس إس) بقدرة 88 غيغاواط/ساعة بحلول عام 2030.
وبحلول عام 2050، من المتوقع أن تصل قدرة أنظمة تخزين الكهرباء إلى 15% من إجمالي القدرات المركبة لطاقة الرياح والطاقة الشمسية.
في السياق ذاته، وضعت الهند هدف إنتاج 5 ملايين طن سنويًا من الهيدروجين الأخضر بحلول عام 2030، وتقول شركة الوساطة، إن هذا الهدف يتطلب رفع القدرة الإجمالية للمحلل الكهربائي إلى 81 غيغاواط.
وإجمالًا، ستحظى الطاقة الشمسية بالحصة الأكبر من إجمالي السوق المتاحة بقيمة 13 مليار دولار بحلول 2030، يليها الهيدروجين بـ10 مليارات دولار والبطاريات بـ7 مليارات دولار، حسب شركة برنشتاين.
على صعيد المركبات الكهربائية، تخطط الحكومة الهندية لأن تشكّل 30% من إجمالي السيارات الخاصة، و70% من المركبات التجارية، و80% من المركبات التي تسير على عجلتين أو ذات 3 عجلات، وذلك بحلول عام 2030.
تعليقًا على ذلك، تقول شركة برنشتاين: "نعتقد أن هذا الهدف سيستغرق وقتًا أطول بالنظر إلى أن نسبة المركبات الكهربائية في الهند 1% فقط حاليًا، بسبب نقص البنية الأساسية للشحن والخيارات ميسورة التكلفة من المركبات الجديدة، وعدم وجود سلسلة إمداد للبطاريات".
وأضافت: "سنشهد اعتمادًا قويًا على المركبات الكهربائية ذات العجلتين مقارنة بالمركبات الأخرى، لتصل إلى أكثر من 20% بحلول 2030، و75% بحلول 2040".
وتتوقع شركة الوساطة أن تصل نسبة انتشار المركبات الكهربائية للركاب والتجارية إلى 5%، و21% للمركبات ذات العجلتين، وسيصل الحجم الإجمالي للسوق المتاحة إلى 30 مليار دولار في 2030، مقارنة بـ10 مليارات دولار حاليًا.
موضوعات متعلقة..
- بي بي البريطانية وريلاينس الهندية تطرحان مناقصة لبيع الغاز الطبيعي
- مشروع أدنوك وريلاينس الهندية يحصل على الضوء الأخضر من أوروبا
- مشروعات الطاقة الخضراء تقود نمو ريلاينس الهندية في السنوات المقبلة
اقرأ أيضًا..
- من هو وزير النفط الكويتي الجديد سعد البراك؟
- كيف تؤثر أزمة إيران في أسواق النفط.. وما قصة المخزون العائم؟ (تقرير)
- "الطاقة" تنشر أسماء الشركات الراغبة بشراء الهيدروجين من الجزائر