وكالة الطاقة الدولية تتوقع ارتفاعًا قياسيًا لقدرة الكهرباء المتجددة في 2023 و2024
مع زخم السياسات الجديدة وأزمة الطاقة
وحدة أبحاث الطاقة - أحمد شوقي
- توقعات بارتفاع إضافات توليد الكهرباء من الطاقة المتجددة بمقدار الثلث.
- الطاقة الشمسية تمثّل ثلثي زيادة سعة الكهرباء المتجددة في 2023.
- الصين تشكّل 55% من إضافات الطاقة المتجددة العالمية خلال 2023 و2024.
- توليد الكهرباء المتجددة أسهم في تخفيف حدة أزمة الطاقة بأوروبا.
- توقعات بعام قياسي جديد لتوليد الكهرباء من الطاقة المتجددة خلال 2024.
تتوقّع وكالة الطاقة الدولية ارتفاع إضافات قدرة توليد الكهرباء المتجددة بمقدار الثلث، خلال العام الجاري (2023)، مسجلة أكبر وتيرة زيادة على الإطلاق، مع استمرار زخم النمو في العام المقبل؛ إذ تؤدي السياسات الحكومية الداعمة وقفزة أسعار الوقود الأحفوري والمخاوف المتعلقة بأمن الطاقة إلى نشر قوي للطاقة الشمسية والرياح حول العالم.
وأوضحت الوكالة الدولية في تقرير سوق الطاقة المتجددة الصادر اليوم الخميس (1 يونيو/حزيران 2023)، أنه من المتوقع زيادة إضافات توليد الكهرباء عبر الطاقة المتجددة في العالم بمقدار 107 غيغاواط هذا العام، على أساس سنوي، وهي أكبر زيادة مطلقة على الإطلاق، لتصل إلى أكثر من 440 غيغاواط.
ومن المرجح أن يستمر النمو في العام المقبل (2024) مع زيادة إجمالي القدرة التراكمية لتوليد الكهرباء المتجددة في العالم إلى 4 آلاف و500 غيغاواط، وهو ما يعادل إجمالي إنتاج الكهرباء في الصين والولايات المتحدة مجتمعتين، وفق التقرير، الذي تابعت تفاصيله وحدة أبحاث الطاقة.
إضافات قياسية جديدة في 2023
من المتوقع أن تمثل إضافات الطاقة الكهروضوئية الشمسية ثلثي الزيادة في قدرة الكهرباء المتجددة هذا العام، إذ يؤدي ارتفاع أسعار الكهرباء إلى نشر متزايد للطاقة الشمسية على الأسطح، وفق وكالة الطاقة الدولية.
وسعى صناع السياسات في العديد من البلدان، ولا سيما في أوروبا، بنشاط إلى إيجاد بدائل للوقود الأحفوري المستورد، على خلفية الغزو الروسي لأوكرانيا، ما وفّر بيئة مواتية لنشر الطاقة الشمسية الكهروضوئية، خاصة الأنظمة الصغيرة الموزعة، التي من المتوقع أن تمثّل ما يقرب نصف السعة الشمسية المضافة هذا العام.
وتتوقع وكالة الطاقة الدولية إضافة 150.8 غيغاواط من سعة الطاقة الشمسية على نطاق المرافق، وأكثر من 136 غيغاواط من القدرة الشمسية الموزعة.
وبعد عامين متتاليين من الانخفاض، فإن إضافات سعة الرياح البرية في طريقها للتعافي بنسبة 70% خلال عام 2023 إلى 107 غيغاواط، وهو رقم قياسي جديد، ويرجع ذلك أساسًا إلى بدء تشغيل المشروعات المتأخرة في الصين بعد تخفيف قيود كورونا العام الماضي.
ومن ناحية أخرى، من المتوقع أن تضيف الرياح البحرية 17 غيغاواط، لكن ذلك لا يتناسب مع التوسع القياسي الذي حققته خلال العامين الماضين، مع انخفاض حجم المشروعات خارج الصين، بحسب وكالة الطاقة الدولية.
ويوضح الرسم التالي، الذي أعدّته وحدة أبحاث الطاقة، سعة طاقة الرياح البرية والبحرية حسب المنطقة بين عامي 2021 و2022:
توقعات إضافات الكهرباء المتجددة في 2024
تقدر وكالة الطاقة الدولية وصول إضافات سعة توليد الكهرباء من الطاقة المتجددة العالمية إلى 550 غيغاواط في عام 2024، بموجب السيناريو المتسارع، أي ما يزيد 15% على توقعات الحالة الأساسية.
