تركيا تريد الغاز المسال المصري بعقود طويلة الأجل (خاص)
الغاز يحوّل دفة الميزان التجاري بين البلدين نحو القاهرة في 2022
حياة حسين
- واردات تركيا من مصر تقفز إلى 10 مليارات دولار العام الماضي بفضل الغاز
- لا منافسة بين تركيا ومصر في تدشين مركز دولي للغاز
- تركيا تفضّل شراء الغاز المسال من مصر عن أميركا
- تعاون متوقع بين البلدين في مجال الطاقة المتجددة
طلبت تركيا استيراد الغاز المسال المصري بعقود طويلة الأجل، وتستعد لتكرار الطلب قريبًا، في إطار خطة أنقرة للتحول إلى مركز دولي لتجارته، وفق رئيس مجلس إدارة جمعية رجال الأعمال المصريين الأتراك (تومياد) نهاد أكينجي.
وقال أكينجي -في تصريحات خاصة إلى منصة الطاقة المتخصصة، على هامش حفل إفطار أقامته جمعية تومياد في العاصمة المصرية القاهرة، يوم الأحد 9 أبريل/نيسان، بمناسبة مرور 20 عامًا على تأسيسها-: "عندما زار وزير خارجية تركيا مولود جاويش أوغلو مصر طلب من نظيره سامح شكري استمرار بيع الغاز المسال إلى أنقرة من خلال عقود طويلة الأجل".
وزار أوغلو القاهرة قبل 3 أسابيع، في إطار عودة العلاقات إلى طبيعتها بين البلدين، بعد توتر استمر سنوات.
وأضاف أكينجي أن تركيا ستكرر طلب إبرام عقود شراء غاز طويلة الأجل مع مصر خلال الزيارة المرتقبة لوزير التجارة التركي إلى القاهرة.
وقال أكينجي: "لا أعلم موعد زيارة وزير التجارة التركي إلى مصر، لكنها قريبة.. ربما جرى تحديد الموعد، لكنني لا أعرف"، وذلك ردًا على تساؤل بشأن موعد الزيارة.
صادرات الغاز المسال المصري إلى تركيا
قال رئيس مجلس إدارة جمعية رجال الأعمال المصريين الأتراك (تومياد) نهاد أكينجي، إن واردات تركيا من الغاز المسال المصري في 2022 دفعت إلى ميل الميزان التجاري نحو القاهرة، بعدما كان لصالح أنقرة في السنوات السابقة.
وأضاف أكينجي -في تصريحاته الخاصة إلى منصة الطاقة المتخصصة- أن صادرات الغاز المسال المصري لتركيا أسهمت -أيضًا- في تحقيق قفزة لقيمة التبادل التجاري بين البلدين.
ويوضح الرسم أدناه، صادرات الغاز المسال المصرية في عام 2022، إذ جاءت تركيا في مقدمة المستوردين، بنسبة 27%، تليها إسبانيا.
بدأت العلاقات التجارية بين البلدين في النمو منذ توقيع اتفاقية التجارة الحرة في عام 2005، إذ بلغت في هذا العام 1.5 مليار دولار.
وواصلت النمو إلى أن بلغت 8.5 مليار دولار في 2021، ثم قفزت إلى ما يقارب الـ10 مليارات دولار في العام المنصرم، بفضل واردات تركيا من الغاز المسال المصري، وفق أكينجي.
وتوقع أكينجي استمرار تفوّق قيمة الصادرات المصرية على الواردات من تركيا في الميزان التجاري بين البلدين، خلال العام الجاري (2023)، بفضل الغاز المسال القادم إلى أنقرة من القاهرة.
لا منافسة بين البلدين
استبعد رئيس مجلس إدارة جمعية رجال الأعمال المصريين الأتراك (تومياد) نهاد أكينجي، منافسة تركية مصرية على تدشين مركز دولي لتجارة الغاز، رغم تأكيده أن أنقرة حريصة على استيراد الغاز من دول عديدة، بما فيها القاهرة، لتعزيز تلك الخطوة.
وأعلنت مصر وتركيا -مرارًا- خطة لتدشين مركز دولي للغاز في البلدين. وكان وزير الطاقة والموارد الطبيعية التركي فاتح دونماز، قد صرّح لشبكة "سي إن إن" التركية، قبل أيام، بأن برلمان بلاده مرر الحزمة الأولى من تعديلات تشريعية تستهدف إقامة المشروع، إذ تحظر القوانين الحالية تصدير الغاز الطبيعي من تركيا.
