نقل الغاز المسال الأميركي عبر القطارات يشعل الجدل من جديد: "قنبلة موقوتة"
أسماء السعداوي
أثار مقترح جديد لنقل الغاز المسال الأميركي عبر القطارات حالة من الجدل مجددًا؛ إذ إنه أعاد للأذهان كارثة قطار أوهايو في فبراير/شباط الماضي.
وتقدمت شركة الطاقة الأميركية "نيو فورترس إنرجي" بطلب لوزارة النقل، للسماح بتسيير 200 قطار تحمل الغاز المسال يوميًا بين شمال شرق ولاية بنسلفانيا ومحطة تصدير في نيوجيرسي، بحسب المعلومات التي اطّلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة.
ورغم أن إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن رفضت الطلب "دون إبداء أسباب"، فإن معارضين يقولون، إن الفكرة في حدّ ذاتها مازالت قائمة، وقد تتكرر مستقبلًا في ظل وجود قانون يسمح بذلك، بحسب تقرير نشرته صحيفة الغارديان البريطانية.
نقل الغاز المسال الأميركي
أثار مقترح "نيو فورترس إنرجي" مخاوف من تكرار كارثة خروج 50 حاوية من بين 141 كان يجرّها القطار المحمّل بالمواد السامة، عن القضبان في بلدة إيست باليستاين بولاية أوهايو الأميركية في 3 فبراير/شباط من العام الجاري (2023).
القطار الذي كان تابعًا لشركة "نورفولك سذرن" خرج عن القضبان، وأسفر الحادث عن احتراق حاويات وانسكابها، والتي كان بعضها يحتوي على مادة كلوريد الفينيل المسرطنة.
ودفع الحادث السلطات لإجبار الآلاف من السكان على ترك منازلهم، خوفًا من مخاطر بيئية وصحية، ثم رفع بعض السكان دعاوى لمقاضاة المسؤولين عن تعريضهم للخطر، والمطالبة بتعويضات.
تقول المحامية في مجلس الدفاع عن الثروات الطبيعية، والتي عملت من أجل إحباط المقترح، كيم أونغ: "إن المقترح خطير؛ لأن الشرطة طلبت نقل كمية غير مسبوقة من الغاز الطبيعي المسال عبر السكك الحديدية، ويبدو أنها تستهدف التحايل من أجل نقل المزيد بطريقة أكثر تنظيمًا".
من جانبها، رفضت وزارة النقل تقديم سبب واضح لرفض المقترح في سجلات التسجيل الفيدرالية، إلّا أن معارضين للمقترح "مندهشون ومسرورون" من ذلك، بحسب أونغ.
وأضافت: "من العسير معرفة سبب قيامهم بذلك، لكن لحسن الحظ أن كارثة إيست باليستاين ستجعلهم يمعنون النظر قبل نقل كل المواد الخطيرة والمتفجرة بأنحاء البلاد".
ما علاقة ترامب؟
أشارت المحامية إلى أن مقترح "نيو فورترس إنرجي" قد يتكرر، في وجود قانون يعود إلى عهد الرئيس السابق دونالد ترمب في عام 2020، ويسمح بنقل الغاز المسال الأميركي عبر السكك الحديدية.
وكانت وزارة النقل في عهد ترمب قد صدّقت على قرار يسمح بنقل 100 عربة حاوية أو أكثر بسعة 30 ألف غالون أو 114 ألف لتر، من الغاز المسال الأميركي عبر السكك الحديدية.
وقالت أونغ، إنه مازال من المحتمل أن تقاضي شركة الطاقة وزارة النقل؛ لأن قرار ترمب بشأن نقل الغاز المسال مازال ساريًا.
وضغط معارضون للقرار على وزير النقل بيت بوتيغيغ، لإلغائه بعد تفويت الوزارة 3 مواعيد نهائية، كان آخرها في مارس/آذار الماضي.
اعتراضات بيئية وصحية
واجهَ القرار معارضة شديدة من القادة المحليين والنقابات العمالية وإدارات الحرائق والمجلس الوطني لسلامة النقل.
وكتب المجلس: "ينطوي الانسكاب الكارثي للغاز المسال خلال الحوادث على مخاطر كبيرة للغاية؛ لعدم وجود ضوابط تشغيلية قبل انتشار الصهاريج والقطارات الضخمة لنقل الوقود".
من جانبهم، أشار مدافعون عن الصحة العامة إلى أن 22 قطارًا محملًا بالغاز المسال الأميركي، تعادل قوة قنبلة هيروشيما اليابانية، وأن المخاطر التي تفرضها على السكان المقيمين بالجوار، كبيرة للغاية.
وفي حالة الموافقة على مقترح شركة "نيو فورترس إنرجي"، كان الغاز المسال سيُنقل عبر أنحاء ولاية فيلادلفيا ومناطق مأهولة بكثافة بالسكان، إذ يعيش فيها قرابة مليون شخص.
خيارات أخرى للنقل
قالت أونغ، إنه يُمكن نقل الغاز المسال عبر الشاحنات، إلّا أن هناك حاجة لتكون أحجامها ضخمة للغاية.
وأشارت إلى أن المقترح الأخيرة قد يكون "بالون اختبار" على الأرجح، إذ يمكن شحن الغاز عبر خطوط الأنابيب، غير أنها تتعرض لمراجعات وقيود بيئية وصحية أكثر صرامة، كما ستواجه عراقيل من جانب القواعد البيئية في الولاية.
وعلى النقيض من خطوط الأنابيب، تقول أونغ، إن قيود النقل عبر السكك الحديدية مختصرة ومحدودة النطاق بصورة كبيرة.
واختتمت بالقول: "إنها محاولة علنية لتجاوز حدود اللوائح وإقامة البنى الأساسية للغاز المسال الأميركي على نحو أسرع وأقلّ مسؤولية".
موضوعات متعلقة..
- الغاز المسال الأميركي في طريقه إلى اليابان بصفقة مدّتها 20 عامًا
- صادرات الغاز المسال الأميركية قد ترتفع 152%
- نمو صادرات الغاز المسال الأميركية يهدد بمعاناة المستهلكين المحليين (تقرير)
اقرأ أيضًا..
- اكتشاف غاز ضخم في بنغلاديش
- الكشف عن أكبر رافعة كهربائية في العالم بقدرات خارقة (صور)
- الطاقة الشمسية في أستراليا تضيف مستويات قياسية لشبكة الكهرباء (تقرير)