الإنفاق على ابتكارات الطاقة يسجل رقمًا قياسيًا عند 44 مليار دولار خلال 2022 (تقرير)

لم يتأثر الإنفاق على ابتكارات الطاقة بظروف الحرب الأوكرانية خلال العام الماضي، وإنما ظل على نموه المستمر منذ سنوات مع تخصيص جانب أكبر للبحث والتطوير في قطاع الطاقة النظيفة والمتجددة.

وارتفع الإنفاق العام على البحث والتطوير في قطاع الطاقة إلى مستوى قياسي قرب 44 مليار دولار خلال عام 2022، بنسبة نمو 10% عن العام السابق له، وفقًا لتقديرات حديثة صادرة عن وكالة الطاقة الدولية.

ويُعد الإنفاق على ابتكارات الطاقة أحد المقاييس الدالة على مدى جدية دول العالم في تنفيذ السياسات والتعهدات بشأن الانتقال إلى الطاقة النظيفة وخفض الانبعاثات.

وشكّل الإنفاق على ابتكارات الطاقة النظيفة نحو 35.2 مليار دولار، ما يمثّل 80% من إجمالي الاستثمارات المرصودة لعام 2022، على مستوى الحكومات، ما يشير إلى تفوق كبير مقارنة بالوقود الأحفوري، وفقًا لما رصدته وحدة أبحاث الطاقة.

خريطة الإنفاق على ابتكارات الطاقة عالميًا

جاء النمو في الإنفاق على البحث والتطوير في قطاع الطاقة مخالفًا للتوقعات التي ذهبت إلى احتمال تأثره بالحرب الأوكرانية، وارتفاع تكاليف رأس المال، وعدم اليقين الاقتصادي السائد منذ الحرب.

وبلغ حجم الانفاق على ابتكارات الطاقة في الصين وحدها قرابة 14.9 مليار دولار، يليها أوروبا 11.7 مليار دولار، ثم أميركا الشمالية بقيمة 10.7 مليار دولار.

بينما بلغ إجمالي الإنفاق في اليابان وكوريا الجنوبية وأستراليا ونيوزيلندا نحو 3.5 مليار دولار، في حين لم يتجاوز الإنفاق على ابتكارات الطاقة في بقية العالم 2.9 مليار دولار خلال عام 2022، وفقًا لبيانات رصدتها وحدة أبحاث الطاقة.

وزاد الإنفاق على ابتكارات الطاقة عالميًا بنسبة 37% تقريبًا خلال السنوات الـ7 الممتدة من 2015 (32 مليار دولار) وحتى 2022 (44 مليار دولار).

الإنفاق على ابتكارات الطاقة لدى الشركات

على صعيد القطاع الخاص، بالنسبة إلى الشركات المدرجة في القطاعات ذات الصلة بالطاقة، تُظهر البيانات الأولية ارتفاعًا مشابهًا في ميزانيات البحث والتطوير عام 2022، بنسبة 10%.

ورغم أن الاتجاهات والضغوط التنافسية تختلف عبر القطاعات يمكن تفسير هذا النمو في الإنفاق على ابتكارات الطاقة بصورة إجمالية على أن الشركات تستجيب إلى التهديدات والفرص الناتجة عن تحول الطاقة.

ومن المتوقع أن تُسهم العائدات الوفيرة التي حققتها شركات الطاقة خلال العام الماضي -بسبب اشتعال أسعار النفط والغاز- في زيادة الإنفاق على ابتكارات الطاقة خلال السنوات المقبلة.

وغالبًا ما تضع الشركات الموازنات السنوية قبل العام بأشهر، وربما يفسر ذلك عدم تأثر بنود الإنفاق على البحث العلمي بمجال الطاقة بصورة كبيرة خلال 2022، وفقًا لمحلل الطاقة في وكالة الطاقة الدولية سيمون بيننت.

ويرجح خبير الطاقة استفادة الشركات من برامج الدعم الحكومي السخية المقدمة في الولايات المتحدة وأوروبا لابتكارات الطاقة النظيفة، ما يمثّل فرصة لجعل استثماراتها في البحث العلمي ذات جدوى اقتصادية أعلى.

ويمكن للشركات أن تستفيد من موجة التمويل الدولي المتسارع للشركات الناشئة في مجال الطاقة، إذ شهد العام الماضي أكبر حملة تمويل مبكر لأسهم الشركات الناشئة على الإطلاق.

وتضاعف حجم تمويل الشركات الناشئة المتخصصة في مجالات احتجاز الكربون وتخزينه وكفاءة الطاقة والطاقة النووية في عام 2022، ليتجاوز متوسط التمويل على مدار العقد السابق.

