انقطاع الكهرباء في بنغلاديش يتفاقم.. ومخاوف من إعصار "موكا"
أسماء السعداوي
تتواصل أزمة انقطاع الكهرباء في بنغلاديش، بينما تلقّى القطاع ضربة قوية تهدد محاولاته لاستجماع القوة، بعد ارتفاع أسعار الطاقة العالمية، في أعقاب غزو أوكرانيا في فبراير/شباط (2022)، وفرض عقوبات إمدادات الطاقة من روسيا.
في الوقت نفسه، تتصاعد المخاوف من إعصار "موكا"، الذي من المتوقع أن يضرب البلاد خلال الساعات المقبلة، إذ قررت السلطات وقف إمدادات الغاز المسال عن 2 من المحطات العائمة في جزيرة موهيشخالي جنوبًا، في خليج البنغال.
وضرب الظلام جميع المنازل، بعد انقطاع الكهرباء في بنغلاديش لعدّة ساعات، وبشكل متكرر على مدار اليوم، بعد توقّف إمدادات الغاز مساء يوم الجمعة 12 مايو/أيار الجاري (2023)، بحسب ما أوردته صحيفة "تي بي إس نيوز" المحلية (tbsnews).
يأتي ذلك بينما يُحذّر خبراء الأرصاد الجوية من أن يكون إعصار موكا هو الأعنف على الإطلاق الذي يضرب بنغلاديش منذ 20 عامًا، والذي طالعته منصة الطاقة المتخصصة.
إمدادات الكهرباء في بنغلاديش
مع تكرار انقطاع الكهرباء في بنغلاديش، انخفضت الكميات المولّدة بعد وقف إمدادات الغاز المسال، ما أدى إلى تخفيف الأحمال بأنحاء البلاد بأكثر من 2000 ميغاواط، يوم السبت 13 مايو/أيار 2023.
وقالت وزارة الكهرباء والطاقة والثروات المعدنية في بيان صحفي، إن إمدادات الكهرباء ستعود لطبيعتها في أقرب وقت بعد رحيل الإعصار، وفق ما اطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.
وبسبب الإعصار، ربما تُبقي محطات الكهرباء العاملة بالغاز في شيتاغونغ وميغناغات وهاريبور وسيدهيرغاني أبوابها مغلقة، أو ستعمل جزئيًا.
وأعرب الوزير نصر الحميد عن أسفه لما تسبَّب فيه القرار من مضايقة للسكان المحليين، وقال، إن إمدادات الغاز والكهرباء في المنطقة ستعود إلى طبيعتها عمّا قريب.
قبل يوم السبت، كانت المحطتان المتوقفتان تضيفان نحو 650 مليون قدم مكعبة من الغاز إلى شبكة الكهرباء الوطنية.
وعلى الرغم من تضرُّر المواطنين من انقطاع الكهرباء في بنغلاديش عن معظم المناطق، بالإضافة إلى غياب إمدادات الغاز، كانت مناطق شاتوغرام وكوميلا والعاصمة دكا، الأكثر تضررًا.
محطات الكهرباء العاملة بالغاز
عانى سكان دكا من انقطاع الكهرباء لعدّة ساعات أكثر من مرة، منذ صباح السبت 13 مايو/أيار الجاري، وحتى منتصف اليوم، وفق التقرير.
وانخفض إنتاج الكهرباء في بنغلاديش من المحطات العاملة بالغاز إلى نحو 3 آلاف ميغاواط، بسبب نقص إمدادات الغاز والفحم والوقود السائل، حسبما كشفت مصادر بمجلس تنمية كهرباء بنغلاديش.
وشهد يوم الإثنين الماضي 8 مايو/أيار 2023 توليد نحو 5 آلاف و420 ميغاواط من الكهرباء من محطات الكهرباء العاملة بالغاز، وانخفض حجمها إلى 4 آلاف ميغاواط يوم السبت فقط.
وبسبب الإعصار، من المتوقع أن تُبقي وزارة الكهرباء معدل الإنتاج عند 9 آلاف و500 ميغاواط حدًا أدنى، رغم أن الطلب يبلغ 1500 ميغاواط حاليًا.
