تطورات حصص إنتاج النفط لدول أوبك+ منذ جائحة فيروس كورونا (تقرير)
دينا قدري
- حصص إنتاج النفط لدول أوبك+ شهدت عدة تغييرات منذ جائحة فيروس كورونا
- تحالف أوبك+ التزم بإعادة البراميل المخفضة وفقًا لمتطلبات السوق
- خفض جديد لإنتاج أوبك+ هو الأكبر منذ تفشي جائحة كورونا
- حصص إنتاج النفط لدول أوبك+ في 2024 تراجعت بعد خفض طوعي إضافي من 9 دول
شهدت حصص إنتاج النفط لدول أوبك+ تغيرات متفاوتة منذ جائحة فيروس كورونا، وفقًا للتطورات التي طرأت على أسواق النفط، في ظل استمرار التزام الدول الأعضاء بتحقيق الاستقرار، وتقديم توجيهات طويلة المدى للسوق، بما يتماشى مع النهج الناجح لكونها حذرة واستباقية ووقائية.
فقد قرر التحالف -في اجتماع استثنائي عقده يوم 12 أبريل/نيسان 2020- خفض إنتاج النفط بمقدار 9.7 مليون برميل يوميًا، بدءًا من 1 مايو/أيار 2020، لمدّة شهرين تنتهي في 30 يونيو/حزيران 2020، ثم مدّده حتى 30 يوليو/تموز 2020.
وحرصت دول التحالف على التخلص التدريجي من تخفيضات الإنتاج بحلول أغسطس/آب 2022، إلا أن التطورات الجيوسياسية الأخيرة أجبرت دول أوبك+ على إعلان خفض جديد في الإنتاج بمقدار مليوني برميل يوميًا حتى نهاية عام 2023.
ثم اتفق وزراء أوبك+، خلال اجتماعهم الأخير في 4 يونيو/حزيران 2023، على تعديل شهر الأساس -الذي تُحسب من خلاله الحصص سواء بالخفض أو الزيادة- في عام 2024 المقبل، وفق ما جاء في بيان صحفي اطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.
وتخللت ذلك تخفيضات طوعية إضافية من قبل السعودية و8 دول أخرى في التحالف، في حين يُعد إجراءً احترازيًا لتحقيق الاستقرار والتوازن في الأسواق.
وتستعرض منصة الطاقة المتخصصة في هذا التقرير تطورات حصص إنتاج النفط لدول أوبك+ منذ الجائحة في عام 2020.
حصص دول أوبك+ حتى نهاية تخفيضات الإنتاج
زادت حصص إنتاج النفط لدول أوبك+ بمقدار مليوني برميل يوميًا بحلول نهاية عام 2020، ليصبح إجمالي الخفض المتفق عليه 7.7 مليون برميل يوميًا.
وأعقب ذلك خفض بمقدار 5.8 مليون برميل يوميًا لمدّة 16 شهرًا، من 1 يناير/كانون الثاني 2021 إلى 30 أبريل/نيسان 2022، وهو الاتفاق الذي مدّدته دول التحالف فيما بعد حتى نهاية عام 2022.
وبدءًا من يناير/كانون الثاني 2021، قررت دول التحالف زيادة الإنتاج بمقدار 500 ألف برميل يوميًا، ثم 75 ألف برميل يوميًا في فبراير/شباط ومارس/آذار، وأبقت على حصص إنتاج النفط دون تغيير في أبريل/نيسان مع زيادة بمقدار 150 ألف برميل يوميًا من قبل روسيا وقازاخستان.
وأعلنت المملكة العربية السعودية خفضًا طوعيًا إضافيًا بمقدار مليون برميل يوميًا في شهري فبراير/شباط ومارس/آذار 2021، بهدف دعم استقرار السوق، ثم مدّدت الخفض لشهر أبريل/نيسان 2021.
ثم شهدت حصص إنتاج النفط لدول أوبك+ زيادة بمقدار 500 ألف برميل يوميًا في مايو/أيار 2021، ثم 350 ألف برميل يوميًا في يونيو/حزيران، و441 ألف برميل يوميًا في يوليو/تموز 2021.
وقرر التحالف -خلال اجتماعه في 18 يوليو/تموز 2021- زيادة الإنتاج بمقدار 400 ألف برميل يوميًا على أساس شهري بدءًا من أغسطس/آب 2021، حتى التخلص التدريجي من خفض الإنتاج البالغ 5.8 مليون برميل يوميًا.
