"الطاقة الدولية" تحذر: معدل الوصول إلى الكهرباء والوقود النظيف بعيد عن المسار الصحيح
675 مليون شخص يعيشون دون كهرباء
وحدة أبحاث الطاقة - رجب عزالدين
- الهدف السابع من أهداف التنمية المستدامة ما زال بعيدًا عن التحقيق
- 567 مليون شخص في أفريقيا ما زالوا محرومين من الكهرباء حتى 2021
- 2.3 مليار شخص حول العالم يعتمدون على وقود طهي غير نظيف
- وفاة 2.3 مليون شخص سنويًا بسب أمراض متصلة بالتلوث المنزلي
- دعم الدول الغنية للبلدان النامية ما زال ضعيفًا ويتطلّب التزامًا أكبر
حذّرت وكالة الطاقة الدولية من ضعف الجهود المحلية والإقليمية والدولية لتحقيق أهداف الأمم المتحدة للتنمية المستدامة بحلول 2030، وخاصة الهدف رقم 7 الذي ينص على ضمان وصول كل البشر إلى طاقة حديثة وموثوقة ومستدامة وبأسعار معقولة، فما يزال مئات الملايين من البشر دون كهرباء، أو يستعملون مصادر وقود ضارة لأغراض الطهي والتدفئة، ما ينذر بمخاطر صحية وبيئية كبيرة، لو استمرت هذه الفجوة بحلول نهاية العقد.
وكشف التقرير، الذي شاركت في إعداده وكالة الطاقة الدولية، وجود 675 مليون شخص يعيشون دون كهرباء حتى عام 2021، كما وجد 2.3 مليار شخص يعتمدون على مصادر وقود ضارة في أغراض الطهي، ما يعني استمرار الفجوة العالمية في الحصول على الطاقة، رغم مرور نصف الأجل الزمني لتحقيق الهدف رقم 7 من أهداف الأمم المتحدة للتنمية المستدامة.
وانعكس تباطؤ مسار الوصول العالمي إلى الطاقة على توقعات وكالة الطاقة الدولية، لبقاء 1.9 مليار شخص دون مصدر طهي نظيف بحلول 2030، إلى جانب بقاء 660 مليون شخص دون كهرباء، ما لم تتسارع الجهود المحلية والإقليمية والدولية في هذا المسار.
وشارك في هذا التقرير، إلى جانب وكالة الطاقة الدولية، كل من الوكالة الدولية للطاقة المتجددة "آيرينا"، وشعبة الإحصاءات في الأمم المتحدة، والبنك الدولي، ومنظمة الصحة العالمية، وفقًا لما رصدته وحدة أبحاث الطاقة.
الهدف 7 في خطر
اعتمدت الأمم المتحدة 17 هدفًا لتحقيق التنمية المستدامة في العالم منذ عام 2015، من ضمنها الهدف رقم 7 الذي يركّز على الوصول الشامل إلى الكهرباء والطهي النظيف ومضاعفة المستويات التاريخية لتحسين الكفاءة وزيادة حصة مصادر الطاقة المتجددة في مزيج الطاقة العالمي.
وانتهى التقرير المشترك إلى ضعف المسار العالمي لتحقيق هذا الهدف حتى عام 2021، خاصة في الدول النامية والفقيرة، إذ ما تزال فجوة الوصول الشامل واسعة، وتتحسن بوتيرة بطيئة.
وبلغ معدل الوصول إلى الكهرباء حول العالم في عام 2010 قرابة 84%، ثم زاد إلى 91% في عام 2021، ما يعنى أن أكثر من مليار شخص أتيحت لهم فرصة الوصول للكهرباء في غضون 11 عامًا.
ورغم هذا النمو الملحوظ في معدلات الوصول إلى الكهرباء، فإنها تباطأت خلال المدة من 2019 وحتى 2021، مقارنة بمعدل نموها في السنوات السابقة، وفقًا لما رصدته وحدة أبحاث الطاقة.
وأسهمت جهود كهربة الريف في تحسين مؤشرات الوصول إلى الكهرباء خلال المدة من 2010 حتى 2021، لكن ما تزال فجوة الوصول كبيرة داخل المناطق الحضرية.
ويرصد الرسم التالي، الذي أعدته وحدة أبحاث الطاقة، أهداف الوصول إلى الكهرباء ووقود الطهي النظيف:
أفريقيا تضم 80% من المحرومين
ما زال يتركز أغلب المحرومين من الكهرباء في أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى، إذ بلغ عددهم قرابة 567 مليون شخص حتى عام 2021، ما يمثّل 80% من إجمالي المحرومين من الكهرباء حول العالم.
