رقمنة أنظمة الكهرباء قد توفر 1.8 تريليون دولار من استثمارات الشبكة العالمية (تقرير)
بحلول عام 2050
وحدة أبحاث الطاقة - رجب عز الدين
- التقنيات الرقمية تحسّن أداء الشبكات وتساعد في دمج الطاقة المتجددة المتقلبة
- فشل البلدان الناشئة والنامية في رقمنة الشبكات يكبّدها 1.3 تريليون دولار خسائر
- ضرورة مضاعفة الاستثمار في الشبكات إلى 750 مليار دولار سنويًا بحلول 2030
- مشروعات تجريبية للشبكات الذكية في البرازيل والمغرب والهند وكولومبيا
- ارتفاع الطلب على الكهرباء في الدول النامية بمعدل 2500 تيراواط/ساعة
تتزايد رهانات الخبراء على رقمنة أنظمة الكهرباء بصورة كبيرة للإسهام في تحسين أداء الشبكات حول العالم، وتأهيلها لمستوى طموحات الخطط العالمية الواسعة للانتقال إلى الطاقة النظيفة والوصول إلى عالم الحياد الكربوني بحلول 2050، إلى جانب دور التقنيات الرقمية في تعزيز أمن الطاقة بالأسواق الناشئة والاقتصادات النامية، التي تعاني من فجوات تمويلية.
وتراهن وكالة الطاقة الدولية على إدخال التقنيات الرقمية في أنظمة الكهرباء بصورة كبيرة، وتعزيز قدرتها على دمج مصادر الطاقة النظيفة المتقلبة بنجاح، لكن نقص الاستثمار في هذه الشبكات يمكن أن يبطئ خطط تحول الطاقة ويزيد التكاليف، لا سيما في الاقتصادات الناشئة والنامية.
وتقدّر وكالة الطاقة الدولية -في تقرير حديث- أن رقمنة أنظمة الكهرباء يمكن أن توفر 1.8 تريليون دولار من استثمارات الشبكة على مستوى العالم حتى عام 2050، عبر إطالة عمر الشبكات ومساعدتها في دمج مصادر الطاقة المتجددة وتقليل انقطاع الإمداد.
انخفاض الناتج الإجمالي 1.3 تريليون دولار
يحذّر التقرير -على الجانب الآخر- من انخفاض الناتج الإجمالي في الدول الناشئة والنامية بما يقرب من 1.3 تريليون دولار، في حالة الفشل بترقية البنية التحتية للشبكة وإضفاء الطابع الرقمي عليها، وفقًا لتفاصيل رصدتها وحدة أبحاث الطاقة من تقرير الوكالة الدولية.
ويؤدي ضعف تبنّي رقمنة أنظمة الكهرباء في البلدان الناشئة والنامية إلى انخفاض الإنتاج وخسارة المبيعات، إلى جانب زيادة النفقات المهدرة على التوليد الاحتياطي؛ ومن ثم زيادة التكاليف ووضع أهداف صافي الانبعاثات في خطر.
ويعدّ الطلب على الكهرباء الأسرع نموًا بين قطاعات الاستهلاك النهائي للطاقة في الأسواق الناشئة والنامية، ومن المتوقع استمرار هذا الطلب في الارتفاع على مدار الـ25 عامًا المقبلة.
الطلب على الكهرباء في ألمانيا
تقدّر وكالة الطاقة الدولية ارتفاع الطلب على الكهرباء في الاقتصادات الناشئة والنامية (باستثناء الصين) بمقدار 2500 تيراواط/ساعة بحلول 2030، ما يعادل 5 أضعاف الطلب الحالي في ألمانيا.
وأدى نقص الاستثمار المزمن في البلدان الناشئة والنامية -على وجه الخصوص- إلى ترك شبكات الكهرباء تعاني من ضعف القدرة على مواجهة التحديات، ما أدى إلى انهيارات في عدّة دول، لا سيما جنوب أفريقيا التي تعاني انقطاعًا مزمنًا للتيار على نطاق واسع منذ سنوات طويلة، وفقًا لما رصدته وحدة أبحاث الطاقة.