وزاد التحالف إنتاج النفط بمقدار 432 ألف برميل يوميًا في شهري مايو/أيار ويونيو/حزيران 2022، ثم قرر زيادة الإنتاج بمقدار 648 ألف برميل يوميًا في شهري يوليو/تموز وأغسطس/آب 2022، وهو ما يعني تسريع إلغاء خفض الإنتاج التدريجي لينتهي في شهر أغسطس/آب، بدلًا من سبتمبر/أيلول، بسبب التطورات الجيوسياسية الأخيرة التي استلزمت تغييرًا في سياسة الإنتاج.
ويوضح الجدول التالي -الذي أعدّته منصة الطاقة المتخصصة- حصص إنتاج النفط لدول أوبك+ بعد انتهاء تخفيضات جائحة كورونا:
قرر وزراء أوبك+ زيادة الإنتاج بمقدار 100 ألف برميل يوميًا، في شهر سبتمبر/أيلول 2022، ثم سرعان ما عادت حصص إنتاج النفط لدول أوبك+ في شهر أكتوبر/تشرين الأول إلى مستويات أغسطس/آب، وفق ما قرر التحالف في اجتماعه الوزاري الذي عُقد في 5 سبتمبر/أيلول 2022.
إذ أعلن التحالف خفض إنتاج النفط بمقدار 100 ألف برميل يوميًا في أكتوبر/تشرين الأول المقبل، في ضوء الأساسيات الحالية لسوق النفط، موضحًا أن زيادة الإنتاج بمقدار 100 ألف برميل يوميًا كانت مخصصة لشهر سبتمبر/أيلول فقط.
خفض جديد لإنتاج دول أوبك+
بينما يُعدّ أكبر خفض للإنتاج منذ تفشّي جائحة كورونا، أعلن تحالف أوبك+ خفض سقف إنتاج النفط بمقدار مليوني برميل يوميًا، بدءًا من شهر نوفمبر/تشرين الثاني حتى ديسمبر/كانون الأول 2023، في ظل حالة عدم اليقين التي تحيط بتوقعات السوق العالمية للاقتصاد والنفط.
كما قرر التحالف -في أول اجتماع حضوري منذ بدء جائحة فيروس كورونا في عام 2020- تمديد اتفاقية إعلان التعاون، التي كان من المفترض أن تنتهي بحلول نهاية عام 2022.
وقرر وزراء التحالف تعديل وتيرة الاجتماعات الشهرية، لتصبح كل شهرين للجنة المراقبة الوزارية المشتركة، مع عقد الاجتماع الوزاري لتحالف أوبك+ كل 6 أشهر.
كما مُنحت لجنة المراقبة الوزارية المشتركة السلطة لعقد اجتماعات إضافية، أو طلب عقد اجتماع وزاري للتحالف في أي وقت لمعالجة تطورات السوق إذا لزم الأمر.
ويوضح الجدول التالي -الذي أعدّته منصة الطاقة المتخصصة- حصص إنتاج النفط لدول أوبك+ من نوفمبر/تشرين الثاني 2022 إلى نهاية عام 2023:
خفض مفاجئ من السعودية و8 دول
في أبريل/نيسان 2023، أعلنت المملكة العربية السعودية و8 دول في تحالف أوبك+ خفضًا طوعيًا إضافيًا في إنتاج النفط، يصل في الإجمالي إلى 1.657 مليون برميل يوميًا، بدءًا من شهر مايو/أيار المقبل حتى نهاية عام 2023، في خطوة مفاجئة لأسواق النفط.
وأكدت دول التحالف -في بياناتها الرسمية المنفصلة- أن هذا الخفض يُعد إجراءًا احترازيًا يهدف إلى دعم استقرار أسواق النفط، ومواجهة التحديات التي تشهدها الأسواق العالمية.
ووصل خفض إنتاج النفط في السعودية إلى 500 ألف برميل يوميًا، والإمارات 144 ألف برميل يوميًا، والكويت 128 ألف برميل يوميًا، وقازاخستان 78 ألف برميل يوميًا، والجزائر 48 ألف برميل يوميًا، وسلطنة عمان 40 ألف برميل يوميًا، والغابون 8 آلاف برميل يوميًا.
كما أعلنت روسيا خفضًا اختياريًا يبلغ 500 ألف برميل يوميًا حتى نهاية عام 2023، الذي سيكون من متوسط مستويات الإنتاج حسب تقدير المصادر الثانوية لشهر فبراير/شباط 2023.
يُضاف هذا الخفض الطوعي من قبل الدول الـ9 إلى تخفيض الإنتاج الذي اتفق عليه تحالف أوبك+ في الاجتماع الوزاري الـ33 الذي عُقد في 5 أكتوبر/تشرين الأول 2022، والمُقدر بمليوني برميل يوميًا في المدّة من نوفمبر/تشرين الثاني 2022 حتى نهاية عام 2023.