ويرجع ذلك إلى الانتشار السريع للمنشآت الشمسية الكهروضوئية السكنية والتجارية، وبافتراض تنفيذ أسرع للسياسات والحوافز الجديدة -مثل قانون خفض التضخم الأميركي- خاصة أن الاتجاه الصعودي لمشروعات طاقة الرياح والطاقة الشمسية على نطاق المرافق يعتمد على وتيرة التصاريح والبناء.
ومن المتوقع استمرار نمو إضافات الطاقة الشمسية الكهروضوئية خلال عام 2024، في حين ما تزال هناك تحديات أمام توسع طاقة الرياح؛ إذ تشير الوكالة الدولية إلى أنه دون تنفيذ سريع للسياسات قد تنخفض إضافات الرياح البرية العالمية العام المقبل بنحو 5%، مقارنة بمستويات عام 2023.
وبحسب وكالة الطاقة الدولية، من المتوقع أن تمثل الصين ما يقرب من 55% من الإضافات العالمية لقدرة الطاقة المتجددة في عامي 2023 و2024، كما تساعد تدابير السياسات الجديدة في دفع زيادات كبيرة للسعة المتجددة في الولايات المتحدة والهند.
الكهرباء المتجددة تدعم أوروبا خلال أزمة الطاقة
في أوروبا، أدّت الأزمة الناجمة عن الغزو الروسي لأوكرانيا إلى تسريع نشر الطاقة المتجددة، ما دفع الكتلة إلى تقليل اعتمادها بصورة عاجلة على واردات الغاز الطبيعي الروسي، ونتيجة لذلك، رفعت وكالة الدولية توقعاتها لسعة الكهرباء المتجددة المضافة في الاتحاد الأوروبي بنسبة 40% خلال عامي 2023 و2024، مقارنة بمستويات ما قبل الحرب.
وكان النمو مدفوعًا بارتفاع أسعار الكهرباء، الذي جعل أنظمة الطاقة الشمسية على الأسطح أكثر جاذبية من الناحية المالية، فضلًا عن دعم السياسات في الأسواق الأوروبية الرئيسة، ولا سيما في ألمانيا وإيطاليا وهولندا.
وتشير التقديرات إلى أن الطاقة الشمسية وطاقة الرياح المثبتة حديثًا وفّرتا على مستهلكي الكهرباء في الاتحاد الأوروبي 100 مليار يورو (107 مليارات دولار) خلال المدّة بين عامي 2021 و2023، عن طريق استبدال الوقود الأحفوري الأكثر تكلفة.
ويستعرض الرسم الآتي، من إعداد وحدة أبحاث الطاقة، مزيج توليد الكهرباء في دول الاتحاد الأوروبي منذ بداية 2021 حتى نهاية الربع الأول من 2023:
وكان من الممكن أن ترتفع أسعار الكهرباء بالجملة في أوروبا بنسبة 8% خلال العام الماضي، دون إضافات الطاقة المتجددة، وفقًا لتقرير وكالة الطاقة الدولية، الذي اطلّعت عليه وحدة أبحاث الطاقة.
ووفق تقرير حديث صادر عن مركز أبحاث الطاقة والهواء النظيف، فإن ارتفاع معدلات توليد الكهرباء المتجددة في الاتحاد الأوروبي ساعد على زيادة مستويات تخزين الغاز بنسبة 14% منذ بداية يناير/كانون الثاني 2022 حتى مارس/آذار 2023.
موضوعات متعلقة..
- وكالة الطاقة الدولية: توليد الكهرباء عبر الطاقة المتجددة يتجه لعام قياسي جديد
- وكالة الطاقة الدولية: استثمارات الطاقة الشمسية قد تتجاوز النفط للمرة الأولى في 2023
- أكثر الدول العربية امتلاكًا لقدرة الكهرباء المتجددة بنهاية 2022 (تقرير)
اقرأ أيضًا..
- أرقام عن أكبر مصنع لإنتاج الهيدروجين الأخضر في العالم تنفذه السعودية (إنفوغرافيك)
- فواتير الكهرباء في أميركا تشهد ارتفاعًا قياسيًا خلال 2022
- نفط كردستان.. خبير عراقي يكشف سيناريوهات استئناف التصدير