هل توقف تصدير نفط كردستان العراق يدعم أسواق النفط؟.. تقرير حديث يكشف عن آخر المستجدات
مي مجدي
بعد خلاف استمر عدة سنوات، أعلنت تركيا، يوم السبت 25 مارس/آذار (2023)، الالتزام بحكم محكمة دولية، وقررت تعليق صادرات نفط كردستان العراق، ويتوقع أن يكون لهذه الخطوة تأثير إيجابي في أسواق النفط.
فقد كشف تقرير حديث لبنك يو بي إس السويسري، صدر اليوم الإثنين 27 مارس/آذار (2023)، عن أنه رغم حالة التقلبات التي تشهدها الأسواق بسبب الاضطرابات في السوق المالية؛ فقد تشهد الأرباع المقبلة ارتفاعًا في أسعار الخام.
وتوقع تقرير بنك يو بي إس -الذي حصلت منصة الطاقة المتخصصة على نسخة منه- أن تظل أسعار النفط متقلبة على المدى القريب، متأثرة بالأوضاع بالسوق المالية، لكنه واصل الحفاظ على النظرة الإيجابية لتحركات الأسعار.
ومع ذلك، لفت التقرير إلى اتجاه المستثمرين الماليين إلى التصفيات الضخمة؛ حيث إنه سرعان ما انعكس على أسعار النفط خلال الأسابيع القليلة الماضية.
كان البنك السويسري قد توقّع تداول خام برنت عند 100 دولار للبرميل حتى شهر يونيو/حزيران (2023)، وأن يبلغ سعر خام برنت 105 دولارات للبرميل حتى نهاية العام الجاري.
وفي مطلع شهر سبتمبر/أيلول (2022)، كان البنك قد خفّض توقعاته لأسعار النفط بمقدار 15 دولارًا للبرميل من 125 دولارًا إلى 110 دولارات خلال عام 2023.
تصفية المستثمرين
أوضح التقرير أن أسعار النفط تراجعت بشدة خلال الأسابيع الماضية مدفوعة بالتصفيات الضخمة من قِبل المستثمرين الماليين.
ولاحظ محللو بنك يو بي إس السويسري أن الحسابات غير التجارية خفّضت صافي الشراء في إجمالي العقود الآجلة لخام برنت وخام غرب تكساس الوسيط وخياراتها بأكثر من 168 ألف عقد خلال الأسبوعين الماضيين.
ويبلغ صافي الشراء أدنى مستوى له منذ توفر البيانات المجمعة لخام برنت وغرب تكساس الوسيط في عام 2011، عندما يزيد قليلًا على 140 ألف عقد.
وكانت التصفية من قِبل المستثمرين الماليين، خلال الأسبوعين الماضيين، سادس أكبر تصفية منذ عام 2011، مع حدوث انخفاضات أكبر في عامي 2016 و2020 فقط.
وكان الدافع وراء هذه الخطوة، هو خفض عمليات الشراء (تراجع بمقدار 91 ألف عقد)، وزيادة في عمليات البيع (ارتفاع بنحو 77 ألف عقد).
ويرى محللو بنك يو بي إس أن ارتفاع مراكز البيع قد يكون تأثر باتجاه المؤسسات المالية للحماية من مخاطر انخفاض أسعار الخيارات التي باعتها لمنتجي النفط؛ ما يجبرهم على بيع العقود الآجلة عندما تنخفض أسعار النفط إلى ما دون مستوى سعر تنفيذ عقد الخيار.
ويرصد الرسم البياني التالي -الذي أعدته منصّة الطاقة المتخصصة- أسعار النفط اليومية منذ يناير/كانون الثاني (2022) حتى فبراير/شباط (2023):
عوامل تدعم أسواق النفط
على الرغم من ذلك؛ فإن البنك ما زال يتوقع أن ارتفاع واردات الصين من النفط وارتفاع الطلب، بالإضافة إلى انخفاض الإنتاج الروسي، سيسهم في إحكام الطوق على أسواق النفط، ومن ثم ارتفاع الأسعار خلال الأرباع المقبلة.
