شركات المرافق الأوروبية تضخ نصف استثماراتها في الطاقة المتجددة خلال 2023 (تقرير)
وحدة أبحاث الطاقة - رجب عز الدين
- أكبر 40 شركة مرافق أوروبية تضخ استثمارات بقيمة 140 مليار دولار
- شركات المرافق المتكاملة الأكثر استثمارًا في مشروعات الطاقة المتجددة
- ثلث انفاق الشركات الأوروبية خارج القارة لاتّساع نشاطها في الأميركيتين
- قطاع توليد الكهرباء الأكثر مساهمة في خفض الانبعاثات الأوروبية منذ 2010
- شركات الكهرباء في إسبانيا وفرنسا والبرتغال أكثر نشاطًا في أميركا اللاتينية
تتجه شركات المرافق الأوروبية لزيادة استثماراتها في مشروعات الطاقة المتجددة خلال عام 2023، في إطار خطط خفض الانبعاثات التي حققت نتائج إيجابية خلال السنوات الماضية.
وأدّى ارتفاع تكاليف التشغيل ومستويات الديون لدى شركات المرافق إلى إثارة الشكوك حول قدرة القطاع على الاستمرار في زيادة معدلات الاستثمار بمشروعات الطاقة المتجددة، لكن الأهداف المعلنة لعام 2023، تشير إلى تقدّم قوي على مستوى توزيع النفقات الرأسمالية لصالح المشروعات النظيفة.
وتقع شركات المرافق الأوروبية في قلب خطط الاتحاد الأوروبي لتحول الطاقة وخفض الانبعاثات الكربونية، لا سيما من قطاع الكهرباء والغاز، وفقًا لما رصدته وحدة أبحاث الطاقة.
خطط أكبر 40 شركة أوروبية
تخطط أكبر 40 شركة مرافق أوروبية (تمثّل 90% من أسواق الكهرباء والغاز في أوروبا) لضخ استثمارات بقيمة 128 مليار يورو (140.4 مليار دولار) خلال عام 2023، بزيادة 16% عن حجم الاستثمار في عام 2022، وفقًا لتقديرات البنك الاستثماري الهولندي (آى إن جي).
( اليورو = 1.1 دولارًا أميركيًا)
وتتوزع هذه الاستثمارات على مشروعات الطاقة المتجددة والتقليدية وتطوير الأصول وصيانة الشبكات، إضافة إلى قطاع الخدمات وما يتصل به من أنشطة مُكمّلة.
وتستحوذ شركات المرافق المتكاملة على 75% من هذه الاستثمارات، ما يعادل 96.5 مليار يورو (106.1 مليار دولار)، بينما تستحوذ الشركات المتخصصة في نشاط معين على 25% من الاستثمارات، ما يعادل 31.5 مليار يورو (34.6 مليار دولار).
وتتّسع أنشطة شركات المرافق المتكاملة لتشمل أنشطة توليد الكهرباء وتوريدها ونقلها وتوزيعها، خلافًا لشركات المرافق غير المتكاملة التي يقتصر دورها على نشاط معين من هذه الأنشطة التشغيلية.
قطاع الطاقة الأكثر خفضًا للانبعاثات
قطعت شركات المرافق الأوروبية شوطًا ملموسًا في الحدّ من انبعاثات الكربون، لا سيما في قطاع الطاقة، خلال السنوات الماضية.
وكان قطاع الطاقة -ممثلًا في شركات توليد الكهرباء من الفحم والغاز الطبيعي- مسؤولًا عن أكبر انبعاثات الكربون في الغلاف الجوي على مستوى أوروبا قبل عام 2010.
وأسهم تقدّم القطاع في خطط خفض الكربون -إلى جانب القطاعات الأخرى- في تحسّن المؤشرات الكلّية لخفض الانبعاثات على مستوى الاقتصادات الأوروبية بنسبة 18% بين عامي 2010 و2021.
يوضح الرسم التالي -من إعداد وحدة أبحاث الطاقة- خريطة انبعاثات الكربون المتصلة بقطاع الطاقة عالميًا:
وانخفض حجم الانبعاثات الأوروبية من 1.1 مليار طن من ثاني أكسيد الكربون عام 2000، إلى 720 مليون طن في عام 2021، وفقًا للمكتب الإحصائي للاتحاد الأوروبي (يوروستات).
واستحوذت شركات المرافق الأوروبية في قطاع الكهرباء والغاز والبخار على أقوى معدلات خفض الانبعاثات في أوروبا خلال هذه المدّة بنسبة 35% تقريبًا.
زخم الإنفاق على الطاقة المتجددة
خصصت شركات المرافق الأوروبية المتكاملة 48% من إنفاقها الرأسمالي لصالح مشروعات الطاقة المتجددة، ما يعادل 46 مليار يورو (50.6 مليار دولار) خلال عام 2023، مقارنة بـ33% عام 2018.