وقال أكينجي: "تركيا بدأت تصدير الغاز منذ مدة طويلة، ولكن بحجم صغير، ما زاد من أهميتها في توزيع الغاز، ولا توجد منافسة بين مصر وتركيا في مجال تدشين مركز دولي للغاز، كون القاهرة تخطط لذلك أيضًا".
وأضاف أكينجي أن الغاز يتدفق -حاليًا- إلى تركيا من دول عديدة، مثل روسيا وأذربيجان وتركمانستان وإيران والجزائر وقطر، في صورة الغاز المسال، ثم يُعاد تصديره إلى جنوب أوروبا وشرقها، قائلاً: "أي أن بلادي بدأت أولى خطوات تدشين هذا المركز منذ مدة وليس الآن".
وأضاف أن تركيا تنفذ -حاليًا- المرحلة الثانية من تدشين مشروع إطلاق مركز دولي لتجارة الغاز، الذي تستهدف من خلاله الحصول على الغاز الروسي وتصديره إلى شمال أوروبا.
وقال أكينجي: "إن توقف صادرات الغاز الروسي إلى شمال أوروبا عبر ألمانيا بالكامل من خلال خطوط أنابيب نقل الغاز نورد ستريم، دفع موسكو إلى العمل على تصدير غازها إلى دول الشمال عبر تركيا".
وتابع: "تصدير الغاز من تركيا إلى جنوب أوروبا وشرقها يجري -حاليًا- عبر خطوط الأنابيب بيننا، حتى الغاز المسال الذي تحصل عليه أنقرة من القاهرة، تحوله إلى غاز طبيعي وتصدره إلى تلك الدول عبر تلك الخطوط".
زيارة أميركا
قبل شهر، زار وزير خارجية تركيا مولود جاويش أوغلو، أميركا، للاتفاق على شراء كمية إضافية من الغاز المسال، عبر اتفاقيات طويلة الأجل، لتعزيز الواردات وضمان توفر الكميات اللازمة للتصدير إلى أوروبا، وفق تصريحات رئيس مجلس إدارة جمعية رجال الأعمال المصريين الأتراك (تومياد) نهاد أكينجي، إلى منصة الطاقة المتخصصة.
ونقل أكينجي قول وزير خارجية بلاده في هذا الشأن، وهو: "إذا نجحت تركيا في الحصول على الغاز من مصر من خلال عقود طويلة الأجل فسيكون أفضل من أميركا، بسبب قرب المسافة ما يخفّض التكلفة، وأيضًا تقارب الشعبين، وهذا ممكن أن يحدث إلى جانب استيراد كميات من واشنطن أيضًا".
وقال أكينجي، ردًا على تساؤل بشأن مدى قبول أوروبا للغاز الروسي القادم من تركيا: "إن أوروبا تحتاج إلى الغاز، وتركيا تستورده من بلدان عديده وتعيد تصديره، وما دام أن أنقرة وموسكو تتحركان في اتجاه تصدير الغاز الروسي إلى القارة فهذا يعني أنه لن تكون هناك مشكلات في إعادة تصديره".
وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قد عرض على تركيا أن تصبح مركزًا دوليًا لتجارة الغاز، عقب غزو موسكو لأوكرانيا، وفرض الدول الأوروبية عقوبات عليها أثرت في تدفق نفطها وغازها إلى الأسواق بسلاسة.
تعاون في الطاقة المتجددة
توقع رئيس مجلس إدارة جمعية رجال الأعمال المصريين الأتراك (تومياد) نهاد أكينجي، وجود تعاون بين البلدين في مجال الطاقة المتجددة.
وقال إن عودة العلاقات بالكامل بين البلدين تسهّل من التعاون في هذا النشاط بمساعدة جمعية رجال الأعمال المصريين الأتراك.
موضوعات متعلقة..
اقرأ أيضًا..
- سوناطراك تعلن 6 اكتشافات نفطية جديدة في الجزائر
-
صفقة أكوا باور السعودية المؤجلة في العراق تدور حول 3 ملفات عالقة (خاص)