قيادات أرامكو السعودية تكشف سر القفزة التاريخية لنتائج الشركة في 2022
أحمد بدر
تمكنت شركة أرامكو السعودية، على مدار العام الماضي (2022)، من تحقيق نتائج مهمة، يراها قيادات الشركة نقطة تحول عملاقة في مسيرة عملاق النفط.
وكشف قياديو أرامكو، في رسائل حملها تقرير الاستدامة الخاص بها، عن إسهام كبير للشركة في قطاعات جديدة، بهدف تحقيق تحول شامل ومستقر وعميق في قطاع الطاقة، جنبًا إلى جنب مع خفض انبعاثات قطاع الهيدروكربونات، بما يمهد الطريق لتحقيق الحياد الكربوني بحلول منتصف القرن.
وأعلنت أرامكو، في 12 مارس/آذار الجاري (2023) تحقيق أرقام قياسية غير مسبوقة من الإيرادات بلغت 161.1 مليار دولار، وتدفقات نقدية حرة بلغت نحو 148.5 مليار دولار، وفق المعلومات التي اطّلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة.
مستقبل بانبعاثات كربونية أقل
قال رئيس مجلس إدارة شركة أرامكو السعودية ياسر بن عثمان الرميان، إن عام 2022 شهد انتعاشة قوية لأسعار النفط الخام، في ظل حالة من الغموض بشأن الاقتصاد العالمي.
وأوضح الرميان أن الشركة السعودية لم تتأثر بهذا الغموض، وظلت ثابتة في تحقيق هدفها المتمثل بتحقيق أمن الطاقة لعملائها، في ظل مواصلة مساعيها وخططها لتنفيذ عملية تحول الطاقة بصورة عملية ومستقرة وشاملة.
وأكد رئيس مجلس إدارة الشركة أن تحقيق الشركة أداءً ماليًا قياسيًا في 2022، أوصل صافي دخلها إلى نحو 161.1 مليار دولار، أتاح لها تحسين قائمة مركزها المالي، وفي الوقت نفسه مواصلة أكبر برامجها على الإطلاق للاستثمارات الرأسمالية.
ولفت ياسر الرميان إلى أن إعلان مجلس إدارة أرامكو السعودية توزيعات أرباح نقدية بقيمة 19.5 مليار دولار، عن الربع الرابع من عام 2022، رفع توزيعات الأرباح النقدية بنسبة 4%، مقارنة بالعام السابق له 2021، وفق التصريحات التي اطّلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة.
ورأى القيادي في شركة أرامكو السعودية أن ارتفاع أسعار النفط الخام عالميًا، المدفوع بارتفاع حجم الطلب العالمي، والذي كان له أثر كبير في نتائج الشركة، يعزز إستراتيجية قطاع التنقيب والإنتاج، التي تركز على الاستثمارات واسعة النطاق في مصادر الإنتاج الجديدة.
ويشمل هذا الجانب، وفق الرميان، زيادة حجم أعمال الغاز، ورفع الطاقة الإنتاجية القصوى المستدامة للنفط الخام من 12 إلى 13 مليون برميل يوميًا، إذ إن الشركة تَعُدّ هذه الطاقة الإنتاجية الإضافية مهمة في مزيج الطاقة العالمي مستقبلًا، في ظل توقعات ارتفاع الطلب على الطاقة وعجز الاستثمارات.
ويوضح الرسم البياني أدناه من منصة الطاقة المتخصصة، مقارنة بين أرباح شركات النفط الكبرى في عام 2022، إذ تتفوق أرامكو بشكل كبير على أقرب منافسيها.
وأشار الرميان إلى أن شركة أرامكو السعودية تركّز أولًا على انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري، لذلك تواصل العمل مع قطاع صناعة السيارات، لتطوير أنواع من الوقود الصناعي منخفض الانبعاثات، وكذلك تطوير محركات عالية الكفاءة، بجانب التعاون مع القطاع الصناعي لتطوير حلول تكميلية للفولاذ والأسمنت.
دور جوهري في تحول قطاع الطاقة
قال الرئيس وكبير الإداريين التنفيذيين لدى شركة أرامكو السعودية أمين الناصر، إن عام 2022 كان حافلًا بالإنجازات البارزة للشركة على عدّة مستويات بالغة الأهمية.
