إضراب في حقل بارس الجنوبي للغاز وإيران تتهم "قوى أجنبية"

أسماء السعداوي

2023-05-14

0 779

شهد حقل بارس الجنوبي في إيران إضرابًا مؤقتًا، سرعان ما انتهى بالقبض على مجموعة من منظّميه، وجّهت لهم السلطات اتهامات بالتعاون مع جهات أجنبية.

ويمثّل الحقل أهمية بالغة في تأمين احتياجات البلاد المحلية، وزيادة الصادرات، خاصة بعد اضطراب سلاسل الإمداد العالمية، بعد فرض عقوبات غربية على روسيا بسبب غزوها أوكرانيا.

وبينما تسعى البلاد لزيادة إمكانات حقل بارس الجنوبي، وهو أحد أكبر حقول النفط والغاز في إيران، ألقت قوات الحرس الثوري القبض على منظمي الإضراب، متهمة قوى أجنبية بالوقوف خلفه، بحسب ما نشرته وكالة بلومبرغ.

ويُسهم حقل بارس الجنوبي بنحو 70% من إنتاج الغاز في إيران، كما يقود الصناعة وتنمية الاقتصاد، ويوفّر مئات الآلاف من فرص العمل، بحسب بيانات رصدتها منصة الطاقة المتخصصة.

وتتشارك إيران وقطر في ملكية الحقل الغازي، الذي يُطل على الخليج العربي، ويُطلق عليه في قطر "حقل الشمال".

تفاصيل الإضراب

يقول نائب حاكم محافظة بوشهر الإيرانية، أكبر بورات، إن السلطات اعتقلت 8 أشخاص نظّموا بأنفسهم -وعبر الإنترنت- إضرابات في حقل بارس الجنوبي للغاز ومجمع للتكرير،

وتابع: "أُدرجت 8 شركات ومقاولين من الباطن بهذه المنطقة في القوائم السوداء، بسبب تحريضهم على الإضراب"، وفق التصريحات التي اطّلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة.

حقل بارس الجنوبي في إيران - الصورة من وكالة إرنا

ويعمل نحو 40 ألف شخص في حقل بارس الجنوبي صاحب أكبر احتياطيات للغاز في العالم، بحسب تقرير نشرته وكالة الأنباء الفرنسية.

ويشهد الحقل احتجاجات عديدة من قِبل العمال منذ شهر أكتوبر/تشرين الأول 2022، لرفع الأجور وتحسين ظروف العمل، بحسب وكالة بلومبرغ.

ولا تعدّ تلك الاحتجاجات الأولى من نوعها، فقد أعلنت وسائل إعلامية محلية في مطلع مايو/أيار الجاري، القبض على مقاولين أجانب متورطين في دعوات للإضراب بالمنطقة.

وقالت السلطات في أواخر أبريل/نيسان، إنها بدأت استبدال 4 آلاف عامل أضربوا عن العمل للمطالبة برفع الأجور وتحسين بيئة العمل.

وتمثّلت أبرز المطالب في: "زيادة بنسبة 79% في الأجور وإنهاء سياسات تمييزية والسماح بحرّية النقابة".

احتجاجات محلية واتهامات للخارج

يرزح الاقتصاد الإيراني تحت وطأة العقوبات الغربية بسبب برنامجها النووي، وما زاد الطين بلة ارتفاع معدلات التضخم، وتهاوي قيمة العملة المحلية.

من جانبها، تتهم طهران دولًا خارجية، منها الولايات المتحدة وإسرائيل، بإشعال فتيل الاحتجاجات، سعيًا لتحجيم إمكانات القطاع القوي.

كان نائب رئيس التشغيل والدعم في شركة بارس للنفط والغاز سلمان خزاعي قد اتهم القوى العظمى بالتسبب في الاضطرابات في منطقة الحقل.

وفي تصريحات نقلتها وكالة الأنباء الرسمية (إيرنا)، قال خزاعي -خلال تشغيل المرحلة 14 من مصفاة بارس-، إن إيران أنتجت 241 مليار متر مكعب من الغاز من حقل بارس الجنوبي المشترك خلال العام 2023.

وأكد خزاعي أن 70% من الطاقة الأحفورية في العالم تقع في الخليج العربي، لكن استغلال هذه الطاقة يبلغ نحو 30% فقط، ومن ثم فإن القوى العظمى تبحث دائمًا عن الاضطرابات في هذه المنطقة.

ويوضح الرسم البياني التالي -الذي أعدّته منصة الطاقة المتخصصة- احتياطيات الغاز المؤكدة في إيران:

حقل بارس الجنوبي

إمكانات حقل بارس الجنوبي

تُقدّر الاحتياطيات في حقل بارس الجنوبي، الذي يمتد على مساحة 3 آلاف و700 كيلومتر مربع، بنحو 14 تريليون متر مكعب من الغاز الطبيعي، و18 مليار برميل من المكثفات.

وأسهم الحقل بنحو 70% من إنتاج الغاز في إيران خلال العام المالي الذي انتهى في 20 مارس/آذار 2023، بحسب الرئيس التنفيذي لمنطقة بارس الجنوبية، سخاوت أسدي، خلال اجتماع عُقد في أبريل/نيسان المنصرم.

وتشهد المنطقة تنفيذ 30 مشروعًا استثماريًا بقيمة 21 مليار دولار أميركي، وفق البيانات التي اطّلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة.

ويُنتج الحقل 700 ألف برميل من مكثفات الغاز يوميًا، في حين تبلغ الطاقة الإنتاجية للغاز في مصفاة بارس الجنوبي 705 ملايين متر مكعب، بحسب نائب رئيس التشغيل والدعم في شركة بارس للنفط والغاز سلمان خزاعي.

في السياق ذاته، أعلن نائب العضو المنتدب لشركة جنوب بارس للغاز حسين شمشيري أن مجمع جنوب بارس للغاز أنتج 17.2 مليار متر مكعب من الغاز الطبيعي في الشتاء الماضي، بزيادة 6% على أساس سنوي.