خفض التلوث البلاستيكي العالمي بنسبة 80% ممكن بحلول 2040 (تقرير)
البلاستيك يلوث الكوكب بأكمله الآن من قمة جبل إيفرست إلى أعمق المحيطات
نوار صبح
- مخلّفات البلاستيك من الأطعمة والمشروبات الجاهزة تهيمن على القمامة في محيطات العالم
- الناس يستهلكون المواد البلاستيكية الدقيقة عن طريق الطعام والماء، بالإضافة إلى استنشاقها
- العالم ينتج حاليًا 430 مليون طن من البلاستيك سنويًا
- من المهم فرض إرشادات التغليف لزيادة قابلية إعادة تدوير المنتجات
أفاد تقرير صادر عن برنامج الأمم المتحدة للبيئة (يو إن إي بي) أنه يمكن خفض التلوث البلاستيكي العالمي بنسبة 80% بحلول عام 2040.
وأشار التقرير إلى أن التغييرات المطلوبة كبيرة، لكنها عملية وميسورة التكلفة، وأن الخطوة الأولى تتمثل في التخلص من المواد البلاستيكية غير الضرورية، مثل العبوات الزائدة، حسبما نشرته صحيفة الغارديان البريطانية (The Guardian) في 16 مايو/أيار الجاري.
وأضاف أنّ الخطوات التالية تركّز على زيادة إعادة استعمال البلاستيك، مثل الزجاجات القابلة لإعادة التعبئة، وتعزيز إعادة التدوير واستبدال بدائل صديقة للبيئة بالبلاستيك، وفق المعلومات التي رصدتها منصة الطاقة المتخصصة.
وسيعني مثل هذا التحول، مدفوعًا بالسياسات الحكومية والتغييرات في صناعة البلاستيك، أن التلوث البلاستيكي سينخفض إلى نحو 40 مليون طن في عام 2040، بدلًا من 227 مليون طن، إذا لم يُتَّخَذ أيّ إجراء.
وذكر التقرير أن التغييرات ستجلب فوائد تصل قيمتها إلى تريليونات الدولارات من الآن وحتى عام 2040، من خلال تقليل الأضرار التي تسبّبها المواد البلاستيكية للصحة والمناخ والبيئة.
مخاطر التلوث البلاستيكي
يلوّث البلاستيك الآن الكوكب بأكمله، من قمة جبل إيفرست إلى أعمق المحيطات، ويستهلك الناس المواد البلاستيكية الدقيقة عن طريق الطعام والماء، بالإضافة إلى استنشاقها، وقد عُثِر على الجزيئات في دم الإنسان وحليب الأم.
في مارس/آذار 2022، وافقت 193 دولة على إنهاء التلوث البلاستيكي، مع إجراء مفاوضات بشأن اتفاقية ملزمة قانونًا بحلول عام 2024، يستضيفها برنامج الأمم المتحدة للبيئة، و تبدأ الجولة الثانية من المفاوضات في 29 مايو/أيار.
تجدر الإشارة إلى أن العالم ينتج حاليًا 430 مليون طن من البلاستيك سنويًا، ثلثاها عبارة عن منتجات قصيرة العمر تتحول قريبًا إلى نفايات، من المقرر أن يتضاعف الإنتاج 3 مرات بحلول عام 2060، وفقًا للاتجاهات الحالية.
وقالت المديرة التنفيذية لبرنامج الأمم المتحدة للبيئة، إنغر أندرسن: "إن الطريقة التي ننتج بها البلاستيك ونستعمله ونتخلص منه تلوّث النظم البيئية، وتخلق مخاطر على صحة الإنسان وتزعزع استقرار المناخ".
وأوضحت أن "تقرير برنامج الأمم المتحدة للبيئة (يو إن إي بي) يضع خطة تفصيلية للحدّ بشكل كبير من هذه المخاطر، من خلال اعتماد نهج دائري يبقي البلاستيك بعيدًا عن النظم البيئية، وخارج أجسامنا ويخدم الاقتصاد".
وأكد التقرير أن التحول سيوفر مكاسب اقتصادية واجتماعية، مشيرًا إلى أن الحكومات والقطاع الخاص سيوفران المال، وستنشأ مئات الآلاف من فرص العمل الجديدة.
