تحول الطاقة في أوروبا لن يحدث دون الاعتماد على الصين (تحليل)
الطاقة
وضعت دول القارة العجوز خططًا طموحة، من أجل تنفيذ إستراتيجية تحول الطاقة في أوروبا، إلا أن ندرة الموارد تهدد بوقف اعتمادها على الوقود الأحفوري.
وفي الوقت الذي تحاول فيه أوروبا إنهاء اعتمادها على واردات الوقود الأحفوري الروسي، فإنها تعزز العلاقات مع شريك اقتصادي تنظر إليه بعض الاقتصادات على أنه غير موثوق به، وهو الصين.
وتأتي خطط تحول الطاقة في أوروبا، بالتزامن مع انخفاض إمدادات الغاز من روسيا بنسبة 88% خلال العام الماضي، وفق البيانات التي اطلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة.
أسعار الطاقة
أسهمت أسعار الطاقة في أوروبا إلى زيادة تكاليف التدفئة على المنازل، ما يهدّد بإغلاق المصانع ويغذّي التضخم الإجمالي.
وفي محاولة للتصدي للأزمة، رفع الاتحاد الأوروبي وتيرة انتقاله إلى الطاقة المتجددة، لكنه لن يكون قادرًا على النجاح دون الاعتماد على الصين.
واتفق قادة الاتحاد الأوروبي -مؤخرًا- على رفع إسهام الطاقة المتجددة في مزيج الكهرباء بالقارة العجوز إلى 42.5% بحلول 2030، بصفتها ركيزة أساسية في خطط دول الاتحاد لمكافحة تغير المناخ والتوقف عن استعمال الوقود الأحفوري الروسي.
ويُعدّ تحول الطاقة في أوروبا إلى المصادر النظيفة أمرًا بالغ الأهمية، حتى يتسنى للاتحاد تحقيق أهدافه المتعلقة بتغير المناخ، بما في ذلك هدف ملزِم قانونًا لخفض صافي انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري، بواقع 55% بحلول عام 2030، مقارنة بمستويات عام 1990.
وتتصدّر السويد دول الاتحاد الأوروبي، البالغ عددها 27 دولة، بحصّة 63% من الطاقة المتجددة، في حين أن المصادر المتجددة في لوكسمبورغ ومالطا وهولندا وأيرلندا تشكّل أقلّ من 13% من إجمالي استعمال الطاقة.
إمدادات الصين
في الوقت الذي تنتظر فيه خطط تحول الطاقة في أوروبا تطورات حاسمة خلال المرحلة المقبلة، إلا أنها تواجه ندرة في الموارد الخضراء، التي تُعد الصين أكبر مورد لها.
وتهيمن الصين على أجزاء كبيرة من سلسلة التوريد الخضراء العالمية، من خلال الاستفادة من اقتصادات الحجم والطاقة والعمالة منخفضة التكلفة في خلايا الألواح الشمسية.
وعلى سبيل المثال، تمثّل الصين نحو 80% من الإنتاج العالمي للبولي سيليكون والخلايا والوحدات، بالإضافة إلى 97% من إنتاج الرقائق الإلكترونية.
كما يجري تصنيع نحو 80% من مكونات توربينات الرياح في الصين، إذ إن النيوديميوم -وهو عنصر أرضي نادر يُستعمل لصنع مغناطيس دائم يدخل في توربينات الرياح والمركبات الكهربائية- يُعاد تكريره أيضًا في الصين.
وقدّمت الصين إسهامات كبيرة في خفض تكلفة التقنيات الخضراء، لكن التوترات الجيوسياسية الأخيرة جعلت الاستعانة بمصادر خارجية أكثر خطورة مما كانت عليه في الماضي.
ومع استمرار أوروبا في استيراد التقنيات الخضراء الصينية لتسريع طرح مصادر الطاقة المتجددة، فإنها بحاجة إلى احتساب تكلفة الاضطرابات المحتملة، والاستثمار في البدائل.
أمن سلسلة التوريد
يراقب الاتحاد الأوروبي المخاطر التي تواجه توريد المواد الحيوية منذ إطلاق مبادرة المواد الخام في عام 2008.
