رئيسيةالتقاريرتقارير الغازغاز

الغاز الطبيعي في الهند يشهد إقرار آلية تسعير جديدة

أحمد أيوب

يشهد قطاع الغاز الطبيعي في الهند تطورات مؤخرًا، إذ أقرّت السلطات آليّة تسعير جديدة قابلة للمراجعة بصورة شهرية.

ووافقت الهند على آلية تسعير تربط سعر الغاز المنتج محليًا بمستويات أسعار النفط الخام العالمية -بنسبة 10%- على أن تُراجَع شهريًا، بدءًا من 8 أبريل/نيسان الجاري، بحسب منصة أرغوس ميديا (Argus Media) المعنية بشؤون الطاقة.

يأتي هذا ضمن خطط نيودلهي لتوسيع الاعتماد على الغاز الطبيعي في البلاد، إذ تخطط لرفع حصته في مزيج الطاقة إلى 15% بحلول عام 2030، مقارنة بنسبة 6% خلال العام الماضي (2022)، وفقًا لما طالعته منصة الطاقة المتخصصة.

أسعار الغاز في الهند

حددت الآلية الجديدة لتسعير الغاز الطبيعي في الهند سعرًا أدنى للغاز عند مستوى 4 دولارات لكل مليون وحدة حرارية بريطانية، وحدًّا أقصى عند 6.50 دولار لكل مليون وحدة حرارية بريطانية.

ويستثنى من ذلك الغاز التقليدي المنتج من الحقول القديمة، مثل التي تديرها شركة النفط والغاز الطبيعي الهندية "أو إن جي سي" وشركة "أويل إندياومن المقرر أن تراجع هذه الأسعار شهريًا.

الغاز الطبيعي في الهند
أنوراغ تاكور - الصورة من Times of India

قال وزير الإعلام والبث الإذاعي، أنوراغ تاكور، إن سقف سعر الغاز الطبيعي في الهند من المقرر أن يستمر العمل به خلال العامين المقبلين، على أن يرتفع سنويًا بمقدار 0.25 دولار لكل مليون وحدة حرارية بريطانية سنويًا، لاحقًا.

جاء ذلك خلال انعقاد لجنة الشؤون الاقتصادية التي يترأّسها رئيس الوزراء ناريندرا مودي في 6 أبريل/نيسان الجاري.

وقالت وزارة النفط الهندية، إن الإصلاحات الجديدة من شأنها تحقيق خفض كبير في أسعار الغاز الطبيعي المنقول عبر الأنابيب للمنازل، وكذلك أسعار الغاز الطبيعي المضغوط المستعمل في النقل، فضلًا عن أنها تقلل من عبء دعم الأسمدة وتساعد قطاع الكهرباء المحلي".

وترتبط أسعار الغاز الطبيعي في الهند بمؤشر "هنري هوب" الأميركي و"إن بي بي" البريطاني، كما أنها ترتبط بأسعار الغاز الكندية والروسية، وتُراجَع كل 6 أشهر.

تطورات سوق الغاز الهندي

اعتمدت الآلية الجديدة بعض التوصيات الرئيسة التي قدّمتها لجنة "كيريت باريك" المُعيّنة من قبل الحكومة، التي أُنشئت لتحرير أسعار الغاز الطبيعي في الهند.

وقررت هيئة النفط والغاز الطبيعي في الهند، الأسبوع الماضي، إبقاء أسعار الغاز التقليدي الذي تنتجه الشركات الحكومية دون تغيير، عند 8.57 دولار لكل مليون وحدة حرارية بريطانية، خلال المدة من أبريل/نيسان إلى سبتمبر/أيلول من العام الجاري 2023 .

في الوقت نفسه، انخفضت أسعار الغاز الطبيعي المنتج من الحقول الصعبة بشكل طفيف عند 12.12 دولارًا لكل مليون وحدة حرارية بريطانية.

وبموجب آلية التسعير الجديدة، تبيع شركتا النفط والغاز الطبيعي الهندية "أو إن جي سي"، و"أويل إنديا" الغاز من حقولهما القديمة بسعر 6.50 دولارًا لكل مليون وحدة حرارية بريطانية بدءًا من الشهر الجاري، لكن السعر الجديد لن ينطبق على الغاز من الحقول الصعبة.