وتمثّل هذه النسبة من الإنفاق الرأسمالي علامة فارقة على التزام شركات المرافق الأوروبية بخطط انتقال الطاقة وخفض الانبعاثات، وفق البنك الهولندي.
وتستضيف أوروبا أكبر شركات المرافق المتكاملة عالميًا، وتلتزم هذه الشركات بزيادة النفقات الرأسمالية على تطوير الشبكات سنويًا، ما مكّنها من زيادة الاستثمار في إنتاج الكهرباء المتجددة والنظيفة خلال السنوات الماضية.
وتخطط شركات المرافق الأوروبية لإضافة 40 غيغاواط من الكهرباء المتجددة إلى الشبكة خلال عام 2023.
ويتسع نشاط شركات المرافق الأوروبية المتكاملة خارج أوروبا، لكن من المتوقع أن تستحوذ أوروبا على 70% إلى 75% من إجمالي تركيب السعة الجديدة خلال عام 2023.
كما يُتوقع تخصيص 26% من الاستثمارات المرتقبة في عام 2023، لصيانة وتوسعة شبكات الغاز والكهرباء ومحطات الطاقة النووية التي تشغّلها شركات المرافق الأوروبية داخل أوروبا وخارجها.
ولا تُعدّ شركات المرافق المتكاملة في أوروبا الأكبر في العالم، إلّا إنها منتشرة جغرافيًا في أميركا الشمالية واللاتينية، وفقًا لما رصدته وحدة أبحاث الطاقة.
ثلث الإنفاق خارج أوروبا
تخطط شركات المرافق المتكاملة لتخصيص 30% من استثماراتها الإجمالية البالغة 96.5 مليار يورو (106.1 مليار دولار) في عام 2023، لتذهب إلى أنشطتها في أميركا الشمالية والجنوبية، الوجهتين المفضلتين لشركات جنوب أوروبا منذ سنوات طويلة.
ويرصد الرسم التالي -من إعداد وحدة أبحاث الطاقة- أكبر مصدّري انبعاثات قطاع الكهرباء في العالم:
وسارعت شركات المرافق العملاقة في جنوب أوروبا لتعزيز حضورها في الولايات المتحدة منذ العام الماضي للاستفادة من الحوافز التاريخية المقدّمة بموجب قانون التضخم الأميركي الصادر أغسطس/آب 2022.
وشملت قائمة الشركات الأوروبية في الولايات المتحدة كلًا من شركتي إيبردرولا وناتورجي الإسبانيتين، وشركة إنجي الفرنسية، وشركة "إي دي بي غروب" البرتغالية.
وتحتفظ شركات المرافق في الجنوب الأوروبي بحضور واسع في أميركا اللاتينية والوسطى، على عكس شركات المرافق الألمانية والهولندية وشركات أوروبا الشمالية والشرقية، الأقلّ حضورًا في الأسواق الدولية.
استثمارات شركات ألمانيا وهولندا
اتجهت شركات المرافق في ألمانيا وهولندا لزيادة استثماراتها بصورة كبيرة في مشروعات الطاقة المتجددة منذ العام الماضي، الذي شهد أزمة طاقة ضخمة بسبب الحرب الروسية الأوكرانية.
وعززت الحرب الأوكرانية من نظرة الشمال الأوروبي إلى أهمية الاعتماد على مصادر الطاقة المتجددة، بعد انقطاع الغاز الروسي وارتباك القارة في توفير البدائل بتكاليف باهظة.
ورصدت شركات المرافق الألمانية الكبرى 10 مليارات يورو (10.9 مليار دولار) للاستثمار في مشروعات الطاقة المتجددة خلال عام 2023، كما رصدت شركات هولندا 6 مليارات يورو (6.5 مليار دولار) للهدف نفسه، وفقًا لبيانات البنك الاستثماري الهولندي "أي إن جي".
ويرجّح خبراء التحليل في البنك الهولندي زيادة هذه المبالغ خلال السنوات المقبلة لاستيعاب قاعدة الأصول المتجددة المتزايدة وتهيئة البنية التحتية اللازمة لنقل الكهرباء المتجددة وغيرها.
موضوعات متعلقة..
- هل تؤمِّن الطاقة المتجددة في أوروبا 45% من احتياجات الكهرباء بحلول 2030؟
- انتشار الطاقة المتجددة في أوروبا يصطدم بالقيود المفروضة على الشركات
- تحقيق أهداف الطاقة المتجددة في أوروبا يتطلّب تريليون دولار (تقرير)
اقرأ أيضًا..
- إدارة معلومات الطاقة تخفّض توقعات أسعار النفط إلى أقل من 80 دولارًا
- أكبر قضية فساد بقطاع الطاقة الجزائري تدفع سوناطراك إلى قواعد جديدة
- إيرادات النفط في سلطنة عمان تقفز بالناتج الإجمالي لأكثر من 8 مليارات دولار