تمثّل الطاقة المتجددة في الجزائر نقطة تحول مهمة، في ظل ما تملكه الدولة الواقعة في شمال أفريقيا من إمكانات عملاقة، بالإضافة إلى فرص مهمة للاستثمار في هذا المجال، تجذب كبريات الشركات العالمية.
وقال خبراء في مجال الطاقات المتجددة، خلال مؤتمر دولي بجامعة "زيان عاشور" اليوم الأحد 7 مايو/أيار (2023)، إن هناك مؤهلات جزائرية كبيرة، تجعل الدولة تراهن بقوة على انتقال سهل بهذا المجال، وفق ما نشرت وكالة الأنباء الجزائرية الرسمية.
وتُنوِّع الجزائر مشروعات الطاقة المتجددة مؤخرًا، إذ تعمل على زيادة التوجه إلى الطاقة الشمسية، لا سيما من خلال مشروعات مثل "سولار 1000" المنتظر، بالإضافة إلى افتتاح مصانع لإنتاج مكونات الألواح الشمسية، وفق ما اطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.
الطاقة النظيفة في الجزائر
قال خبراء في مجال الطاقة المتجددة -خلال المؤتمر المنعقد بعنوان "الحلول المتجددة للنظم الإيكولوجية.. نحو تحول طاقوي مستدام"-، إن الجزائر تملك مؤهلات تؤهلها للرهان بقوة على الانتقال السلس باتجاه الطاقة المتجددة، وتطوير نظمها، وآليات استغلالها بحثيًا وتطبيقيًا.
ويوضح الإنفوغرافيك التالي -من إعداد منصة الطاقة المتخصصة- 6 أرقام عن تطورات الطاقة المتجددة في الجزائر:
وأوضح البروفيسور في جامعة "سوين بارن" للتكنولوجيا في أستراليا، ساعد مخيلف، أن تحول الطاقة، الذي يعدّ موضوع الساعة في جميع دول العالم، يمكن تنفيذه بسهولة في الجزائر، نظرًا للإمكانات الطبيعية التي تملكها، لا سيما مساحاتها الشاسعة وتنوع مناخ أقاليمها.
وأضاف الخبير الجزائري الأصل، أن استغلال المقومات الطبيعية التي تحظى بها الدولة الواقعة في شمال أفريقيا يجب أن تواكبه مساعٍ لاستعمال التكنولوجيا المصنّعة محليًا، خاصة في مجال صناعة البطاريات ومكونات إنتاج الطاقة، "وهو التحدي الحقيقي الذي يجب تبنّيه".
بدوره، قال الأستاذ في جامعة تكساس الأميركية في قطر، مدير مركز أبحاث الشبكات الذكية، هيثم أبو الروب، إن مستقبل الطاقة المتجددة في الجزائر يعدّ واعدًا، بسبب المعطيات الطبيعية، التي تمكّنها من أن تصبح موردًا للطاقة النظيفة، وتجعلها قادرة على توفير الطلب على الطاقة محليًا وعالميًا.
وكان وزير الطاقة والمناجم الجزائري محمد عرقاب قد أعلن، في مارس/آذار الماضي، أن بلاده تستعدّ لتفعيل برنامج تحول الطاقة، استنادًا إلى مصادرها من الموارد المتجددة، وذلك بهدف مكافحة تغير المناخ، والوصول إلى الحياد الكربوني في 2050.
وأكد عرقاب ضرورة تفعيل برنامج التحول الطاقوي وترجمته، لا سيما أن سياسة بلاده تستهدف ضم الطاقة المتجددة لمزيج طاقة بتكلفة أقلّ ونظيف، ليكون متنوعًا بدرجة أكبر.
يشار إلى أن المؤتمر العالمي الذي تستضيفه الجزائر حاليًا يشهد مشاركة باحثين من 14 جامعة أجنبية، بالإضافة إلى الجامعات داخل الدولة، وفق المعلومات التي اطّلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة.
أمن الطاقة الجزائري
قال مدير الدراسات بالمديرية العامة للبحث العلمي والتطوير التكنولوجي بوزارة التعليم العالي الجزائرية عيسى مفجغ، إن تحول الطاقة يشكّل أهمية كبيرة فيما يتعلق بمساعي تنفيذ البرامج ذات الأولوية في سياسة الدولة.
وأوضح أن أمن الطاقة أصبح أمرًا محسومًا نظريًا منذ عام 2011، حينما انتهى إعداد برنامج التحول الطاقوي، الذي عُدِّلَ في عام 2015، ثم الإضافة عليه في عام 2020، وفق التصريحات التي رصدتها منصة الطاقة المتخصصة.
ولفت المسؤول إلى بذل جهود بحثية مهمة في هذا الاتجاه، إذ يوجد نحو 60 مشروعًا بحثيًا، في إطار البرنامج الوطني للتحول إلى الطاقة المتجددة في الجزائر، موضحًا أنه رغم الإمكانات الطبيعية التي تؤهل الدولة لانتقال طاقوي ناجح، ما زالت الحاجة ملحّة إلى تكاتف جهود القطاعات المختلفة لتنفيذ البرنامج.
من جانبه، قال عميد كلية العلوم والتكنولوجيا في جامعة "زيان عاشور" البروفيسور أحمد حفيفة، إن استغلال الطاقات المتجددة التي تعدّ فرس رهان البلاد، بفضل المقومات والمخططات الإستراتيجية، يواكب تحديات عالمية مهمة، في سياق يحقق أمن الطاقة للجزائر.
موضوعات متعلقة..
- الطاقة المتجددة في الجزائر تجذب استثمارات الشركات الدنماركية
- الطاقة المتجددة في الجزائر.. 6 أرقام عن أبرز التطورات (إنفوغرافيك)
- مسؤول: الطاقة المتجددة في الجزائر تنتظر استثمارات الشركات الفرنسية
اقرأ أيضًا..
- إيران تعد بإنقاذ قطاع الكهرباء في سوريا.. وتحدد أسباب صعوبة "الربط" معها
- الطاقة النووية في الهند تنتظر استثمارات مليارية من القطاع الخاص والأجانب
- الطاقة الشمسية في الإمارات.. أرقام قياسية تواجه رياحًا معاكسة (تقرير)