خط أنابيب التابلاين.. قصة أهم ناقل للنفط السعودي إلى أوروبا قبل ظهور السفن العملاقة
وحدة أبحاث الطاقة - أحمد عمار
- يقع مسار خط التابلاين في شمال صحراء السعودية.
- يمر خط التابلاين بالأردن وسوريا حتى لبنان بطول 1648 مترًا.
- تعود فكرة إنشاء التابلاين إلى ضخ المزيد من النفط للدول الأوروبية.
- تراجع دور الخط مع ظهور الناقلات العملاقة ليتوقف عام 2001.
يُعَد خط أنابيب التابلاين من أبرز المحطات التاريخية في صناعة النفط السعودية؛ لارتباطه ببدء ازدهار القطاع واستعماله لنقل الخام وتصديره إلى أوروبا قبل ظهور الناقلات العملاقة.
وتعود بداية صناعة النفط السعودي وتأسيس شركة أرامكو إلى سنة 1933، وهو العام الذي شهد توقيع الملك عبدالعزيز على أول اتفاقية امتياز للتنقيب عن النفط في المملكة مع شركة ستاندرد أويل أوف كاليفورنيا (سوكال)، قبل أن يشهد عام 1938 تدفق النفط السعودي لأول مرة من بئر الدمام رقم (7) في مدينة الظهران.
وتستعرض وحدة أبحاث الطاقة أبرز المعلومات عن خط التابلاين أو (خط الأنابيب عبر شبه الجزيرة العربية)، الذي بدأ تشغيله قبل أكثر من 70 عامًا، وكان حينها أطول خط أنابيب لنقل النفط الخام، وأسهم في تنمية المنطقة المحيطة به، قبل توقفه وإعلانه رسميًا أول موقع للتراث الصناعي في المملكة العربية السعودية.
بداية القصة
يقع مسار خط أنابيب التابلاين في شمال صحراء المملكة العربية السعودية، بطول 1648 كيلومترًا، ليمتد من مدينة بقيق السعودية الواقعة على الخليج العربي إلى ميناء صيدا اللبناني على البحر الأبيض المتوسط.
وجاءت فكرة إنشاء خط التابلاين مع الرغبة في ضخ المزيد من النفط إلى الدول الأوروبية التي أصبحت متعطشة لذلك الوقود الأحفوري بتكلفة اقتصادية مناسبة، بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية، خاصة أن الرحلة البحرية لنقل النفط كانت تستغرق 9 أيام في ذلك الوقت.
وبحسب بيانات أرامكو، كانت الرحلة البحرية قبل ظهور السفن العملاقة، والتي كانت تبدأ من السعودية وتمر عبر قناة السويس لتصل إلى البحر الأبيض المتوسط، طويلة ومكلفة وغير قادرة على الاستجابة للطلب المرتفع على النفط الخام، وهو ما استلزم وقتها إنشاء خط أنابيب جديد يربط بين حقول النفط الموجودة في شرق السعودية والبحر الأبيض المتوسط.
وفي عام 1944، أسست أرامكو شركة خط الأنابيب عبر شبه الجزيرة العربية، والتي كانت عبارة عن مشروع مشترك بين الشركة السعودية، وشركات نفط دولية أخرى.
وعلى مدار 18 شهرًا وبعد تأسيس شركة خط الأنابيب، خططت أرامكو لكيفية إنشاء الخط وتحديد مساره، وسط تحديات في ذلك الوقت تمثلت في المسافات الشاسعة ونقص المرافق ودرجات الحرارة الشديدة والتضاريس، ولذلك كان يُنظَر إليها بالمهمة الصعبة.
وتقرر بعد ذلك أن يكون مسار التابلاين يبدأ من السعودية ليمر بالأردن وسوريا حتى لبنان، وبدأت أعمال البناء رسميًا في عام 1947.
التنفيذ وبدء استعمال الخط
اتخذت أرامكو قرار تنفيذ تلك المهمة الصعبة، ونقلت السفن بالفعل نحو 305 آلاف طن من الأنابيب الفولاذية.
وتقرر بناء 6 محطات ضخ على طول مسار خط أنابيب التابلاين؛ تقع 5 منها في كل من مدن النعيرية والقيصومة ورفحاء وبدنة وطريف في السعودية، بينما تقع المحطة السادسة في الأردن.
وكانت محطات الضخ تؤدي مهمة دفع النفط إلى أعلى نقطة في خط الأنابيب الواقعة على ارتفاع 907 أمتار فوق مستوى سطح البحر، ليتدفق النفط منها نزولًا ويعبر شمال الأردن وجنوب سوريا إلى ميناء صيدا اللبناني على ساحل البحر الأبيض المتوسط.
