التحول الأخضر لن يكون مثاليًا.. تصريحات صادمة لرئيسة مجلس الطاقة العالمي
أسماء السعداوي
بات التحول الأخضر ضرورة حتمية في عالم يهدد بقاءه الاحتباس الحراري حاليًا، وبينما تتزايد الجهود الرامية لإنقاذ كوكب الأرض وسكانه، تتكشف يومًا بعد يوم صعوبات عديدة تحول دون ذلك.
ومن صعوبة التخلي عن الوقود الأحفوري التقليدي إلى زيادة تكاليف التحول لمصادر الطاقة المتجددة والتعاون الدولي رغم الصراعات، تتراءى حقيقة أن الأمر ليس سهلًا كما يبدو، وسيستغرق وقتًا أطول.
في هذا السياق، دعت الأمينة العامة، الرئيسة التنفيذية لمجلس الطاقة العالمي أنجيلا ويلكينسون، إلى تسريع الاعتماد على الطاقة المتجددة، بحسب تقرير نقلته شبكة "سي إن بي سي" الأميركية، واطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.
وقالت ويلكينسون، خلال جلسة نقاشية: "نحتاج إلى تسريع وتيرة التحول إلى الكهرباء، نريدها أن تكون كهرباء أكثر اعتمادًا على مصادر الطاقة المتجددة"، مؤكدةً الحاجة للقيام بعمل ضخم في سبيل ذلك.
يأتي ذلك في أعقاب دعوة أطلقتها الأمم المتحدة مؤخرًا بشأن تغير المناخ، مطالبة بالتحرك العاجل واتخاذ الإجراءات الاحترازية على المستويات كافة قبل فوات الأوان.
عقبات أمام التحول الأخضر
أكدت الأمينة العامة لمجلس الطاقة العالمي أن التحول الأخضر والاستغناء نهائيًا عن الوقود التقليدي لن يكون مثاليًا كما يبدو، بل ربما يُستعان بمصادر أخرى أقلّ تلويثًا، مثل الهيدروجين والغاز الطبيعي.
"لا يمكننا جعل المثالية عائقًا أمام الأمر، الواقع يقول، إن الحصول على مصادر الطاقة المتجددة على نطاق واسع يستلزم إضافة أصدقاء آخرين للطاقة النظيفة إلى المزيج، سيتعين علينا بناء العديد من جسور الطاقة النظيفة"، بحسب ويلنكسون.
وأوضحت: "سيتعين علينا الحصول على الهيدروجين من أجل قدرات الرفع، كما سيتعين علينا الحصول على الغاز من أجل رفع قدرة احتجاز الكربون واستعماله وتخزينه، سيكون علينا الاستمرار في تعزيز شبكة الكهرباء".
وأشارت إلى أن فكرة استعمال الغاز الطبيعي بوصفه وقودًا انتقاليًا يمكنه سدّ الفجوة بين عالم يهيمن عليه الوقود الأحفوري، وآخر تُعدّ فيه الطاقة المتجددة هي الأغلبية، ليست فكرة جديدة، وكانت محل نقاش ساخن لمدّة من الوقت.
وعن آفاق استعمال الهيدروجين من أجل التحول الأخضر، أكدت الأمينة العامة لمجلس الطاقة العالمي عدم وجود إجابات سهلة.
وأوضحت: "الأمر ليس مجرد استبدال تقنية معينة بأخرى، إنه تحدٍّ أكثر تعقيدًا من ذلك".
عمل مناخي عاجل
في شهر مارس/آذار المنصرم، نشرت الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ تقريرًا رئيسًا يشدّد على الحاجة لعمل عاجل، من أجل تعزيز التقنيات النظيفة وكهربة قطاع النقل وغيرها من التنمية الاقتصادية المقاومة لتغير المناخ، قبل أن تزداد الأمور صعوبة مع تزايد الاحتباس الحراري.
وفي تقرير صدر في 20 مارس/آذار 2023، أكدت الهيئة الدولية الحاجة إلى خفض عميق وسريع ومستدام لانبعاثات غازات الاحتباس الحراري بجميع القطاعات، من أجل الحفاظ على الاحترار العالمي عند 1.5 درجة مئوية فوق مستويات ما قبل الثورة الصناعية.
كما وصف الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش التقرير بأنه "دليل نجاة للبشرية"، وقال في بيان، إن التقرير يمثّل "نداءً واضحًا لبذل جهود سريعة على نطاق واسع من قبل كل البلدان وكل قطاع وفي كل إطار زمني".
وتعليقًا على التقرير، قالت ويليكنسون: "بدأنا عصر الطاقة من أجل السلام، وعملنا خلال عصر الطاقة مقابل الرخاء، والآن في هذا الزمن الطاقة من أجل الناس وكوكب الأرض".
وأوضحت: "الأمر لا يتطلب تغييرًا في التفكير بشأن ما نحتاج للقيام بعمله فحسب، بل تغييرًا في التفكير بشأن من نحتاج للقيام بذلك معه".
وقالت أيضًا: "لذلك، إذا كنا سنحقق حقًا ما تطلبه الهيئة، فعلينا أن نتذكر أن تحول الطاقة يحدث جنبًا إلى جنب مع التحولات الصناعية والسياسية أيضًا".
موضوعات متعلقة..
- التحول الأخضر ينتعش في 2022 بسبب الحرب الأوكرانية (تقرير)
- خطط أوروبية طموحة لإزالة الكربون من الغلاف الجوي وتحقيق التحول الأخضر (تقرير)
- هل يجد التحول الأخضر في بريطانيا موقعًا ضمن السباق الصيني الأميركي؟
اقرأ أيضًا..
- حصص إنتاج النفط لدول أوبك+ بعد خفض السعودية و8 دول
- الغاز المسال القطري يصل إلى أول محطة استيراد في شرق الهند
- خطوط أنابيب نقل الهيدروجين تنتظر طفرة أوروبية كبيرة.. و3 دول في المقدمة
- تطوير بطارية مائية للسيارات الكهربائية.. هل تحل محل الليثيوم أيون؟