الديزل الروسي يتحايل على العقوبات عبر البحر المتوسط.. وهذه أبرز الطرق
ياسر نصر
ما يزال الديزل الروسي يشقّ طريقة إلى الأسواق الأوروبية والدولية بالعديد من الطرق، على الرغم من قرارات الحظر والعقوبات المفروضة على استيراد المشتقات النفطية من موسكو.
وعملت موسكو على استعمال عدّة حيل من أجل زيادة مبيعات الوقود، التي تعدّ المصدر الرئيس للدخل في البلاد، ومن بينها إعادة التصدير عبر دول أخرى، في مقدمتها الهند.
قال تجّار وبيانات من رفينيتيف أيكون، إن موسكو بدأت نقل الديزل الروسي من سفينة إلى سفينة بالقرب من موانٍ أفريقية، في الوقت الذي تسعى فيه إلى زيادة المبيعات عبر المحيط الأطلسي.
يأتي ذلك بعد أن أظهرت بيانات تراجعًا كبيرًا في إيرادات الميزانية الفيدرالية الروسية من النفط والغاز بنسبة 43% على أساس سنوي في مارس/آذار الماضي.
صادرات الديزل الروسية
أدى الحظر الكامل الذي فرضه الاتحاد الأوروبي على المشتقات النفطية من موسكو، في 5 فبراير/شباط، لزيادة صادرات الديزل الروسي إلى آسيا وأفريقيا والشرق الأوسط.
وكشفت بيانات أن عمليات نقل الديزل الروسي من سفينة إلى سفينة زادت من الشحنات عبر البحر المتوسط.
وأرسلت روسيا الشهر الماضي نحو مليون طن من الديزل إلى دول أفريقية يمكن إعادة تصدير بعضها، حسبما ذكرت وكالة رويترز.
قال أحد التجار: "يمكن مزج بعض أحجام الديزل الروسي وإعادة بيعه أو نقله لتقليل تكاليف الشحن على الطرق الطويلة".
النقل من سفينة إلى أخرى
نُقِل نحو 42500 طن (316.6 ألف برميل) من الديزل تمّ تحميلها على سفينة الشحن "بوردا" Bourda في ميناء بريمورسك على بحر البلطيق في أواخر فبراير/شباط، من سفينة إلى سفينة، بالقرب من ميناء لومي في توغو إلى الناقلة مارلين أكوامارين، وفقًا لبيانات رفينيتيف أيكون.
وتتجه مارلين أكوامارين حاليًا عبر المحيط الأطلسي متجهة إلى ميناء بوانت إيه بيير، ترينيداد وتوباغو، الدولة الجزرية الواقعة في أقصى الجنوب في منطقة البحر الكاريبي.
وأظهرت بيانات رفينيتيف أن إمدادات الديزل الروسية إلى لومي تضاعفت تقريبًا في مارس/آذار إلى نحو 200 ألف طن (1.49 مليون برميل).
* الطن يعادل 7.45 برميلًا.
كما نُقِل نحو 30 ألف طن من الديزل الروسي إلى الناقلة سافانا بالقرب من ميناء لاغوس النيجيري، وفقًا لرفينيتيف.
تجري عمليات نقل الوقود من سفينة إلى أخرى بالقرب من لومي ولاغوس بشكل شائع لتوصيل الديزل والبنزين، إذ نُقِلت هذه الشحنات من ناقلات "أفراماكس" Aframax و"باناماكس" Panamax الكبيرة إلى سفن قادرة على دخول المواني الأصغر.
إعادة التصدير
تعدّ إعادة التصدير واحدة من الطرق التي يَنفُذ بها الديزل الروسي إلى الأسواق، إذ ساعدت الواردات القياسية من النفط الخام من موسكو إلى مصافي التكرير الهندية خلال العام المالي 2022-2023 على زيادة صادرات الديزل ووقود الطائرات إلى أوروبا، مع تجنّب القارة للمنتجات الروسية.
وأدى الوصول إلى النفط الروسي الرخيص إلى زيادة إنتاج وأرباح المصافي الهندية، مما مكّنها من تصدير المنتجات المكررة بشكل تنافسي إلى أوروبا، والحصول على حصة أكبر في السوق، وفق البيانات التي اطّلعت عليها منصة الطاقة نقلًا عن شركات تتبّع السفن كبلر وفورتكسا.
استوردت أوروبا ما متوسطه 154 ألف برميل يوميًا من الديزل ووقود الطائرات من الهند قبل الغزو الروسي لأوكرانيا.
وأظهرت بيانات كبلر أن ذلك زاد إلى 200 ألف برميل يوميًا، بعد أن حظر الاتحاد الأوروبي واردات المنتجات النفطية الروسية بدءًا من 5 فبراير/شباط.
واردات الهند من النفط
أظهرت البيانات أن واردات الهند من الخام الروسي ارتفعت في مارس/آذار للشهر السابع على التوالي، لتنتهي العام المالي بصفة أكبر مورّد للهند، مما أدى إلى نزوح العراق لأول مرة، حسبما ذكرت وكالة رويترز.