ويوضح الرسم التالي -من إعداد وحدة أبحاث الطاقة- تطور الطلب العالمي على الكهرباء خلال 22 عامًا وحتى 2022:
ويتطلب التوسع في الاعتماد الكهرباء وزيادة التركيز على الطاقة الشمسية وطاقة الرياح المتغيرة، وكذلك خطط تخزين الكهرباء، مناهج أكثر تطورًا في عمليات التوليد، خاصة في أثناء الذروة لإحداث عملية التوازن بين العرض والطلب.
وتتزايد مخاوف انقطاع التيار الكهربائي في البلدان النامية أكثر من غيرها؛ بسبب تقادم الشبكات وضعف تحديثها؛ ما قد يؤثّر في البنية التحتية المهمة لإمدادات المياه والغذاء والوصول إلى المساعدات الطبية والاتصالات السلكية واللاسلكية والتنقل، مع تداعيات خطيرة على صحة الإنسان ورفاهيته، بحسب تقرير الوكالة.
يضاف إلى ذلك زيادة الانبعاثات الكربونية الناتجة عن عدم كفاءة الشبكات والخسائر الفنية المسؤولة عن 1 غيغاواط طن انبعاثات ثاني أكسيد الكربون سنويًا، وهو ما يعادل ضعف انبعاثات جميع السيارات في أوروبا.
وتراهن وكالة الطاقة الدولية على رقمنة أنظمة الكهرباء بصورة أساسية للتمكن من التغلب على بعض العقبات التي تواجه شركات الكهرباء والمشغّلين في الوقت الحالي.
إذ يمكن للحلول الرقمية للمرافق أن تحسّن من قدرات التنبؤ بضغوط الأحمال بصورة أفضل تمكّن من خفض اختلالات العرض والطلب، كما يمكن أن تسهم في تحديد الأعطال وإصلاحها بسرعة أكبر.
مضاعفة الاستثمارات إلى 750 مليار دولار سنويًا
رغم أهمية رقمنة أنظمة الكهرباء، فإن الاستثمار العالمي الحالي في التقنيات الرقمية بالشبكات ما زال أقلّ من المطلوب بكثير لتحقيق سيناريو الحياد الكربوني بحلول 2050.
ويقدّر تقرير الوكالة ضرورة مضاعفة الاستثمار السنوي في رقمنة أنظمة الكهرباء والشبكات إلى 750 مليار دولار سنويًا بحلول 2030، مقارنة بما يقرب من 320 مليار دولار في الوقت الحالي.
يقول المدير التنفيذي لوكالة الطاقة الدولية فاتح بيرول، إن شبكات الكهرباء تعدّ من الأبطال المجهولين في خطط انتقال الطاقة، وما زالت بحاجة إلى استثمارات ضخمة.
وأشار في تعليقه على التقرير إلى الاهتمام العالمي المتصاعد بالألواح الشمسية والمركبات الكهربائية، مع إغفال أو تهميش الشبكات والبنية التحتية، التي تربط كل شيء -على حدّ تعبيره-.
وجدّد بيرول تأكيد أهمية تعزيز الاستثمار في رقمنة أنظمة الكهرباء حتى تصبح أكثر موثوقية وأمانًا، مع زيادة قدرتها على موازنة العرض والطلب بصورة أفضل، محذرًا من زيادة التكاليف حال تأخُّر العالم عن ترقية ورقمنة الشبكات.
موضوعات متعلقة..
- وكالة الطاقة الدولية تتوقع طفرة كبيرة في صناعة تقنيات الطاقة المتجددة بحلول 2030
- وكالة الطاقة الدولية تتوقع ارتفاعًا قياسيًا لقدرة الكهرباء المتجددة في 2023 و2024
- وكالة الطاقة الدولية: استثمارات الطاقة الشمسية قد تتجاوز النفط للمرة الأولى في 2023
اقرأ أيضًا..
- هل تؤثر تخفيضات إنتاج النفط السعودي في الإمدادات لآسيا؟ تقرير
- توقعات سهم أرامكو بعد الخفض السعودي.. هل يصل إلى 36 ريالًا؟
- ابتكار ألواح شمسية تدعم زراعة الخضراوات والفاكهة في الصوبات الزجاجية