وبعد 3 أعوام من البناء وتحديدًا في سبتمبر/أيلول 1950، نجحت أرامكو في الانتهاء من تنفيذ الخط ولُحمت آخر وصلة من خط التابلاين.
وفي عام 1951، كانت بداية تشغيل خط الأنابيب بشكل كامل، لينجح بعد ذلك في نقل نحو ثلث إنتاج المملكة من النفط في ذلك الوقت.
ويُشَار إلى أن إنتاج السعودية من النفط في عام 1950 بلغ 200 مليون برميل، قبل أن يرتفع في العام التالي 1951 -بداية تشغيل الخط- إلى 278 مليون برميل.
وجدير بالذكر أن إنتاج النفط الخام السعودي بلغ 10.5 مليون برميل يوميًا بنهاية العام الماضي (2022)، وفق تقديرات منظمة أوبك.
دور مهم للخط في تطوير أرامكو ومدن المملكة
تؤكد عملاقة النفط السعودي "أرامكو" أن خط أنابيب التابلاين أسهم في تسريع تطوير الشركة ونموها خلال مدّة الخمسينيات من القرن الـ20؛ إذ شكّل عامل جذب لبيع النفط الخام السعودي بتكلفة اقتصادية في السوق العالمية.
وشهدت المناطق التي أُنشئت فيها محطات الضخ، تأسيس أحياء سكنية جديدة بُنِيَت في بداية الأمر لعائلات الموظفين في خط التابلاين؛ لتتحول بعد ذلك بحلول منتصف ستينيات القرن الماضي إلى مدن سكنية أكبر ما زالت موجودة حتى اليوم.
فمثلًا؛ على الرغم من انتهاء العمل بخط التابلاين وتوقفه منذ عقود؛ فما زالت مدينة طريف، التي لم يكن لها وجود في عام 1945، قائمة وأصبحت حاليًا ميناء لدخول السعودية.
وأسهَم الخط كذلك في تدعيم المشروعات الصغيرة بالمملكة خلال وقت عمله؛ فقد شهدت المدّة من 1947 حتى 1952 دفع أرامكو أكثر من 46.8 مليون دولار لأكثر من مقاول مستقل.
انتهاء الخط وتحوله لموقع تراثي
واصل خط التابلاين تأدية دوره المحوري في تجارة النفط السعودي ونقله إلى السوق العالمية لأكثر من 40 عامًا، ليتراجع دوره تدريجيًا مع ظهور ناقلات النفط العملاقة التي فاقت طاقته وأصبحت أكثر جدوى اقتصادية منه.
ومع تراجع الدور الاقتصادي لنقل النفط عبر خط التابلاين، انخفضت كميات النفط المنقولة من خلاله ليظل يعمل بطاقة قليلة حتى عام 1990.
وفي عام 2001، قررت أرامكو السعودية تفكيك خط أنابيب التابلاين وإفراغه، ليتحول موقعه بعد ذلك في ديسمبر/كانون الأول 2020 إلى أول موقع للتراث الصناعي في السعودية، ويغلق الستار على محطة تاريخية في صناعة النفط السعودي.
خطوط النفط في السعودية
توضح بيانات منظمة الأقطار العربية المصدّرة للبترول (أوابك)، أن السعودية هي أكثر دول المنظمة امتلاكًا لخطوط أنابيب النفط الخام، بعدد وصل إلى 36 خطًا بنهاية 2021، يبلغ طولها 3.14 ألف ميل، بقُطر يصل إلى ما بين 10 و56 بوصة.
وفيما يتعلق بطول تلك الخطوط، تأتي السعودية ثاني دول المنظمة بعد ليبيا، وتليها الجزائر والعراق وسوريا، وفق ما رصدته وحدة أبحاث الطاقة.
وتمتلك السعودية كذلك 7 خطوط لنقل المشتقات النفطية، و24 خطًا لنقل الغاز الطبيعي.
ويستعرض الرسم البياني التالي عدد خطوط أنابيب النفط الخام في دول أوابك:
اقرأ أيضًا..
- تاريخ اكتشاف النفط في السعودية.. رحلة المملكة لتحتل موقع الصدارة عالميًا
- الظهران.. عاصمة النفط السعودية ومقر شركة أرامكو
- ماذا تعرف عن أكبر حقل نفط في العالم؟.. "كنز" سعودي
- بئر الدمام رقم 7 | بداية تحوّل المملكة لأكبر مصدر نفط في العالم
Wonderful historical treasure full information regarding Saudia Oil to World
Thanks n appreciateble
شكرٱ