لؤي الخطيب: الاتفاق السعودي الإيراني يحتاج إلى ضمانات.. وطهران تعاني أزمة طاقة (صوت)
الإيرانيون طالبوا العراق بتطوير موارده النفطية والغازية
أحمد بدر
قال الخبير الدولي في شؤون الطاقة، وزير الكهرباء العراقي الأسبق الدكتور لؤي الخطيب، إن الجميع ينظرون إلى الاتفاق السعودي الإيراني في الوقت الحالي بعين التفاؤل، ولكن بحذر.
جاء ذلك ردًا على سؤال تلقاه الخطيب، خلال مشاركته في حلقة من برنامج "أنسيّات الطاقة" ضيفًا على مستشار تحرير منصة الطاقة، خبير اقتصادات الطاقة الدكتور أنس الحجي، التي جاءت بعنوان "دور النفط في غزو العراق ومفاجآت أميركية لمستقبل أسواق الطاقة".
وأوضح الخطيب أن الاتفاق السعودي الإيراني يُعد مبشرًا بالنسبة إلى الكثيرين، ولكن هناك حالة من الحذر، تعود إلى ما يحمله التاريخ لهذه العلاقات المتوترة بين البلدين، مضيفًا: "ما نأمله أن ينعكس هذا الصلح بالإيجاب على كل البلدان".
وتابع: "المنطقة والعالم بصورة عامة لا يتحملان أي صدمات كبرى أخرى، خاصة عندما تكون هذه التحديات بين بلدين مهمين ومنتجين للنفط، وهما المملكة العربية السعودية وإيران، خاصة أن العالم يحتاج إلى ضمان أمن الطاقة".
ضمانات الاتفاق السعودي الإيراني
قال الخبير الدولي في شؤون الطاقة الدكتور لؤي الخطيب، إن الاتفاق السعودي الإيراني سيأتي بشروطه، إذ إن الضامن الأساسي لهذا الاتفاق سيكون استتباب الأمن وعدم التدخل في الشؤون الداخلية، ومنع التدخل والمغامرات في بلدان المنطقة.
وأوضح لؤي الخطيب، أن ضمان أمن المنطقة يُعد أولوية فيما يتعلق بضمانات الاتفاق السعودي الإيراني، لا سيما أن المنطقة تمتلك نحو 45% من إجمالي الاحتياطيات العالمية، لذلك فإن الأمر يتجاوز كونه حل مشكلة إقليمية إلى حل أزمة عالمية، لضمان أمن الطاقة وحماية الاقتصاد العالمي.
وأضاف: "العالم يمر بتحديات مالية مواكبة لتحديات الطاقة، لذلك فهو قد يحتاج إلى مستوى جديد من الاتفاقات قبل عام 2030، لضمان استقرار الوضع الاقتصادي، واستقرار العملات وأمور أخرى".
ومن ثم -وفق الدكتور لؤي الخطيب- فإن أمن الطاقة هو العمود الفقري لكل هذه التغيرات والتطورات التي تشهدها المنطقة، وكل من السعودية وإيران تملكان احتياطيات ومصادر يجب أن تكون في مأمن ومعزل عن جميع الصراعات والتحديات.
وتابع: "أنا متفائل بشأن الاتفاق بين المملكة العربية السعودية وإيران، لأن الجميع جربوا التحديات السياسية في السابق، والآن نأمل أن يقود هذا التصالح بين البلدين المنطقة إلى أن تصبح أكثر استقرارًا، لذلك قلت إن هناك تفاؤلًا بحذر".
الإيرانيون يواجهون صعوبات
ردًا على سؤال آخر يتعلق بعقد الكهرباء بين العراق وإيران، قال الوزير الأسبق الدكتور لؤي الخطيب، إن الإيرانيين يواجهون صعوبات في توفير متطلبات الطاقة الداخلية على مستوى الكهرباء والغاز في فصل الشتاء.
لذلك -وفق الخطيب- فهم يطالبون الجانب العراقي بضرورة تطوير مصادر الطاقة لديها، لأن إيران تواجه بالفعل أوقاتًا تجد فيها صعوبة في تلبية الطلب المحلي على الكهرباء والغاز، خاصة أنها لديها الأزمة نفسها التي تواجهها حكومة بغداد، وهي الدعم.
وأوضح -خلال مشاركته في حلقة برنامج "أنسيّات الطاقة" على مساحات تويتر- أن الدعم في إيران يُعد مسألة سياسية، لأن هناك التزامات تاريخية ثابتة توجب أن تكون الطاقة رخيصة جدًا هناك بالنسبة إلى المستهلكين، لذلك فإن الحكومة الإيرانية ملتزمة أمام شعبها في هذا المجال.
وتابع: "لكن بالنسبة إلى العراق، كيف يلبي احتياجاته، فحتى إذا استثمر مجمل الطاقة الإنتاجية، حال وصولها إلى 10 ملايين برميل نفط يوميًا، واستثمرت الدولة كل الغاز المصاحب، فسيحتاج العراق إلى نحو 800 مليون قدم مكعبة قياسية إضافية لتلبية الطلب على الاستهلاك الداخلي".
وأضاف: "الاستيراد سيظل واجبًا على الدولة، لا سيما أنه لا توجد ضرورة أن تكون هناك موارد طبيعية لدى أي بلد لكي يوفر الكهرباء لشعبه، فدول أوروبا مثلًا لا تملك نفطًا وغازًا، ولكنها لديها كهرباء على مدار الـ24 ساعة، فهي بالنهاية سلعة يستوردونها ضمن معادلة اقتصادية".
موضوعات متعلقة..
- هل يدعم الاتفاق السعودي الإيراني التعاون في مجال الطاقة؟ (مقال)
- كيف يؤثر الاتفاق السعودي الإيراني في أسواق الطاقة؟ أنس الحجي يجيب
- معوقات تمنع الاستثمار في حقول النفط والغاز الإيرانية - مقال
اقرأ أيضًا..
- إيرادات منجم السكري للذهب في مصر تتجاوز 7.5 مليار دولار
- محطات تحويل النفايات إلى كهرباء مصدر توليد ثابت في أميركا (تقرير)
- أنس الحجي: تجارة النفط العالمية تُغير اتجاهاتها.. وفرنسا في اختبار قاسٍ (صوت)