تجدر الإشارة إلى أن مصطلح الحقول الصعبة يشير إلى الحقول ذات الطبيعة الخاصة، مثل حقول الغاز المنتج من المياه العميقة والمياه أبعد من العميقة، أو التي توجد في درجات حرارة مرتفعة، وكذلك مناطق الضغط المرتفع مثل المناطق البحرية الغربية في الهند وأحواض كريشنا غودافاري.

استثناء الشركات الحكومية

قال وزير الإعلام والبث الإذاعي، أنوراغ تاكور، إن الغاز المنتج من الآبار الجديدة أو الآبار المتداخلة للحقول التابعة لشركتي النفط والغاز الهندية الوطنية و" أويل إنديا" تتمتع بزيادة قدرها 20% عن آلية الأسعار المُدارة في الهند.

وتحدد آلية الأسعار المدارة أسعار الغاز المبيع من قبل المنتجين التابعين للدولة، وكذلك الحد الأدنى للتسعير، ومن المقرر أن يصدر بيان منفصل بهذا الشأن لاحقًا،

الغاز الطبيعي في الهند
مبنى شركة "أويل إنديا" الحكومية - الصورة من زي بيزنس

وقالت وزارة النفط الهندية، إن إتاحة حدّ أدنى لأسعار الغاز الطبيعي في الهند، بالإضافة إلى إقرار زيادة استثنائية بنسبة 20% للغاز المستخرج من الآبار الجديدة، يحفّز الشركتين على ضخ استثمارات إضافية طويلة الأجل في قطاع التنقيب والإنتاج.

وأوضحت أن هذا من شأنه تحقيق زيادة في إنتاجية الغاز الطبيعي في الهند، وما يترتب على ذلك من انخفاض في الاعتماد على واردات الوقود الأحفوري .

وتتبنى الهند خططًا تستهدف إنشاء اقتصاد قائم على الغاز، إذ تخطط لرفع حصة الغاز الطبيعي في مزيج الطاقة إلى 15% بحلول عام 2030، من نسبة قدرها 6% في العام الماضي 2022.

الإنتاج والاستهلاك

بلغ إنتاج الغاز الطبيعي في الهند 25.18 مليون طن خلال العام الماضي 2022، بزيادة 3% عن العام السابق له، حسب بيانات وزارة النفط الهندية.

وارتفع الإنتاج المحلي من الغاز الطبيعي إلى 2.6 مليار متر مكعب في فبراير/شباط الماضي، بزيادة 13% على أساس سنوي، إذ بلغت إمدادات الغاز من الحقول البحرية مستويات 1.8 مليار متر مكعب، تلتها الحقول البرية عند 806 مليون متر مكعب.

وحقق إنتاج الغاز الطبيعي في الهند انتعاشة مُطّردة بعد تخفيف قيود جائحة "كورونا".

و ارتفع إنتاج الغاز خلال العام الماضي (2022) من الحقول البحرية الهندية -مثل حوضي "مومباي هاي" و"كي جي"، شرق البلاد- ليصل إلى 17.49 مليون طن (23.2 مليار متر مكعب)، وذلك بنسبة 4.5% مقارنة بالعام السابق له (2021)، بينما ظل إنتاج الغاز من الحقول البرية دون تغيير ملحوظ عند مستويات 7.8 مليون طن.

وأظهرت بيانات وزارة النفط الهندية أن استهلاك الغاز الطبيعي المسال ارتفع بنسبة 7% على أساس سنوي إلى 4.84 مليار متر مكعب في فبراير/شباط الماضي، بينما ارتفعت الواردات بنسبة 11% على أساس سنوي إلى 2.25 مليار متر مكعب.

تهدف خطط نيودلهي لدعم قطاع الغاز الطبيعي في الهند إلى توسيع نطاق استهلاك الغاز محليًا، في الوقت الذي تحاول فيه التخلص من الوقود الأكثر تلويثًا مثل الفحم.

وتعمل الهند على خفض الانبعاثات الكربونية بمقدار مليار طن بحلول عام 2030 عن مستويات عام 2005، والتقدم نحو تحقيق أهداف الحياد الكربوني بحلول عام 2070.

ويوضح الرسم البياني التالي -الذي أعدّته منصة الطاقة المتخصصة- تطور مزيج الطاقة في الهند، مقارنة بين عام 2000 وعام 2020:

الغاز الطبيعي في الهند

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق