الصين تطلق أول منصات الطاقة الشمسية البحرية شبه الغاطسة
تطوير نماذج تصلح لأعماق البحار خلال سنوات
رجب عز الدين
ابتكرت إحدى الشركات الصينية أول منصات الطاقة الشمسية البحرية شبه الغاطسة في الصين، ضمن إطار خطط طموحة تستهدف تعزيز مصادر الطاقة المتجددة وابتكاراتها بحلول 2030.
وأطلقت شركة "يانتاي سي آي إم سي رافلز أوفشور" أول منصة من نوعها لتوليد الكهرباء من المشروعات الشمسية شبه الغاطسة في الصين، وفقًا لموقع أوفشور إنرجي المتخصص (offshore energy).
وسلّمت الشركة الصينية منصة الطاقة الشمسية البحرية شبه الغاطسة إلى شركة تابعة معروفة باسم "جيغوانغ مارين تكنولوجي" لتولّي مسؤولية تشغيلها، بعد نجاحها في سحبها وتثبيتها، وفقًا لما رصدته منصة الطاقة المتخصصة.
وغالبًا ما ينصرف الحديث إلى مزارع وتوربينات الرياح البحرية عند مناقشة استغلال طاقة المد والجزر وتيارات الرياح في توليد الكهرباء النظيفة، إلّا أن الصين تفكر في توليد الكهرباء من الطاقة الشمسية بطريقة مختلفة.
4 وحدات عائمة
تتكون منصة الطاقة الشمسية البحرية شبه الغاطسة من 4 وحدات شمسية عائمة ممتدة على مساحة تُقدَّر بنحو 1900 متر مربع، بسعة إجمالية 400 كيلوواط/ساعة.
وتعود حقوق الملكية الفكرية لهذه المنصة الرائدة إلى شركة تشاينا إنترناشونال مارين كونتانر "سي آي إم سي" التي تتخذ من مدينة يانتاي بإقليم شاندونغ الصيني مقرًا لها، وفقًا لما رصدته منصة الطاقة المتخصصة.
وتحتوي هذه المنصة على 8 أنظمة تقنية حديثة متخصصة في التوصيلات والمراسي وتوليد الكهرباء من الطاقة الشمسية والمراقبة الذكية ونقل الخطوط البحرية، واستهلاك الكهرباء، إضافة إلى نظام مضادّ للتصادم.
ارتفاع الأمواج 6.5 مترًا
تتيح هذه الأنظمة تشغيل منصة الطاقة الشمسية البحرية شبه الغاطسة بأمان عند ارتفاع الأمواج إلى مستوى 6.5 مترًا، وعند سرعات رياح تصل إلى 34 مترًا/ثانية، بينما تتغير قدرات التشغيل في نطاق المد والجزر التي تهبط بمستوى الأمواج إلى 4.6 مترًا.
وتتوقع الشركة المالكة للمنصة تشغيلها على المستوي التجاري في أقرب وقت ممكن، لكنها لم تحدد أجلًا زمنيًا لذلك، وفقًا لما رصدته منصة الطاقة المتخصصة.
وتطمح شركة "يانتاي سي آي إم سي رافلز أوفشور" في نشر مشروعات الطاقة الشمسية البحرية شبه الغاطسة على مستوى الصين، وفي البلاد الآسيوية المجاورة، ثم إلى العالم.
كما تدرس الشركة الصينية تطوير تقنيات الطاقة الشمسية شبه الغاطسة، وابتكار نماذج تصلح لاستعمالها في أعماق البحار.
الصين الأولى عالميًا
تتربع الصين على عرش مشروعات الطاقة الشمسية عالميًا منذ سنوات، بنسبة بلغت 30% من إجمالي السعة المثبتة حول العالم.
وبلغ حجم السعة الإضافية للطاقة الشمسية في الصين قرابة 87.4 غيغاواط خلال العام الماضي (2022) منفردًا، وفقًا لما رصدته منصة الطاقة المتخصصة.
وجاء أغلب هذه السعة من مشروعات الطاقة الشمسية الموزعة بنسبة (58.5%)، بينما استحوذت محطات الطاقة الشمسية المركزية الكبيرة على أكثر من 40%.
ويعادل حجم ما أضافته الصين من السعة الشمسية خلال عام 2022 حجمَ ما أضافته ألمانيا، أكبر دول الاتحاد الأوروبي، خلال 10 سنوات، وفقًا لما رصدته منصة الطاقة المتخصصة.
وتخطط بكين لزيادة سعة مشروعات الطاقة الشمسية إلى 100 غيغاواط خلال عام 2023، وسط تحديات تحيط بتحديث البنية التحتية لشبكة الكهرباء الوطنية، وفقًا لمنصة إس آند بي غلوبال (S&P Global) المتخصصة.
طاقة الرياح البحرية
كما تتربع الصين على عرش طاقة الرياح البحرية في العالم منذ سنوات، تليها بريطانيا، أكبر دولة أوروبية رائدة في مزارع الرياح البحرية.
واستحوذت الصين منفردة على 32% من إجمالي سعة مشروعات الرياح البحرية عالميًا خلال المدة من 2010 إلى 2020.
وتخطط الحكومة الصينية لمضاعفة سعة مشروعات طاقة الرياح البحرية الجديدة خلال عام 2023، لتستحوذ على أكثر من 50% من السعة العالمية.
وتعوّل الصين على مشروعات الطاقة المتجددة في إطار خططها الطموحة لخفض الانبعاثات والوصول إلى الحياد الكربوني بحلول عام 2060، متأخرة 10 سنوات عن منافسيها في أوروبا وأميركا، ومتقدمة عن نظيرتها الآسيوية المنافسة (الهند).
وتتفوق الصين على المنافسين كافة في الشرق والغرب من حيث سيطرتها على تكرير المعادن الأرضية النادرة وتوريدها، والتي تستعمل في صناعات الطاقة المتجددة بفروعها المختلفة.
موضوعات متعلقة..
- الصين تبدأ تشغيل أكبر محطة طاقة شمسية عائمة في العالم
- الطاقة الشمسية في الصين تستعد لإضافة 100 غيغاواط خلال 2023
- سيطرة الصين على المعادن الأرضية النادرة تهدد استقلال أميركا (تقرير)
اقرأ أيضًا..
- تعطل إمدادات الكهرباء في فرنسا بسبب الإضرابات العمالية
- حصة الرياح والشمس في مزيج الكهرباء العالمي تسجل 12% للمرة الأولى
- قطر للطاقة توقع اتفاقًا مع سينوبك للمشاركة في مشروع توسعة حقل الشمال (صور)