ويعتقد محلل السلع في بنك يو بي إس السويسري، المشارك في إعداد التقرير، جيوفاني ستانوفو، أن تدعم الأساسيات تضييق الأوضاع بالأسواق.
وأضاف أن حالة الانتعاش الاقتصادي التي شهدتها الصين أسهمت في زيادة واردات الخام، في حين شهدت الولايات المتحدة انخفاضًا كبيرًا في مخزونات المشتقات المكررة الأسبوع الماضي.
وقال: "هذه المعطيات يجب أن تدعم أسعار النفط".
وتابع: "خفض الإنتاج الذي تعهدت به روسيا ليس واضحًا على صادرات الخام والمشتقات المكررة الروسية حتى الآن، فكلاهما أعلى مقارنة بمعدلات بشهر فبراير/شباط (2023).. لذلك سنواصل مراقبة الانخفاض".
في الوقت نفسه، أشار التقرير إلى أن الدعم على المدى القريب قد يأتي من توقف صادرات نفط كردستان العراق بنحو 500 ألف برميل يوميًا خلال عطلة نهاية الأسبوع، على الرغم من أن الأوضاع قد تكون مجرد اضطرابات مؤقتة.
توقف صادرات نفط كردستان العراق
بعد خلاف دام 9 سنوات، أخطرت تركيا الحكومة العراقية بوقف ضخ نفط كردستان العراق إلى ميناء جيهان التركي.
ومن المتوقع أن يسافر وفد من وزارة النفط العراقية إلى تركيا -قريبًا- للاتفاق مع مسؤولي الطاقة الأتراك بشأن الآلية الجديدة لتصدير نفط كردستان العراق بما يتماشى مع حكم المحكمة الدولية.
ويتعلق القرار بقضية ترجع إلى عام 2014، إذ دخل العراق وجارته تركيا في نزاع استمر 9 سنوات بشأن تدفق صادرات نفط كردستان العراق إلى ميناء جيهان التركي.
وفي القضية، التي نوقشت في محكمة التحكيم الدولية التابعة لغرفة التجارية الدولية، ادّعى العراق أن تركيا انتهكت اتفاقًا مشتركًا موقّعًا بين البلدين في عام 1973، حيث سمحت تركيا بتصدير نفط كردستان العراق عبر خط أنابيب إلى ميناء جيهان التركي دون موافقة بغداد.
وأفاد بيان صادر عن وزارة النفط العراقية، يوم السبت 25 مارس/آذار (2023)، بأن المحكمة التي تتخذ من باريس مقرًا لها حكمت لصالح العراق.
وقالت وزارة النفط العراقية، في بيان، إن بغداد، من خلال مؤسسة تسويق النفط الحكومية "سومو"، هي الجهة الوحيدة التي ستدير الصادرات عبر ميناء جيهان.
وأضافت أنها ستبحث آليات تصدير نفط كردستان العراق عبر ميناء جيهان مع الجهات المعنية في الإقليم، وكذلك مع السلطات التركية، بما يضمن استمرار الصادرات والوفاء بالالتزامات الدولية.
ويقدر الخبراء حجم إنتاج نفط كردستان العراق بنحو 440 ألف برميل يوميًا، بحسب موقع أرغوس ميديا.
موضوعات متعلقة..
- نفط كردستان العراق إلى تركيا يتوقف بقرار محكمة دولية
- مستقبل قطاع الطاقة العراقي بعد عقدين من الغزو الأميركي.. 7 خبراء يتحدثون
- خبراء للطاقة: قطاع النفط في العراق لم يتعافَ بعد 20 عامًا من الغزو الأميركي
اقرأ أيضًا..
- أكثر الدول العربية امتلاكًا لقدرة الكهرباء المتجددة بنهاية 2022 (تقرير)
- ناقلات النفط الروسي المتقادمة تنذر بكارثة عالمية.. ما القصة؟
- أطول توربينات الرياح البحرية في العالم تنافس ناطحات السحاب.. ما السبب؟