وما زالت فجوة العجز في الوصول إلى الكهرباء في الدول الأفريقية جنوب الصحراء الكبرى عند المستويات نفسها تقريبًا منذ عام 2010، وحتى 2021، ما يشير إلى ضعف الجهود الأفريقية بصورة كبيرة، مقارنة بالجهود في القارات الأخرى.
وتمتد الفجوة إلى وقود الطهي، إذ ما يزال العالم بعيدًا عن المسار الصحيح لتحقيق هدف الوصول الشامل إلى مصدر طهي نظيف بحلول 2030، العام المرتقب لتقييم الهدف 7 من أهداف الأمم المتحدة للتنمية المستدامة.
فما يزال 2.3 مليار شخص حول العالم يعتمدون على أنواع من الوقود والتكنولوجيا الملوثة في أغراض الطهي، ويتركز أغلبهم في أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى وآسيا.
ويعدّ استعمال الكتلة الحيوية التقليدية المعتمدة على حرق الفحم والأخشاب والحطب من أهم المصادر الملوثة التي يستعملها سكان أفريقيا وآسيا لأغراض الطهي، وفق تقرير وكالة الطاقة الدولية.
ويستنزف هذا المصدر من الطاقة 40 ساعة أسبوعيًا من وقت الأسر الأفريقية والآسيوية في جمع الحطب والطهي، ما يقيّد قدرة النساء على متابعة أعمال أخرى، أو المشاركة في هيئات صنع القرار المحلية، كما يمنع كثيرًا من الأطفال من الالتحاق بالتعليم نتيجة مشاركتهم لأسرهم في هذه الأعمال.
ويوضح الإنفوغرافيك التالي -من إعداد وحدة أبحاث الطاقة- أعلى الدول الأفريقية وصولًا إلى الكهرباء:
وفيات تلوث الهواء المنزلي 3.2 مليون شخص سنويًا
من المتوقع أن تؤثّر فجوة الوصول إلى الكهرباء والوقود النظيف في صحة السكان الأكثر ضعفًا، كما ستؤدي إلى تسريع تغير المناخ، وفقًا لمنظمة الصحة العالمية التي تُقدِّر وفاة 3.2 مليون شخص كل عام، بسبب أمراض متصلة باستعمال الوقود والتقنيات الملوثة التي تزيد من التعرض لمستويات سامة من تلوث الهواء بالمنازل.
على الجانب الآخر، رصد تقرير وكالة الطاقة الدولية نموًا ملحوظًا باستعمال الكهرباء المتجددة في الاستهلاك العالمي من 26.3% في عام 2019 إلى 28.2% في عام 2020، وهي أكبر زيادة في عام واحد منذ بدء متابعة التقدم المحرَز في تحقيق أهداف التنمية المستدامة.
ورغم ذلك، ما زالت الجهود المبذولة لزيادة حصة مصادر الطاقة المتجددة في التدفئة والنقل بعيدة عن الهدف العالمي لخفض درجات الحرارة العالمية إلى 1.5 درجة مئوية.
الدعم الدولي للبلدان النامية ضعيف
تركّز الجهود العالمية على قطاعي التدفئة والنقل خصوصًا، كونهما يمثّلان أكثر من 3 أرباع الاستهلاك العالمي للطاقة (75%)، وفقًا لما رصدته وحدة أبحاث الطاقة.
وتحثّ وكالة الطاقة الدولية على زيادة الدعم المقدّم من الدول الغنية إلى الدول النامية لمساعدتها على تعزيز مشروعات الطاقة المتجددة وتحقيق الالتزامات المناخية طويلة الأمد.
وبلغت التدفقات المالية العامة الدولية لدعم الطاقة النظيفة في البلدان النامية قرابة 10.8 مليار دولار في عام 2021، منخفضة بنسبة 35% عن متوسطها خلال المدة من 2010 إلى 2019.
كما ينخفض هذا المستوى بنسبة 40% عن ذروة التدفقات الدولية في عام 2017، والبالغة 26.4 مليار دولار، مع الإشارة إلى أن 19 دولة فقط حصلت على 80% من هذه التدفقات في عام 2021، وفقًا لما رصدته وحدة أبحاث الطاقة.
موضوعات متعلقة..
- ماذا يتطلب الوصول الشامل إلى الكهرباء عالميًا؟ (إنفوغرافيك)
- كورونا يرفع عدد المحرومين من الكهرباء بنحو 30 مليون شخص (تقرير)
- شبكات الطاقة الشمسية الصغيرة الأمل الوحيد لفقراء العالم بحلول 2030
اقرأ أيضًا..
- تطورات حصص إنتاج النفط لدول أوبك+ منذ جائحة فيروس كورونا (تقرير)
- أرامكو السعودية تستثمر بمشروع وقود طيران منخفض الكربون في بريطانيا
- نقص الغاز يهدد إيران بـ8 أزمات كبرى (مقال)