وتُصيغ مفوضية الاتحاد الأوروبي -حاليًا- قانون المواد الخام الأوروبية الحرجة، لدعم مشروعات المواد الخام في أوروبا، فضلًا عن العمل بشأن الاتفاقيات التجارية مع تشيلي والمكسيك ونيوزيلندا وأستراليا والهند، إذ يمكن للاستثمارات في مناطق أخرى تعزيز العرض.
لكن المواد الخام ليست سوى الخطوة الأولى نحو التقنيات الخضراء وتحول الطاقة في أرووبا، إذ يتطلب تأمين سلاسل التوريد -أيضًا- تنويع المكونات والمنتجات النهائية.
الوضع الراهن
تعمل الدول الغربية على تقليل الاعتماد على المعادن الأرضية النادرة من خلال تأمين مرافق تعدين ومعالجة جديدة، وتعزيز إمدادات الطاقة المتجددة، في الوقت نفسه، يمكن للتطورات التكنولوجية أن تحد من الطلب على المعادن المهمة.
ويجب أن تكون أوروبا حذرة من مبادلة الاعتماد على الغاز الروسي بالاعتماد على الطاقة النظيفة الصينية، لكن سلاسل إمداد طاقة الرياح البرية والبحرية للاتحاد الأوروبي -مع استثناء مهم للعناصر الأرضية النادرة- معزولة إلى حد كبير عن المنافسين النظاميين.
وتشكّل العناصر الأرضية النادرة اعتمادًا حاسمًا للاتحاد الأوروبي على الصين في سلاسل قيمة تكنولوجيا الرياح.
ومن المتوقع أن يتضاعف طلب صناعة الرياح على المعادن النادرة عن المستويات الحالية بحلول عام 2030.
وعلى وجه التحديد، يجب على الاتحاد الأوروبي أن يركّب سعة 510 غيغاواط إجمالية من طاقة الرياح بحلول عام 2030، من أجل الوصول إلى معاييره للطاقة المتجددة، التي تتطلب تركيب ما يقرب من 36 غيغاواط سنويًا.
وبالتالي، ستكون الكيانات الاقتصادية الأساسية حاسمة بالنسبة إلى طموحات الرياح في أوروبا، خاصة بالنسبة إلى التوربينات البحرية، إذ تُعد مولدات المغناطيس الدائم ذات أهمية متزايدة لتوربينات الرياح، وتتطلب عناصر كيميائية مثل النيوديميوم والديسبروسيوم.
وتشكل هيمنة الصين على جميع أنحاء سلسلة التوريد للكهرباء الأرضية مخاطر على صناعة الرياح الأوروبية، إذ تستحوذ بكين على 63% من تعدين المعادن الأرضية النادرة في العالم، و85% من معالجة عناصر الأرض النادرة، و92% من إنتاج مغناطيس الأرض النادرة.
وتدخلت بكين -أيضًا- بصورة مباشرة في أسواق المعادن من قبل، وعرقلت تصدير العناصر الأرضية النادرة إلى اليابان في عام 2010 وسط نزاع حول الصيد.
موضوعات متعلقة..
- تحول الطاقة في أوروبا يعول على احتياطيات المغرب والجزائر
- الصفقة الخضراء.. أوروبا تقر إرشادات جديدة لدعم تحول الطاقة
اقرأ أيضًا..
- قيمة واردات مصر من الغاز الإسرائيلي ترتفع 70% خلال فبراير
- وكالة الطاقة الدولية تتوقع استمرار شح إمدادات الغاز الطبيعي في 2023
- أرباح شركات النفط الكبرى تتفوق على التوقعات رغم انخفاض الأسعار (إنفوغرافيك)
هناك حلول اخرى للطاقة غير ما هو معروف ومألوف من طاقة الرياح الشمسية المائية وغيرها من أنواع الطاقات المتجددة المعروفة.
هل سمعتم عن مصانع الطاقة....... نعم مصانع الطاقة
أسلوب وطريقة جديدة للحصول على الطاقة النظيفة
انتظرونا