حزب العمال: النفط والغاز في بريطانيا سيبقيان ضمن مزيج الطاقة لعقود مقبلة
في صدمة كبيرة لجهود تحول الطاقة
محمد عبد السند
قد يستمر النفط والغاز في بريطانيا المصدرين الرئيسين في مزيج الطاقة؛ ما سيتسبب في تخلّف لندن كثيرًا في الجهود المبذولة للمضي قدمًا في مسار تحول الطاقة الذي تسعى للوصول إليه في إطار خطة أوسع لتحقيق أهداف الحياد الكربوني، تماشيًا مع بنود اتفاقية باريس المناخية 2015.
ويبرز توجّه قوي لدى حكومة المملكة المتحدة في تقليص اعتمادها على الوقود الأحفوري، والاستعاضة عنه بمصادر الطاقة المتجددة، في توليد الكهرباء المستدامة منخفضة التكلفة.
وفي هذا السياق، يرى زعيم حزب العمال كير ستارمر أن النفط والغاز في بريطانيا سيكونان جزءًا من مزيج الطاقة في البلد الأوروبي، حتى خمسينيات القرن الحالي، لكنه رفض الإدلاء بأيّ تفاصيل بشأن خططه لإنهاء منح التراخيص الجديدة في بحر الشمال، حسبما أورد موقع "إنرجي فويس" ENERGY VOICE المتخصص.
وفي معرض كلمته خلال مؤتمر "جي إم بي" السنوي في برايتون، كشف ستارمر الذي يشغل منصب المتحدث باسم حزب العمال، رؤيته لتوفير مزيد من الحماية للقوة العاملة تحت قيادة حكومة عمالية، إلى جانب رؤيته لجعل المملكة المتحدة "قوة عظمى في الطاقة النظيفة"، وفق ما تابعته منصة الطاقة المتخصصة.
وقال ستارمر، إن النفط والغاز في بريطانيا سيستمران في كونهما جزءًا من مزيج الطاقة "لعقود مقبلة".
تصريحات متناقضة
تأتي تصريحات ستارمر في أعقاب صدور تقارير الأسبوع الماضي، مفادها أن حزب العمال البريطاني سيعارض "جميع عمليات تطوير حقول النفط والغاز في بحر الشمال" في إطار إعلان سياسة وشيكة تتعلق بالطاقة منخفضة الكربون.
وأكد ممثلو حزب العمال الإسكتلندي لاحقًا أن الحزب لن يسعى لوقف العمل في قطاع النفط والغاز.
حزب ساذج
أثارت تلك السياسة ردّة فعل عنيفة من قبل قادة الصناعة والشركات في شمال شرق البلاد، إضافة إلى النقابات، مثل زعيم نقابة "يونايت" شارون غراهام الذي انتقد الخطط المذكورة لكونها تفتقر إلى التفاصيل الضرورية.
من جانبه قال رئيس مؤتمر "جي إم بي" غاري سميث أمس الأول الأحد 4 يونيو/حزيران (2023)، إن حزب العمال كان "ساذجًا" فيما يتعلق بموقفه، إذ يُظهر "نقصًا بالدقة الفكرية" في مقترحاته.
ومع ذلك، تحصل تلك السياسة على دعم رئيس لجنة التغيرات المناخية لورد ديبين الذي قال الأسبوع الماضي: إن "هذا هو الشيء الصحيح الذين يتعين فعله".
تهديد أمن الطاقة
في معرض ردّه على سؤال بشأن التهديد الذي تفرضه سياساته للوظائف في إسكتلندا وأمن الطاقة في المملكة المتحدة، قال ستارمر، إنه يشعر بالقلق إزاء القوى العاملة، والوظائف في المستقبل.
وتابع:" أريد أن أكون واضحًا جدًا، وأكرر أن النفط والغاز في بريطانيا سيكونان جزءًا من مزيج الطاقة لدينا لعقود مقبلة، أي حتى خمسينيات القرن الحالي، ولا أعتقد أن تلك الجزئية من حديثنا تلقى آذانًا صاغية".
فرص وتحديات
أشار السياسي والمحامي البريطاني كير ستارمر إلى أن المملكة المتحدة لديها فرصة عظيمة "لاستغلال الجيل التالي من الوظائف" في قطاع الطاقة النووية والمصادر المتجددة، لكنها واجهت منافسة عالمية متزايدة، لا سيما بمواجهة قانون خفض التضخم في الولايات المتحدة الأميركية، والجهود المبذولة داخل الاتحاد الأوروبي.
وواصل ستارمر: "السباق في الجيل المقبل سيكون على الوظائف، ونحن بحاجة لأن نكون في السباق،" متعهدًا في الوقت ذاته بتوفير مئات الآلاف من الوظائف عبر خلق شركة تطوير تدعمها الحكومة تحت اسم "جي بي إنرجي".
ومع ذلك، تشير التقديرات إلى أن احتياطيات النفط والغاز الحالية في المملكة المتحدة ستستمر فقط حتى نهاية العقد الجاري (2030)، دون تشغيل المشروعات الجديدة.
موضوعات متعلقة..
- صناعة النفط والغاز في بريطانيا تعلن رفضها فرض ضريبة على الأرباح
- صناعة النفط والغاز في بريطانيا توجه "ضربة" قانونية إلى نشطاء المناخ
- الأكبر خلال 17 عامًا.. تراجع قياسي باستثمارات النفط والغاز في بريطانيا
اقرأ أيضًا..
- ابتكار ألواح شمسية تدعم زراعة الخضراوات والفاكهة في الصوبات الزجاجية
- شركة تيسلا الرابح الأكبر من قانون خفض التضخم الأميركي (تقرير)
- تطوير بطاريات السيارات الكهربائية بتقنيات تخفض فاقد الطاقة (خاص)