وأضاف: "على الصعيد المالي، حققت الشركة أعلى أرباح سنوية، وذلك بفضل ارتفاع أسعار النفط الخام عالميًا خلال العام الماضي، وعلى الصعيد التشغيلي بدأت الشركة تنفيذ أكبر برنامج للإنفاق الرأسمالي في تاريخها، مدفوعًا بإستراتيجية النمو وطموح لتحقيق الحياد الكربوني".
ولفت الرئيس التنفيذي لشركة أرامكو السعودية إلى أن الشركة -على الصعيد الجغرافي- واصلت توسيع نطاق أعمالها في قطاع التكرير والكيماويات والتسويق، عبر تنفيذ استثمارات إستراتيجية في قارّتي آسيا وأوروبا.
وعلى الصعيد المحلي، وفق الناصر، وسّعت الشركة نطاق جهودها التي تستهدف تعزيز سلسلة التوريد الخاصة بها، وفي الوقت نفسه تقديم المساعدة لدفع عجلة النمو الاقتصادي في المملكة، وفق التصريحات التي اطّلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة.
وتابع: "واصلت أرامكو السعودية في 2022 تعزيز قدراتها في إنتاج النفط الخام، بما في ذلك جهودها المتواصلة لزيادة الطاقة الإنتاجية القصوى المستدامة للنفط الخام بمقدار مليون برميل إضافية يوميًا بحلول عام 2027".
وتوقّع المهندس أمين الناصر أن تتمكن شركة أرامكو من توفير جزء من هذه الكمية الإضافية البالغة مليون برميل يوميًا، خلال عام 2025، من حقلَي المرجان والبري البحريين، في المملكة العربية السعودية، مؤكدًا أن إدارة الشركة تعمل على تهيئتها بشكل إستراتيجي لتقوم بدور جوهري في تحقيق تحول عملي ومستقر وشامل في قطاع الطاقة.
وأشار الرئيس وكبير الإداريين التنفيذيين في الشركة السعودية إلى استمرار أعمال تطوير حقل الجافورة للغاز غير التقليدي، الذي من المتوقع بدء الإنتاج الأولي منه في عام 2025، وزيادة إنتاج الغاز الطبيعي تدريجيًا إلى ملياري قدم مكعبة قياسية يوميًا، بحلول عام 2030.
تحقيق القيمة على المدى البعيد
بدوره، قال النائب التنفيذي للرئيس وكبير الإداريين الماليين في شركة أرامكو السعودية، زياد بن ثامر المرشد، إن تحقيق الشركة نتائج مالية استثنائية خلال العام المنصرم 2022، جاء متخطيًا حالة من الغموض تكتنف الاقتصاد العالمي.
وأوضح المرشد، خلال رسالة حملها تقرير الاستدامة الخاص بالشركة السعودية، النتائج المالية غير المسبوقة للشركة خلال العام الماضي، تعزز من قدرتها المتواصلة على تحقيق قيمة لمساهميها من خلال مختلف دورات الأسعار، بجانب توفير إمدادات طاقة مستقرة لعملائها.
وأشار إلى أن سوق الطاقة شهدت اتجاهين مختلفين خلال العام الماضي، في نصفه الأول ظهر اتجاه تصاعدي للأسعار بسبب انخفاض مخزونات النفط والمنتجات المكررة، بجانب الأحداث الجيوسياسية، بينما شهدت السوق في النصف الثاني من العام حالة من الضعف، بسبب تأثير مخاوف التضخم في نمو الطلب على النفط.
ولكن الشركة، وفق المرشد، واصلت سياستها الحرصة على قوة مركزها المالي، وقدرتها على توليد النقد، وإدارة المديونية، بجانب تحقيق عوائد استثنائية للمساهمين، إذ سجلت بنهاية العام المنتهي في 31 ديسمبر/كانون الأول 2022، 161.1 مليار دولار، وتدفقات نقدية حرة قدرها 148.5 مليار دولار.
وعن استثمارات أرامكو السعودية في تحول الطاقة، قال كبير الإداريين الماليين في الشركة، إنها تستثمر في الحلول الرئيسة المرتبطة بالتحول في قطاع الطاقة، بما في ذلك تطوير تقنيات الوقود الأنظف والهيدروجين منخفض الكربون، ومصادر الطاقة المتجددة، واستخلاص الكربون وتخزينه واستعماله.
