المدير المساعد لـ"الفاو": أزمة ناقلة النفط صافر ستُحل بعودة العلاقات السعودية الإيرانية

يبدو أن أزمة ناقلة النفط صافر ستشهد انفراجة بعدما توصلت السعودية وإيران إلى نقطة التقاء، واتفقتا على استئناف العلاقات الدبلوماسية.

فقد توقّع المدير العام المساعد لمنظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو)، الممثل الإقليمي للشرق الأدنى وشمال أفريقيا، الدكتور عبدالحكيم الواعر، حلًا قريبًا لأزمة ناقلة النفط الموجودة في البحر الأحمر قبالة السواحل اليمنية، بسبب عودة العلاقات السعودية الإيرانية.

وقال الواعر، في تصريحات إلى منصة الطاقة المتخصصة، على هامش مؤتمر عقدته مجموعة من المنظمات الأممية بقيادة الفاو في العاصمة المصرية (القاهرة) الأسبوع الماضي: "معنى عودة العلاقات بين السعودية وإيران أن أزمة ناقلة النفط صافر ستشهد انفراجة قريبًا".

وتحذّر الأمم المتحدة منذ عدّة سنوات من تسرّب نفطي هائل يزيد بمقدار 4 أضعاف من أكبر كارثة تسرّب شهدها العالم -التي حدثت عام 1989 في ولاية ألاسكا، ومعروفة باسم "إكسون فالديز"-، وذلك بسبب حمولة ناقلة النفط صافر الضخمة، وعدم خضوعها للصيانة منذ سنوات.

وتعثّر علاج أزمة ناقلة النفط صافر، بسبب الحرب الدائرة في اليمن بين تحالف بقيادة السعودية وجماعة الحوثي المدعومة من إيران.

وباءت محاولات أممية عدّة بالتعامل مع ناقلة النفط صافر بالفشل، بسبب منع جماعة الحوثي المتكرر لخبراء الأمم المتحدة من التعامل مع الناقلة.

وكان آخر الحلول المقترحة ومؤجلة التنفيذ هو نقل نحو مليون برميل من ناقلة النفط صافر إلى سفينة أخرى، ما يخفف من حمولتها البالغة 3 ملايين برميل.

حملة تبرعات

في يونيو/حزيران 2022، أطلقت الأمم المتحدة حملة جديدة لجمع تبرعات للمساعدة في تفريغ مليون برميل من ناقلة النفط صافر، وفق ما ذكره موقع "بي بي سي" حينها.

وقال الممثل الإقليمي للشرق الأدنى وشمال أفريقيا عبدالحكيم الواعر: "لن تُعالج أزمة ناقلة النفط صافر إذا استمررنا في جمع التبرعات 10 سنوات، وجمعنا الملايين من الدولارات".

وبرّر ذلك بالصراع في اليمن، ورفض جماعة الحوثي المتكرر لعلاج المشكلة، قائلًا "لكن عودة الودّ بين السعودية وإيران يعني انفراجة قريبة".

وقبل حلول الذكرى التاسعة بأيام لبدء الصراع في اليمن نهاية شهر مارس/آذار الماضي، أعلنت كل من السعودية وإيران عودة العلاقات بينهما بصورة مفاجئة للعالم.

وشارك السفير اليمني في القاهرة الدكتور محمد على مارم في مؤتمر المنظمات الأممية، الذي انعقد الأسبوع الماضي لعرض تقرير "نظرة إقليمية عامة حول حالة الأمن الغذائي والتغذية 2022"، الذي كشف وصول مستويات الجوع وسوء التغذية إلى مستويات حرجة في المنطقة العربية.

وطالب السفير اليمني تلك المنظمات بحلول استباقية لعلاج مشكلات بلاده.

وانعدام الأمن الغذائي مشكلة تواجه غالبية اليمنيين، وحدوث تسرب من ناقلة النفط صافر يفاقم الأزمة، وفق تقرير لمنظمة غرينبيس البيئية في فبراير/شباط 2022.

صافر والغذاء

قالت منظمة غرينبيس، إن حدوث تسرب من ناقلة النفط صافر سيمنع الوصول إلى مواني اليمن الرئيسة في الحديدة والصليف؛ ما يؤثّر في إمدادات المساعدات الغذائية لما يصل إلى 8.4 مليون شخص، وانفجارها يلوث محطات تحلية المياه على الساحل؛ ما قد يقطع إمدادات مياه الشرب عن نحو 10 ملايين شخص.

كما تتأثر مصايد الأسماك اليمنية سلبًا؛ إذ من المرجّح إغلاقها، إضافة إلى أنه من المتوقع تدمير النظم البيئية في البحر الأحمر، مع احتمال وصول التأثير إلى جيبوتي وأريتريا والسعودية.

وقال الواعر في تصريحاته إلى منصة الطاقة المتخصصة، ردًا على تساؤل خاص بالخطوات الاستباقية التي يمكن أن تنفّذها (الفاو)، لتجنّب تفاقم أزمة الغذاء بسبب تسرّب أو انفجار ناقلة النفط صافر المتوقع، إن المنظمة قدّمت مشورتها للأطراف المعنية.

وأضاف: "هذا الأمر يتعامل معه مجلس الأمن في الأمم المتحدة، وهناك فريق متكامل تحت إشراف الأمين العام للأمم المتحدة لدى اليمن يعمل على هذه الناقلة، مع ضمان ألّا يكون لها أثر بيئي في هذه المنطقة".

وهناك منظمة كاملة تدعى اليونيب (برنامج الأمم المتحدة للبيئة) -لديها هيئة مقرّها جدة بالسعودية- تُعنى بسلامة البيئة في البحر الأحمر والحفاظ على التنوع البيولوجي والشعاب المرجانية، وتراقب هذا الأمر بصورة مباشرة ودقيقة.

وقال الواعر: "أسهمت الفاو وأعطت رؤيتها في هذا الجانب.. المسألة غير مختصّة بالفاو فقط، ولكن بالأمة الدولية بالكامل، والجميع يعلم خبايا هذا الأمر".

موضوعات متعلقة..

• ناقلة صافر.. إجماع يمني على دعم مقترح أممي بتفريغها إلى سفينة أخرى

• مسؤول عربي: أزمة السفينة صافر ستشهد انفراجة قريبة (حوار)

• خبراء: ناقلة النفط صافر تهدد الملاحة في قناة السويس والبحر الأحمر

اقرأ أيضًا..

• سونلغاز: توربينات الغاز الجزائرية تتجه إلى دولة في الشرق الأوسط (فيديو)

• طائرة تعمل بالهيدروجين أسرع من الصوت.. مشروع قد يرى النور قريبًا

• 6 خبراء: قرارات أوبك+ استباقية.. وأسعار النفط قد تتخطى الـ100 دولار (خاص)