وتواجه الشركات الناشئة تحديات مصرفية خلال عام 2023، مع تشديد البنوك لعمليات الإقراض، ما يرجح زيادة منافستها للحصول على تمويل مبكر من شركات الطاقة خارج القطاع المصرفي.

الإنفاق في الدول النامية ما زال ضعيفًا

من المتوقع أن تُسهم السياسات الصناعية في أميركا وأوروبا لتفضيل سلاسل القيمة الوطنية للطاقة النظيفة في جذب رؤوس أموال ضخمة وزيادة المنافسة بين الشركات الرائدة لتأمين العقود والفوز بحصة أكبر في هذه الأسواق التي تعد بحوافز سخية للغاية، لا سيما في الولايات المتحدة.

وتعهدت الولايات المتحدة بدعم الشركات المبادرة إلى تطوير تقنيات الطاقة المتجددة ونشرها على مستوى البلاد بحوافز ضريبية تاريخية، تبلغ قيمتها 370 مليار دولار حتى عام 2030، وفقًا لما نص عليه قانون خفض التضخم (أغسطس/آب 2022).

ويأتي الدعم الحكومي الأميركي في وقت حساس للغاية بالنسبة إلى شركات الابتكار الصغيرة التي تكافح من أجل البقاء في ظل ارتفاع معدلات التضخم وأسعار المواد ومعدلات الفائدة واضطراب سلاسل التوريد منذ العام الماضي.

ويتطلب سيناريو وكالة الطاقة الدولية لصافي الانبعاثات زيادة الاستثمار في الطاقة النظيفة في الأسواق الناشئة والاقتصادات النامية إلى أكثر من 50%، إلا أن ارتفاع معدلات التضخم وتصاعد المخاطر الاقتصادية يؤثران بشدة في قدرة هذه الدول على الوصول إلى الاستثمارات المطلوبة.

وما زالت دول الصين وأوروبا وأميركا الشمالية بالإضافة إلى اليابان وكوريا الجنوبية تستحوذ على أغلب الإنفاق على ابتكارات الطاقة العالمية، في حين لم تستحوذ الأسواق الناشئة والبلدان النامية سوى على 5% من إجمالي الإنفاق العام على البحث والتطوير في مجال الطاقة، و3% على مستوى الشركات.

استثمارات الطاقة الشمسية تتخطى النفط

تشهد استثمارات مشروعات الطاقة النظيفة -بكل فروعها- نموًا متسارعًا على مدار السنوات الماضية، وسط توقعات بتجاوزها حجم الإنفاق على مشروعات الوقود الأحفوري خلال عام 2023، وفقًا لتقرير صادر عن وكالة الطاقة الدولية (25 مايو/أيار 2023).

ومن المتوقع زيادة حجم الإنفاق العالمي على الطاقة إلى مستوى قياسي يقترب من 2.8 تريليون دولار في عام 2023، ستذهب 1.74 تريليون دولار منها إلى تقنيات الطاقة النظيفة، ونحو 1.05 تريليون دولار إلى مشروعات الوقود الأحفوري.

ويوضح الرسم التالي -من إعداد وحدة أبحاث الطاقة- تطور استثمارات الطاقة المتجددة خلال 16 عامًا وحتى 2022:

وترجح وكالة الطاقة الدولية، ارتفاع استثمارات الطاقة الشمسية العالمية إلى 382 مليار دولار، لتتجاوز الإنفاق على إنتاج النفط المرجح بلوغه 371 مليار دولار في عام 2023، وهي أول مرة على الإطلاق.

وتشمل التقنيات النظيفة التي تراهن الوكالة على زيادة الاستثمار فيها كلًا من: مصادر الطاقة المتجددة، والمركبات الكهربائية، والطاقة النووية، والشبكات وبطاريات التخزين، والوقود منخفض الانبعاثات، بالإضافة إلى تقنيات تحسين كفاءة الطاقة، والمضخات الحرارية.

موضوعات متعلقة..

• وكالة الطاقة الدولية: استثمارات الطاقة الشمسية قد تتجاوز النفط للمرة الأولى في 2023
• كلاب الحراسة الآلية سلاح محطات الطاقة الشمسية لمواجهة الأعطال (فيديو)
• تطوير ألواح شمسية لتسخين المياه وتوليد الكهرباء

اقرأ أيضًا..

• سعة الطاقة الكهرومائية العالمية ترتفع 34 غيغاواط في عام 2022 (تقرير)
• خلال أيام.. سلطنة عمان توقع صفقة غاز مسال آسيوية ضخمة لمدة 15 عامًا
• أكبر مزرعة رياح بحرية في العالم تبدأ التشغيل التجريبي خلال شهرين (فيديو)