ويوضح الجدول التالي -الذي أعدّته منصة الطاقة المتخصصة- حصص إنتاج النفط لدول أوبك+ عقب قرار الخفض الطوعي الإضافي، من مايو/أيار 2023 إلى نهاية العام:
حصص إنتاج النفط لدول أوبك+ في عام 2024
قرر وزراء التحالف خلال اجتماعهم الأخير في 4 يونيو/حزيران 2023، تعديل شهر الأساس -الذي تُحسب من خلاله الحصص سواء بالخفض أو الزيادة- في المدّة من 1 يناير/كانون الثاني حتى 31 ديسمبر/كانون الأول 2024، ليصل إجمالي الإنتاج إلى 40.46 مليون برميل يوميًا، بتراجع 1.4 مليون برميل يوميًا مقارنةً بالمستويات المتفق عليها في عام 2023.
وسيبلغ إنتاج النفط في السعودية نحو 10.478 مليون برميل يوميًا خلال عام 2024، وفق بيان حصص إنتاج النفط لدول أوبك+ الذي اطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.
وسيصل إنتاج الإمارات إلى 3.219 مليون برميل يوميًا في المدّة من 1 يناير/كانون الثاني حتى 31 ديسمبر/كانون الأول 2024، بعد رفع خط الأساس الخاص بها بمقدار 200 ألف برميل يوميًا في العام المقبل.
وتحدّد إنتاج النفط الروسي عند 9.328 مليون برميل يوميًا خلال عام 2024، وهو مستوى الإنتاج المطلوب لشهر فبراير/شباط 2023، ويخضع للمراجعة بحلول يونيو/حزيران 2023، بحسب ما جاء في بيان التحالف.
كما أوضح أوبك+ أن جميع دول التحالف ستخضع لتقييم من قبل 3 مصادر مستقلة متخصصة في مصادر النفط، بحلول نهاية يونيو/حزيران 2024، من أجل تحديد قدرات الدول الإنتاجية لاستعمالها بوصفها مستويات إنتاج مرجعية لعام 2025.
ويوضح الجدول التالي -الذي أعدّته منصة الطاقة المتخصصة- حصص إنتاج النفط لدول أوبك+ في عام 2024:
إلا أن المملكة العربية السعودية و8 دول أخرى في التحالف، أعلنت أن الخفض الطوعي الإضافي الذي بدأت تنفيذه في مايو/أيار 2023 بمقدار 1.6 مليون برميل يوميًا، سيمتد حتى نهاية عام 2024، بدلًا من نهاية العام الجاري.
وبالتالي، سيظل إنتاج النفط في السعودية عند 9.978 مليون برميل يوميًا خلال عام 2024 بأكمله، وفق بيان حصص إنتاج النفط لدول أوبك+، الذي اطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة، بالإضافة إلى تمديد الخفض الإضافي الطوعي.
كما أعلنت السعودية خفضًا إضافيًا بمقدار مليون برميل يوميًا خلال شهر يوليو/تموز المقبل قابلًا للتمديد، ليصبح إنتاج المملكة 9 ملايين برميل يوميًا، ويكون إجمالي الخفض 1.5 مليون برميل يوميًا.
وسيبلغ إنتاج الإمارات 3.075 مليون برميل يوميًا، وسيستمر إنتاج العراق عند 4.22 مليون برميل يوميًا خلال عام 2024، وإنتاج الكويت عند 2.548 مليون برميل يوميًا، بموجب حصص إنتاج النفط لدول أوبك+.
وسيصل إنتاج سلطنة عمان من النفط إلى 801 ألف برميل يوميًا، وإنتاج الجزائر 959 ألف برميل يوميًا على مدار العام المقبل (2024)، أي عند المستويات المتبعة منذ مايو/أيار 2023.
ويوضح الجدول التالي -الذي أعدّته منصة الطاقة المتخصصة- حصص إنتاج النفط لدول أوبك+ في عام 2024، بعد تمديد الخفض الطوعي لـ 9 دول:
اقرأ أيضًا..
- صادرات سلطنة عمان من غاز النفط المسال تقفز بأكثر من 2277% في أبريل
- شحنة غاز مسال مصرية في عرض البحر منذ 20 يومًا.. ما القصة؟
- تجارب تخزين الهيدروجين في مناجم الفحم تبشر بنتائج ملهمة (تقرير)
- تطوير بطاريات السيارات الكهربائية بتقنيات تخفض فاقد الطاقة (خاص)