وشدد المرشد على أن هذه الاستثمارات المستقبلية تشهد تقدمًا، إذ حصلت الشركة -من خلال شركاتها التابعة مثل ساسرف وسابك- على أول شهادة مستقلة في العالم لإنتاج الأمونيا الزرقاء والهيدروجين الأزرق، وذلك خلال الربع الثالث من العام المالي 2022.
ويوضح الرسم البياني أدناه، صافي أرباح أرامكو منذ عام 2017، وحتى 2022، بحسب بيانات الشركة، التي رصدتها منصة الطاقة المتخصصة.
4 مجالات إستراتيجية للمستقبل
تعمل شركة أرامكو السعودية على ترسيخ مكانتها في المستقبل، بصفتها مصدرًا لإمدادات الطاقة الموثوقة -بما فيها النفط- بأسعار معقولة، وفي الوقت نفسه، تتبنّى خفض الانبعاثات الكربونية من المصادر التقليدية، وفق بيانات تقرير الاستدامة التي اطّلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة.
وفي سبيل تحقيق هذه الرؤية، تركّز الشركة السعودية على 4 مجالات إستراتيجية ضمن أعمالها، وهي:
الريادة في التنقيب والإنتاج
تعدّ أرامكو السعودية قطاع التنقيب والإنتاج محركًا رئيسًا لتحقيق القيمة، لذلك تستهدف المحافظة على مكانتها بصفتها أكبر شركات النفط على مستوى العالم من حيث كميات الإنتاج، وواحدة من بين أقلّ منتجي النفط تكلفة.
بالإضافة إلى ذلك، تعدّ شركة أرامكو قادرة -بفضل القاعدة الضخمة التي تمتلكها من الاحتياطيات، والطاقة الإنتاجية الفائضة، وكذلك المرونة التشغيلية- على الاستجابة بشكل فعال للتغيرات المتعلقة بالطلب على النفط.
تكامل قطاع التكرير والتسويق
تمتلك شركة أرامكو شبكة خاصة من المصافي المحلية والعالمية، التي تمتلكها بالكامل والتابعة لها، بما يكفل لها تحقيق فوائد أكبر من إنتاج قطاع التنقيب والإنتاج لديها.
وبفضل هذا التكامل الإستراتيجي، تحقق أرامكو قيمة إضافية من خلال مختلف مراحل سلسلة القيمة الهيدروكربونية، وفق البيانات التي اطّلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة.
مبادرات الانبعاثات الكربونية الأقل
تهدف الشركة السعودية إلى الحدّ من الانبعاثات الكربونية المصاحبة لأعمالها، ودعم التحول العالمي في قطاع الطاقة، من خلال تطوير منتجات وحلول منخفضة الانبعاثات، في قطاعات الطاقة والكيماويات والمواد.
التوطين ودعم التنمية الوطنية
تساعد الشركة في تطوير منظومة الطاقة في السعودية، لتصبح أكثر تنوعًا واستدامة، وتتمكن من المنافسة عالميًا لتعزيز القدرة التنافسية في الشركة، بجانب دعم التنمية الاقتصادية في المملكة.
موضوعات متعلقة..
- نتائج أعمال أرامكو 2022 تشهد أرباحًا تاريخية بمعدل نمو 46.4% (تحديث)
- سهم أرامكو يصعد بعد الإعلان عن صفقة ضخمة بقيمة 2.65 مليار دولار
- سهم أرامكو السعودية ينتعش بأرباح مليارية منذ بداية 2023.. هل تستمر؟
اقرأ أيضًا..
- تقرير لأوابك يفضح معاداة أوروبا للنفط.. وسر النفاق البيئي
- صناعة الوقود الأحفوري في إندونيسيا تحارب الانبعاثات بتقنيات احتجاز الكربون
- الطاقة الشمسية العائمة.. تصور جديد يتغلب على الظروف البحرية الصعبة (صور وفيديو)
- هل تصبح إيران من مصدري الغاز المسال على المدى القريب؟ (مقال)
انا مقاول تركيبات علاء قدي في شغل المواسير