بطاريات الهيدروجين المعدنية.. عمر طويل وسعر منخفض

تبرز بطاريات الهيدروجين المعدنية الخالية من الليثيوم في السنوات القلائل الماضية منافسًا قويًا لنظيرتها من البطاريات الأخرى المُستعملة في السيارات الكهربائية؛ لما تتمتع به من مزايا عديدة، تجعلها خيارًا مفضلًا لدى شركات تصنيع المركبات الكهربائية.

ومن المتوقع أن تحظى تلك البطاريات برواج كبير في عالم السيارات الكهربائية لما تتمتع به من طول عمرها، وخلوّها من أيّ مواد سامّة في تصنيعها؛ ما قد يدعم مفهوم "الصداقة البيئية" الذي يرتكز عليه النقل النظيف.

وفي ضوء هذا السيناريو، تقرَّر أن تفتتح "إينر فينو"، رائدة إنتاج البطاريات الأميركية، مصنعًا ضخمًا على مساحة مليون قدم مربعة في ولاية كنتاكي الأميركية لإنتاج بطاريات الهيدروجين المعدنية الثابتة ذات العمر الطويل، حسبما أورد موقع إلكتريك Electrek المتخصص.

بطاريات الهيدروجين المعدنية

منذ عقود وبطاريات الهيدروجين المعدنية هي الخيار المفضل لوكالة الفضاء الأميركية "ناسا".

وتستعمل بطاريات الهيدروجين المعدنية هيدرات المعادن بصفتها مواد نشطة لكل من قطبي الأنود والكاثود، فيما يُستعمَل غاز الهيدروجين بصفته إلكتروليت، ما يسمح بتخزين الطاقة وإطلاقها.

وتتمتع بطاريات الهيدروجين المعدنية بكثافة طاقة عالية، ومدة حياة طويلة جدًا، كما أنها لا تعتمد على مواد سامة في عملية التصنيع مثل الرصاص أو الليثيوم.

ويُعرف عن بطاريات الهيدروجين المعدنية ثمنها الباهظ؛ ما قلّل –إلى حدّ كبير- من نطاق استعمالها، واستمرّ الحال على هذا المنوال حتى كشف رئيس "إينر فينو" يي كوي النقاب عن كيفية مواءمة المواد المُستعملة في تصنيع بطاريات الهيدروجين المعدنية، ومن ثم خفض التكاليف بدرجة كبيرة.

بطارية ليست مثالية

مع ذلك، ما تزال بطاريات الهيدروجين المعدنية بعيدة كل البُعد عن الكمال؛ إذ إنها ذات كثافة طاقة منخفضة نسبيًا، بجانب كونها تحتاج إلى بنية تحتية متخصصة كي تتمكن من تخزين غاز الهيدروجين ونقله.

لكن الباحثين في "إينر فينو" يستكشفون طرقًا غير تقليدية لتحسين أداء بطاريات الهيدروجين المعنية بُغية استعمالها في حزمة واسعة من التطبيقات، مثل السيارات الكهربائية وأنظمة تخزين الطاقة المتجددة الثابتة.

وعلاوة على ذلك، تمتلك الشركة –أيضًا- بطاريات لتخزين الطاقة في المساكن، قيد التطوير.

طول العمر ومزايا أخرى

أعلنت "إينر فينو" -ومقرّها فريمونت بولاية كاليفورنيا الأميركية- أنها الشركة الأولى التي تُصنّع بطاريات الهيدروجين المعدنية التي يربو عُمرها النظري على 30 عامًا، أو ما يعادل 30 ألف دورة.

وستصنع الشركة بطارياتها التي تُطلق عليها " أوعية تخزين الطاقة" في مصنعها الكائن في مقاطعة شيلبي بولاية كنتاكي.

ويمكن تركيب بطاريات الهيدروجين المعدنية في أرفف، أو حاويات، أو حتى في خزانة الملابس، وهي لا تحتاج إلى جهاز إطفاء الحرائق الوقائي.

تعمل بطاريات الهيدروجين المعدنية –بدرجة موثوقة- في مدى واسع من درجات الحرارة المحيطة، دون الحاجة إلى أنظمة التدفئة والتهوية وتكييف الهواء التكميلية.

وتقدّم الشركة المصنّعة لبطاريات الهيدروجين المعدنية ضمانًا مدّته 20 عامًا يُغطى 20 ألف دورة؛ ما يجعل صاحب البطارية يضمن الاستفادة من 88% على الأقلّ من سعة البطارية ككل.

يُشار إلى أن مصنع كنتاكي لإنتاج بطاريات الهيدروجين المعدنية الجديد سيشهد كل عمليات التصميم والتحقق من صحة التصنيع، والتصحيح والاختبار.

وستشمل المرحلة الأولى من المشروع إنتاجًا سعة 1 غيغاواط/ساعة من إجمالي حجم الإنتاج السنوي.

وفي مرحلة تالية، تتوقع "إينر فينو" أن تضخ استثمارات بأكثر من مليار دولار، لتوسيع الإنتاج ليشمل ما يربو على 20 غيغاواط/ساعة سنويًا في كل مواقع التصنيع المنتشرة محليًا.

410 فرص عمل

من المتوقع أن يوفّر المشروع 410 فرص عمل بدوام كامل خلال افتتاح المرحلة الأولى، ومن المتوقع كذلك أن تبدأ المرحلة الأولى من المشروع في الإنتاج بحلول نهاية مارس/آذار (2023).

يُذكر أن الشركة المصنّعة للبطارية قد وقع اختيارها على ولاية كنتاكي نظرًا لحصولها على حوافز ضريبية سخية من السلطات المحلية في كل من مقاطعة شيلبي، والولاية ذاتها.

موضوعات متعلقة..

• دراسة سعودية تحذر من ارتفاع أسعار بطاريات الليثيوم أيون
• 7 دول آسيوية وأفريقية تتبنى السيارات الكهربائية رغم معاناتها مع الظلام
• السيارات الكهربائية.. صراع كوري صيني للهيمنة على سوق البطاريات

اقرأ أيضًا..

• شيرون إنرجي تتحرك للاستفادة من 300 مليون برميل نفط في حقل مصري
• تونس تحسم الجدل حول اكتشاف احتياطيات ضخمة للنفط والغاز قبالة سواحل البلاد
• أكبر شركة منتجة لنفط كردستان العراق تغلق حقولها