وكشفت بيانات كبلر وفورتكسا أن المصافي الهندية، التي نادرًا ما تشتري النفط الروسي في السابق بسبب ارتفاع تكاليف النقل، استوردت ما بين 970 ألفًا و981 ألف برميل يوميًا في العام المالي الماضي الذي بدأ في 1 أبريل/نيسان 2022، وهو ما يمثّل أكثر من خُمس الواردات الإجمالية عند 4.5-4.6 مليون برميل يوميًا.
وتراجعت الواردات من العراق إلى 936 ألفًا-961 ألف برميل يوميًا في العام المالي المنتهي في 31 مارس/آذار من نحو مليون برميل يوميا مقارنة بالعام السابق.
وشكّل خام جبال الأورال الروسية الجزء الأكبر من مشتريات الهند، إذ تستورد المصافي أيضًا درجات أخفّ من درجات الشرق الأقصى والقطب الشمالي في روسيا، مثل مزيج سوكول وأركو ونوفي بورت وإسبو.
صادرات الوقود الهندية
أظهرت البيانات أنه مع حظر أوروبا للمنتجات الروسية، ارتفعت صادرات الديزل الهندية إلى القارة بنسبة 12-16% إلى 150 ألفًا و167 ألف برميل يوميًا في العام المالي الماضي.
وأشارت البيانات إلى أن ذلك يمثّل نحو 30% من إجمالي صادرات الهند من الديزل الأحمر، ارتفاعًا من 21-24% قبل عام، وفق البيانات التي اطّلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة.
كما شكّلت أوروبا نحو 50% من صادرات الهند من وقود الطائرات، أو نحو 70 ألفًا إلى 75 ألف برميل يوميًا خلال العام المالي السابق، بزيادة 40 ألفًا إلى 42 ألف برميل يوميًا في العام السابق.
وإلى جانب زيادة الصادرات إلى أوروبا، عززت الهند أيضًا شحنات الديزل الأحمر إلى الولايات المتحدة، إذ أظهرت البيانات أن واشنطن استحوذت على ما بين 11 ألفًا و 12 ألف برميل يوميًا خلال العام المالي السابق، أو 65-81% من إجمالي صادرات الهند من مواد التكرير التي يمكن معالجتها بشكل أكبر لإنتاج وقود مثل البنزين والديزل.
وعلى الرغم من زيادة الصادرات إلى أوروبا وأميركا، تراجع إجمالي صادرات الهند السنوية من الوقود المكرر خلال العام المالي الماضي، إذ أغلقت بعض المصافي وحداتها للصيانة في النصف الأخير من عام 2022.
إيرادات النفط والغاز الروسي
تأتي محاولات موسكو لزيادة صادرات النفط الخام والديزل الروسي إلى عدد من الأسواق، وفي مقدمتها آسيا وأفريقيا، بمحاولة لزيادة إيرادات النفط والغاز التي تراجعت بنسبة 43% على أساس سنوي في مارس/آذار.
وتعتمد موسكو في تمويل ميزانيتها على عائدات الطاقة، إذ سجلت خلال العام الماضي نحو 11.6 تريليون روبل (146 مليار دولار)، لتمويل الإنفاق الحكومي، حسبما ذكرت وكالة رويترز.
بلغ دخل روسيا من مبيعات النفط والغاز نحو 688.2 مليار روبل (8.67 مليار دولار) الشهر الماضي، مقارنة بـ 521.2 مليار (6.55 مليار دولار) في فبراير/شباط، و1.21 تريليون روبل (15.20 مليار دولار) في مارس/آذار 2022، وفقًا لتقديرات وزارة المالية.
زادت عائدات مارس/آذار مقارنة بشهر فبراير/شباط بفضل 220.6 مليار روبل (2.77 مليار دولار) في المدفوعات الفصلية للضريبة على أساس الربح على استخراج الهيدروكربونات.
تتوقع ميزانية روسيا لعام 2023 عجزًا بنسبة 2% من الناتج المحلي الإجمالي، إذ وضعت وزارة المالية في الميزانية خفضًا بنسبة 23% في عائدات النفط والغاز هذا العام إلى 8.95 تريليون روبل (112.41 مليار دولار).
وأعطت الوزارة يوم الإثنين سعرًا نظريًا قدره 47.85 دولارًا للبرميل لخام الأورال الروسي في مارس/آذار، وهو أقلّ من سعر فبراير/شباط البالغ 49.56 دولارًا، وانخفض كثيرًا عن سعر مارس/آذار 2022 البالغ 88.95 دولارًا.
وقفز إجمالي إيرادات الطاقة لعام 2022 البالغة 11.6 تريليون روبل (145.70 مليار دولار) بنسبة 27.9%، مقارنة بـ 9.1 تريليون روبل (114.30 مليار دولار) في عام 2021.
موضوعات متعلقة..
- الديزل الروسي يواصل التدفق إلى أوروبا.. ما دور السعودية والإمارات؟
- واردات أوروبا من الديزل الروسي تهبط إلى 2%.. والسعودية بديل مهم (تقرير)
- واردات تركيا من الديزل الروسي ترتفع إلى أعلى مستوياتها منذ 7 سنوات
اقرأ أيضًا..
- الكشافات الشمسية في مصر.. الاستعمالات والأسعار (صور)
- نقل الهيدروجين في خطوط الغاز.. هل تتبخر خطط الجزائر والمغرب؟
- نقل الهيدروجين في خطوط الغاز.. شركة أميركية تعزز أمال الجزائر والمغرب