خبير سعودي: الطاقة المتجددة في الشرق الأوسط تواجه تحديات.. ومكانة رائدة للمملكة
داليا الهمشري
شهد قطاع الطاقة المتجددة في الشرق الأوسط زخمًا كبيرًا، خلال العام الماضي؛ حيث بلغت نسبة زيادة مساهمة الطاقة النظيفة في مزيج الطاقة نحو 12.8% مقارنة بالعام السابق له (2021)، وتُعد هذه الزيادة الأعلى في أي منطقة بجميع أنحاء العالم، وفقًا لما أوردته الوكالة الدولية للطاقة المتجددة "آيرينا".
فقد عملت بعض الدول، مثل الإمارات العربية المتحدة والأردن وإيران والعراق وسوريا، على زيادة مشاركتها في الطاقة الخضراء خلال عام 2022، بحسب منصة الطاقة المتخصصة.
كما شهدت حصة الطاقة المتجددة في قطر وعُمان ولبنان -خلال العام نفسه- زيادة غير مسبوقة قياسًا بالعقد السابق، وفقًا لبيانات من الوكالة الدولية للطاقة المتجددة "آيرينا".
ريادة الشرق الأوسط
رجّح خبير الطاقة الرئيس التنفيذي لمجموعة نور الطاقات العالمية محمد الغزال، أن تقود منطقة الشرق الأوسط قطاع الطاقة المتجددة خلال المدة القادمة.
وأوضح الخبير السعودي -خلال تصريحات إلى منصة الطاقة المتخصصة- أن قطاع الطاقة المتجددة في الشرق الأوسط سيشهد زخمًا كبيرًا في ظل إستراتيجيات تحول الطاقة التي تقودها دول من أكبر منتجي ومصدري الوقود الأحفوري في العالم.
وأفاد بأن منطقة الشرق الأوسط مؤهلة للريادة في مجال الطاقة المتجددة، في ظل ما تتمتع به من موارد هائلة، منوهًا بأهمية مبادرة السعودية الخضراء ومبادرة الشرق الأوسط الأخضر التي ترعاها الرياض، لافتًا إلى أنها تهدف إلى توحيد قادة الشرق الأوسط حول رؤية مشتركة لتمكين أهداف بعيدة المدى للاقتصاد الأخضر.
ودعا محمد الغزال الدول كافة إلى العمل معًا في إطار هذا التعاون الإقليمي، واستغلال الفرصة لمواجهة التغيرات المناخية.
وأكد أن المملكة العربية السعودية تحتل مكانة رائدة في قطاع الطاقة المتجددة من خلال إطلاق أجندتها الخضراء الطموحة ذات الرؤية المستقبلية.
تحديات الطاقة المتجددة في الشرق الأوسط
أبرز خبير الطاقة السعودي -في تصريحاته إلى منصة الطاقة المتخصصة- أن الطاقة المتجددة في الشرق الأوسط تواجه عددًا من التحديات؛ أبرزها التكلفة العالية لرأس المال اللازم للمشروعات والكمية الضخمة من المواد الخام لتصنيع المعدات والمواد الأساسية والتقنيات الحديثة، كما أن الخبرة ما زالت تحت التطوير وتتطلب صقلها والتدريب عليها.
ولفت إلى العديد من العقبات التي تواجه التوسع في مشروعات طاقة الرياح والطاقة الشمسية -على سبيل المثال- في مقدمتها الصيانة الدورية والاعتماد على ظروف الطقس؛ ما يتسبب في الانقطاعات وصعوبة تصنيع المعدات اللازمة.
وقال الغزال: "إن رؤية السعودية 2030 تقوم على أهداف طموحة، وتتضمن تنويعًا في مصادر الطاقة المتجددة؛ ولذا تنفذ المملكة خططًا طويلة الأجل لبناء منشآت ضخمة للطاقة المتجددة بمعايير دولية".
وأضاف أن الهيدروجين الأخضر -أيضًا- أصبح يكتسب زخمًا بوصفه حلًا للتقليل من الانبعاثات الكربونية وآثارها السلبية، والتوسع في الطاقة الخضراء، ومن ثم فإن المملكة تتبنى نهجًا هجينًا في مجال الطاقة المتجددة؛ ما يفتح الباب أمام إمكانات بيئية واقتصادية هائلة وضمان أمن الطاقة.
توفير المواد الخام
أبرز الرئيس التنفيذي لمجموعة نور الطاقات العالمية أن توربينات الرياح والشفرات والمغناطيس تُعد نماذج على المكونات الصناعية المعقدة ذات الصلة بمشروعات طاقة الرياح.
وحول التوسع في الطاقة الشمسية والسيارات الكهربائية، أفاد الغزال بأن الألواح الشمسية والمحركات والبطاريات ما زالت في حاجة إلى توافر الكمية الكافية من المواد الخام اللازمة للصناعة بأسعار معقولة.
وأكد أن الابتكار والمواهب الشابة ستكون بمثابة عامل رئيس في تخطي العقبات وتسريع خطوات انتشار الطاقة المتجددة في الشرق الأوسط، من خلال تخزين المزيد من الكهرباء في البطاريات، وشحن البطاريات بسرعة أكبر.
وأشار إلى أن تطور تكنولوجيا البطاريات سيؤدي إلى زيادة كبيرة في عدد المركبات الكهربائية الصديقة للبيئة على الطريق.
كما سلّط الضوء على أن التوسع بمشروعات الطاقة المتجددة في الشرق الأوسط سيفتح المجال لفرص عمل من خلال توفير وظائف جديدة تجتذب الشباب.
موضوعات متعلقة..
- إزالة الكربون في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.. الحلول التكنولوجية أكثر ملاءمة (تقرير)
- مبادرة دولية: الطاقة المتجددة تؤهل الشرق الأوسط لقيادة العالم (خاص)
- الطاقة الشمسية في السعودية.. "تكنولوجيات الصحراء": القطاع الخاص مؤهل لتنفيذ إستراتيجية الدولة
اقرأ أيضًا..
- مصادر تكشف خطة أسعار الوقود في مصر قبل اجتماع رسمي (خاص)
- التنقيب عن النفط والغاز في الإمارات ينتظر طفرة متناغمة مع أهداف خفض الانبعاثات (تقرير)
- إمكانات الطاقة الشمسية عالميًا.. 6 دول عربية في قائمة الـ10 الكبار
- إنقاذ أكبر مشروع للطاقة الشمسية في العالم بصفقة تمهد لقرار الاستثمار النهائي