بريطانيا تحظر تركيب عدادات الغاز مسبقة الدفع في منازل المرضى وكبار السن
الشركات قطعت الإمدادات فجأة عن آلاف الأسر غير القادرة
رجب عز الدين
حسمت الحكومة البريطانية مشكلة تركيب عدادات الغاز مسبقة الدفع في منازل المرضى وكبار السن، بعد أن أجبرتهم الشركات على ذلك خلال العام الماضي.
وأصدرت هيئة تنظيم الطاقة في بريطانيا قواعد جديدة تمنع الشركات من إجبار المنازل التي يقطنها كبار السن فوق 85 عامًا أو أشخاص يعانون أمراضًا مزمنة، وفقًا لوكالة بلومبرغ.
كما تنص القواعد الجديدة على إلزام شركات الطاقة في بريطانيا بالاتصال بالعميل 10 مرات على الأقل قبل تحويل منزله إلى نظام عدادات الغاز مسبقة الدفع.
ارتداء مسجلات صوتية
كما تلزم القواعد عمال الشركات باستصحاب مسجلات صوتية وكاميرات صغيرة تثبت على الملابس، في أثناء عمليات التركيب والتدقيق في حالات المنازل.
وشددت هيئة تنظيم الطاقة في بريطانيا على ضرورة إعادة تقييم جميع الحالات بمجرد تسديد العميل ديونه، وفقًا لما رصدته منصة الطاقة المتخصصة.
ويأتي هذا التدخل من قبل الهيئة، بعد فضيحة إجبار سكان المنازل من الفئات الضعيفة على تركيب عدادات الغاز مسبقة الدفع بالقوة أواخر العام الماضي.
واستهدفت الشركات من هذه الخطوة تعزيز إيراداتها عبر إلزام السكان بالدفع المسبق نظير الحصول على الطاقة، خلافًا للعدادات القديمة التي تمنح السكان مهلة للدفع لاحقًا.
فضيحة شركات الطاقة
فتحت وزارة الأعمال والطاقة البريطانية (23 يناير/كانون الثاني 2023)، تحقيقًا مع شركة سنتريكا، أكبر مورد غاز للمنازل في المملكة المتحدة، بعد تلقيها شكاوى عديدة من عملاء يعانون ضيق العيش أو المرض.
كما أصدرت هيئة تنظيم الطاقة في بريطانيا "أوف جيم" تعليمات عامة إلى جميع شركات الطاقة في البلاد بتعليق هذه الممارسة، لحين إصدار قواعد جديدة تنظم المسألة محل الخلاف مع السكان.
واشتكى العملاء قطع الغاز عنهم بصورة مفاجئة، بحجة عدم شحن رصيد في عدادات الغاز مسبقة الدفع، ما أثار غضب وزير الأعمال والطاقة غرانت شابس، الذي تعهد بالتصدي لما وصفه بـ"إساءة معاملة المستهلكين وتعريضهم للخطر".
غضب وزير الطاقة
استهجن شابس لجوء الشركات إلى خيار قطع إمدادات الغاز عن السكان، قبل تقديم أي بدائل لحماية الضعفاء والمرضى ومن يعانون ضوائق مالية أو صعوبات اقتصادية.
واقترح الوزير البريطاني تقديم الشركات عروضًا ائتمانية إضافية للمستهلكين، لتشجيعهم على الدفع مع إسقاط ديون المتعثرين كلها أو بعضها.
وقال شابس: "لا أستطيع تصديق أن كل البدائل قد اُستنفدت حتى نجبر السكان الضعفاء على تركيب عدادات الغاز مسبقة الدفع... يبدو أن الشركات قد قفزت إلى البندقية مبكرًا وعليها أن تتوقف".
وتزايدت أعداد الأسر البريطانية العاجزة عن دفع فواتير الطاقة بعد تحويلها إلى عدادات الغاز مسبقة الدفع دون علمها في بعض الأحيان، ما دفع الرئيس التنفيذي لهيئة تنظيم الطاقة جوناثان برييرلي، إلى المطالبة بضرورة التدخل الحكومي لاحتواء هذه الأزمة قبل اتساعها.
3.2 مليون شخص مهددون
بلغ عدد الأشخاص المهددين بقطع الغاز بعد نفاد رصيد الدفع المسبق قرابة 3.2 مليون شخص خلال عام 2022، وفقًا لبيانات نشرتها صحيفة الغارديان البريطانية.
وتشترط العدادات مسبقة الدفع احتفاظ المستهلك برصيد لا يقل عن 30 جنيهًا إسترلينيًا (37 دولارًا) لتجنب القطع الفوري للطاقة أو التدفئة، وفقًا لما رصدته منصة الطاقة المتخصصة.
(جنيه إسترليني = 1.24 دولارًا أميركيًا)
وتستعمل 4.5 مليون أسرة بريطانية عدادات الغاز مسبقة الدفع المصممة لمساعدة المستهلكين على تجنب تراكم الفواتير التي لا يمكنهم تحملها سواء في خدمات الكهرباء أو الغاز أو المياه وغيرها.
وتتوقع هيئة تنظيم الطاقة في بريطانيا "أوف جيم" انخفاض حجم المنشآت التي تجبر على تركيب عدادات الغاز مسبقة الدفع بصورة تدريجية خلال السنوات المقبلة، بعد إلزامها الشركات بالقواعد الجديدة.
وتكثف الهيئة مشاوراتها مع الحكومة والصناعة في الوقت الحالي لإيجاد حلول إضافية لهذه المشكلة، وفقًا للرئيس التنفيذي جوناثان برييرلي الذي يعتقد أن المسألة لم تُحل من جذورها بعد.
ومن المتوقع أن تُسهم القواعد الجديدة في التخفيف عن المرضى وكبار السن المستثنين من تركيب عدادات الغاز مسبقة الدفع، إلا أن بعض النشطاء ما زالوا يطالبون بتشديد القواعد أكثر من ذلك، لتمتد إلى حظر الأقساط الإجبارية تمامًا بالنسبة إلى العملاء الضعفاء في ظل ارتفاع فواتير الطاقة ومعدلات التضخم القياسية في بريطانيا.
موضوعات متعلقة..
- موردو الطاقة في بريطانيا يستعدون لسيناريوهات الدعم.. هل يستمر حتى يوليو؟
- تحويل المنازل إلى الهيدروجين في بريطانيا يتطلب 228 مليار دولار (دراسة)
- شركات الطاقة في بريطانيا تواجه شبح فرض ضريبة على الأرباح
اقرأ أيضًا..
- أمين عام أوابك: 3 مشروعات غاز عربية مرتقبة.. وتكلفة إنتاج النفط في الخليج الأقل عالميًا (حوار)
- النفط الروسي يتدفق إلى الهند والصين فوق مستويات السقف السعري
- الرمال النفطية في كندا تُلوِث مياه ألبرتا وتضع منظم الطاقة في قفص الاتهام