كما من المتوقع استمرار خفض الأحمال حتى يوم الثلاثاء الموافق 16 مايو/أيار، لحين انتهاء الإعصار موكا، بحسب مصادر بالوزارة.
الأزمة مستمرة
من المحتمل أن تستمر أزمة تكرار انقطاع الكهرباء في بنغلاديش حتى عام 2026، وسط مساعي الدولة الواقعة في جنوب آسيا لتأمين احتياجاتها طويلة الأمد من الغاز الطبيعي.
وتفاقمت أزمة الكهرباء بعد نقص إمدادات الطاقة في أعقاب الحرب الروسية الأوكرانية وارتفاع الأسعار، في ظل نقص العملة الأجنبية اللازمة للاستيراد من الخارج، ما دفعها إلى طلب تمويل من صندوق النقد الدولي، بحسب وكالة بلومبرغ.
كانت بنغلاديش من بين الدول الأكثر تضررًا من الأزمة، ولجأت إلى زيادة معدلات خفض الأحمال، وهو ما يعرّض نمو اقتصادها للخطر خلال السنوات الخمس المقبلة، حسبما قال تجّار ومحللون.
يقول محلل شؤون الغاز في مؤسسة "بلومبرغ إن إي إف"، لوجيا تشاو: "بين هذا العام (2023) و2026، ستشهد الأسواق الأسيوية الناشئة نموًا أبطأ في الطلب على الغاز المسال مقارنة بتوقعات سابقة".
وأضاف: "من المتوقع أن تشهد بنغلاديش وباكستان، نقصًا حادًا في إمدادات الغاز بسبب ارتفاع أسعار الوقود والقيود على البنى الأساسية الخاصة بالاستيراد".
استغلال الطاقة المتجددة
تعتمد بنغلاديش على واردات الوقود بصورة أساسية من روسيا لتشغيل محطات الكهرباء، إلّا أن ارتفاع الأسعار بعد غزو موسكو لأوكرانيا كان أكبر من قدرة البلاد، وفق ما اطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.
ولذلك قررت الحكومة وقف شراء الغاز من الخارج، وخاصة في ظل المعاناة من مشكلات اقتصادية كبيرة، وفي المقابل قررت إغلاق المحطات العاملة بالديزل، ووقف محطات الكهرباء العاملة بالغاز، لتخفيف حدّة أزمة انقطاع الكهرباء.
وتبلغ حصة الغاز بتوليد الكهرباء في بنغلاديش نحو 50.84%، وزيت الأفران 27.69%، والفحم 7.89%، والديزل 6%، وتشكّل المصادر الأخرى 7.58%، وفق ما اطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.
في سياق متصل، لجأت الحكومة إلى الطاقة المتجددة للخروج من عنق أزمة الكهرباء وإمداداتها المرتفعة، وأعلنت في عام 2022 الماضي هدف توليد 5 غيغاواط من الكهرباء المنتجة من طاقة الرياح البرية والبحرية بحلول عام 2030.
وتستهدف بنغلاديش توليد 10% من الكهرباء من مصادر الطاقة المتجددة بحلول عام 2030، و40% بحلول 2041، ليصل إجمالي قدرات توليد الكهرباء إلى 40 غيغاواط و60 غيغاواط على التوالي.
ويبلغ إجمالي إنتاج الطاقة المتجددة في بنغلاديش 3.61% فقط، وعلى رأسها الطاقة الشمسية، إلّا أن شحّ الأراضي اللازمة يعرقل توليد الكهرباء منها.
موضوعات متعلقة..
- الطاقة المتجددة بارقة أمل لوقف نزيف الإنفاق الزائد على الكهرباء في بنغلاديش
- الرياح البحرية في بنغلاديش سبيل جديد لخفض أسعار الكهرباء
- الهيدروجين في بنغلاديش بارقة أمل لتبديد ظلام الكهرباء
اقرأ أيضًا..
- أمين عام أوبك: مستعدون لتوفير أكبر قدر من الطاقة مع تقليل الانبعاثات
- أكبر مشروع غاز مسال في العالم.. ماذا تعرف عن توسعة حقل الشمال القطري؟ (تقرير)
- حلم زيادة إنتاج النفط في العراق إلى الذروة قد لا يتحقق مطلقًا (تقرير)