زيادة إعادة استعمال البلاستيك
قدّر تقرير برنامج الأمم المتحدة للبيئة أن زيادة إعادة استعمال البلاستيك يمكن أن تقلل من التلوث البلاستيكي بنسبة 30% بحلول عام 2040، مع اتخاذ تدابير تشمل خططًا لإرجاع قيمة العبوات.
ومن المقرر أن يبدأ مثل هذه الخطط في إنجلترا عام 2025، بعد 7 سنوات من إعلانها لأول مرة، حسب تقرير اطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.
وبيّن التقرير أن المزيد من إعادة التدوير من شأنه أن يقلل التلوث في عام 2040 بنسبة 20% أخرى، حسبما نشرته صحيفة الغارديان البريطانية (The Guardian) في 16 مايو/أيار الجاري.
ويمثّل فرض ضرائب على إنتاج البلاستيك الجديد، وإلغاء دعم الوقود الأحفوري، سياسات من شأنها أن تشجع على ذلك، من خلال جعل إعادة التدوير أكثر جاذبية من الناحية الاقتصادية مقارنة بإنتاج البلاستيك الجديد، ومن المهم فرض إرشادات التغليف لزيادة قابلية إعادة تدوير المنتجات.
وأفاد التقرير أن الاستبدال المتأني بالمنتجات البلاستيكية، مثل عبوات الأطعمة الجاهزة، بمواد بديلة مثل الورق أو المواد القابلة للتحول إلى سماد، يمكن أن يخفض نسبة 17% إضافية من التلوث في عام 2040.
هيمنة المواد البلاستيكية
تهيمن المواد البلاستيكية من الأطعمة والمشروبات الجاهزة على القمامة في محيطات العالم، وفقًا لدراسة أجريت عام 2021.
وذكر تقرير برنامج الأمم المتحدة للبيئة أنه سيظل هناك الكثير من النفايات البلاستيكية، التي سيُتَخلَّص منها بأمان في عام 2040، وستتحمل الشركات المصنّعة مسؤولية ذلك.
وأشار التقرير إلى أن الجمع بين وفورات التكلفة من إنتاج كميات أقلّ من البلاستيك وزيادة الإيرادات من بيع البلاستيك المعاد تدويره سيقلل من تكاليف الصناعة بشكل كبير.
وأكد التقرير أن الاستثمار اللازم للتحول الكلي سيكون كبيرًا، وسيصل إلى نحو 65 مليار دولار سنويًا، لكن هذا لا يمثّل سوى نصف ما استثمرته بالفعل صناعة البلاستيك.
وقدّر تقرير الأمم المتحدة أنه على مدار الـ20 عامًا المقبلة، سيؤدي خفض التلوث البلاستيكي بنسبة 80% إلى منع الأضرار التي تزيد قيمتها عن 3 تريليونات دولار، بما في ذلك الآثار على الصحة والمناخ وتلوث الهواء وبيئة المحيط والتكاليف القانونية للقضايا المرفوعة ضد شركات البلاستيك.
وسيمنع خفض التلوث البلاستيكي بنسبة 80% انطلاق 500 مليون طن من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون سنويًا، ما يعادل تقريبًا انبعاثات كندا.
وأوضح التقرير أن هذا التحول قد يؤدي إلى زيادة صافية قدرها 700 ألف وظيفة بحلول عام 2040، معظمها في البلدان منخفضة الدخل.
وقالت المديرة التنفيذية لبرنامج الأمم المتحدة للبيئة، إنغر أندرسن: "إن التقرير يهدف إلى إبلاغ الدول التي تتفاوض بشأن معاهدة بلاستيك عالمية بالخيارات المتاحة".
وألمحت إلى أنها متفائلة بإمكان التوصل إلى اتفاق عالمي في عام 2024: "هناك الكثير من التصميم لدى العديد من الأطراف في أنحاء العالم، وأن إنهاء التلوث البلاستيكي مطلب يريده الناس، لأنه يمثّل مشكلة واسعة الانتشار".
اقرأ أيضًا..
- تاريخ الطاقة النووية في العالم العربي.. الإمارات أول دولة تحقق الحلم (تقرير)
- الطلب العالمي على النفط يرتفع إلى مستوى قياسي
- واردات الهند من النفط الروسي تهبط بحصة الشرق الأوسط لأدنى مستوى في 22 عامًا