يسود تفاؤل بأن تُسهم محطات الغاز العائمة في بريطانيا، في تأمين احتياجات الطلب على الكهرباء، في ظل ارتفاع الأسعار عالميًا واضطراب سلاسل الإمداد في أعقاب قطع الإمدادات الروسية بعد غزو أوكرانيا.
وفي هذا الصدد، من المقرر تثبيت المزيد من محطات الغاز العائمة قبالة سواحل البلاد، ضمن خطط واسعة لتعزيز أمن الطاقة، بحسب تقرير نشرته صحيفة "التليغراف" واطلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.
إذ يقول مسؤولون بالحكومة إنهم يعملون من أجل تقديم الدعم اللازم للشركات الراغبة في تثبيت سفنها، في إطار جهود لتجنب تكرار أزمة الطاقة في بريطانيا خلال شتاء 2023.
وأدى قطع إمدادات الغاز الروسية إلى تزايد المساعي الرامية لتأمين احتياجات الغاز اللازم لتشغيل محطات الكهرباء، والحيلولة دون قطع الكهرباء عن ملايين الأسر والمصانع، بالإضافة إلى التعاقد مع دول جديدة بديلة للاستيراد من دول جديدة مثل الجزائر.
محطات الغاز العائمة في بريطانيا
ستعزز محطات الغاز المسال في بريطانيا قدرة البلاد على الاستيراد من الخارج، كما ستجعلها أقل عرضة لصدمات سوق الغاز حال تراجع الإمدادات المحلية، حسبما يقول مسؤولون.
هناك "عدد قليل" من الشركات التجارية التي تطور خططًا لإقامة محطات عائمة لإعادة تغوير الغاز المسال المرسل بحرًا إلى المملكة المتحدة، لتغذية شبكة الغاز، بحسب المسؤولين.
وقال مسؤولون: إنه "يمكن ربط محطات الغاز العائمة سريعًا بشبكة الغاز البريطانية دون اللجوء إلى إقامة بنية أساسية جديدة تكلف الكثير، كما يمكن إعادة نشرها بسهولة لأسواق أخرى إذا انتفت حاجة بريطانيا في المستقبل لقدرة إضافية".
يُشار إلى أن بريطانيا تحصل على معظم احتياجاتها من الغاز من النرويج والحقول البريطانية في بحر الشمال، بالإضافة إلى نسبة متزايدة -شكلت 35% من الطلب في عام 2022 المنصرم- في صورة شحنات من الولايات المتحدة وبيرو ودول أخرى.
وردًا على العقوبات الأوروبية المفروضة في 5 ديسمبر/كانون الأول 2022، قررت موسكو يوم 5 فبراير/شباط الماضي، خفض إمدادات الغاز الروسي إلى أوروبا، حتى توقفت الإمدادات بصورة شبه كاملة، بعد تعرّض خطوط نورد ستريم لانفجارات مجهولة المصدر نهاية سبتمبر/أيلول 2022.
وشهد الطلب على الغاز المسال في أوروبا وبريطانيا قفزة كبيرة، خلال العام المنصرم (2022)، بعد قطع إمدادات الغاز الروسية عن القارة، لتحلق الأسعار في مستويات قياسية لتنتج أزمة في تكاليف المعيشة.
كما زاد اعتماد ألمانيا على محطات الغاز العائمة منذ توقف إمدادات الغاز الروسية؛ للمساعدة في تعزيز قدراتها لاستيراد شحنات الغاز المسال من الخارج.
استيراد الغاز في بريطانيا
هناك 3 محطات للغاز المسال في بريطانيا، في ويلو وكنت، تصل سعة الواردات بها إلى نحو 48 مليار متر مكعب سنويًا أو نحو ثلثي الطلب على الغاز في بريطانيا البالغ 72 مليار متر مكعب في عام 2022.
ويقول خبراء إن قدرة الاستيراد في بريطانيا ليست مشكلة بقدر تأمين إمدادات الغاز بسعر عادل في المقام الأول.
"نمتلك كفايتنا من محطات الغاز، إلا أن المشكلة في الماضي تمثلت في تأمين إمدادات الغاز عندما نحتاج إليه في الشتاء"، بحسب مستشار الغاز في شركة موفات أسوشيتس للاستشارات ومستشار شؤون أمن الطاقة بالحكومة سابقًا كلايف موفات.
وعلى الرغم من تراجع أسعار الغاز في بريطانيا، في الأشهر الأخيرة، بفضل الطقس الدافئ؛ فإن خبراء يحذرون من تضاعف الأسعار في نهاية العام الجاري (2023).
ويوضح الرسم البياني التالي -الذي أعدّته منصة الطاقة المتخصصة- تطورات استهلاك الغاز في المملكة المتحدة حتى عام 2021:
تداعيات الطلب الصيني
يقول مدير شركة إنرجي كونتراكت للاستشارات نيل تريمبل، إن هناك "شكوكًا ضخمة" بشأن تزايد الطلب الصيني على شحنات الغاز في 2023، محذرًا من أنها ستكون "أعلى من المتوقع".
يُشار إلى أن بكين نجحت مؤخرًا في إبرام اتفاقات طويلة الأمد للحصول على الغاز الطبيعي المسال؛ إذ شكّلت الشركات الصينية نحو 15% من كل العقود التي يبدأ بموجبها تسليم الغاز الطبيعي المسال حتى عام 2027، بحسب تحليل أجرته مؤسسة بلومبرغ نيو إنرجي فاينانس.
ويخشى مراقبون من أن تشدد الانتعاشة القوية للغاز الطبيعي المسال من قبضة الصين على الإمدادات العالمية؛ ما سيؤدي مجددًا لزيادة الأسعار.
كما حذّر رئيس وكالة الطاقة الدولية فاتح بيرول، من نقص محتمل فى الطاقة، خلال الشتاء المقبل 2024، نتيجة وصول كمية قليلة نسبيًا من الغاز الطبيعى المسال الجديد إلى الأسواق، مع توقعات بارتفاع استهلاك الصين هذا العام، بحسب تقرير لوكالة رويترز.
ويوضح الرسم البياني التالي -الذي أعدّته منصة الطاقة المتخصصة- صادرات الغاز المسال عالميًا في عامي 2021 و2022:
موضوعات متعلقة..
- بريطانيا تواجه نقص الغاز والكهرباء بحملة لخفض الاستهلاك والطلب
- أكبر موقع لتخزين الغاز في بريطانيا يقترب من إعادة التشغيل
- توليد الكهرباء بالغاز والرياح في بريطانيا يزدهر بدعم تنامي الطلب على الصادرات
اقرأ أيضًا..
- إنتاج أوبك النفطي يتراجع في مارس بقيادة دولتين.. ونيجيريا تفجر مفاجأة (مسح)
- سقف أسعار الغاز في أوروبا يشهد قرارات جديدة لردع تقلبات الأسواق
- نقل الهيدروجين في خطوط الغاز.. شركة أميركية تعزز أمال الجزائر والمغرب
- بطاريات أيون الصوديوم خيار جديد للسيارات الكهربائية.. هل تتفوق على الليثيوم؟ (تقرير)