قطاع الغاز في موريتانيا يؤدي دورًا محوريًا بإزالة الكربون ودعم التصنيع (تقرير)
5 طرق تتيح لنواكشوط الاستفادة من مواردها الغازية
نوار صبح
- يمثل الغاز المورد المثالي لزيادة توفير طاقة أنظف وبأسعار معقولة.
- يمكن لموريتانيا أن تقود تحوُّل الطاقة في أفريقيا بطريقة عملية ومفيدة.
- موقع موريتانيا الإستراتيجي في الأسواق الأوروبية ومحفظة الموارد الكبيرة يجعلانها دولة مُصدّرة ومنتِجة تنافسية.
- أصبحت موريتانيا في وضع جيد لزيادة الإيرادات الأجنبية المتولدة من الغاز بشكل كبير.
يمكن لاحتياطيات الغاز في موريتانيا، التي تزيد على 28.3 مليار متر مكعب، المساهمة في التنمية الاقتصادية محليًا وإقليميًا من خلال 5 طرق رئيسة.
ووضعت الحكومة الموريتانية تسييل الغاز عنصرًا رئيسًا في رؤيتها الإستراتيجية للطاقة 2023-2030، حسب تقرير اطلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.
ومن خلال سعي موريتانيا لتحقيق أول إنتاج في عام 2023 في المرحلة الأولى من مشروع تورتو أحميم الكبير، على الحدود البحرية مع السنغال، بقيادة شركتي بي بي البريطانية وكوزموس إنرجي الأميركية؛ ما يتيح الفرصة للبلاد لجني فوائد كبيرة من قطاع الغاز الناشئ.
التقرير التالي يرصد 5 طرق يمكن أن يُسهِم فيها قطاع الغاز في موريتانيا بدعم التنمية والاقتصاد.
الاستفادة من الموارد الغازية
-
إطلاق التصنيع المعتمد على الغاز
سيتيح تحويل موارد الغاز في موريتانيا إلى عائدات نقدية فرصًا جديدة للتصنيع في البلاد؛ ما سيمكنها من تنويع الاقتصاد وزيادة خلق فرص العمل إلى أقصى حد، بحسب ما نشرته منصة الاستثمار الجنوب أفريقية إنرجي كابيتال آند باور (Energy Capital & Power) في 9 مارس/آذار الجاري.
وتمتلك موريتانيا القدرة على دعم توسع الناتج المحلي الإجمالي، بسبب النمو في قطاعات مثل إنتاج الأسمدة وتصنيع البتروكيماويات وكذلك في الصناعات كثيفة الاستهلاك للطاقة مثل التعدين والأسمنت وإنتاج الصلب.
وتخطط الحكومة الموريتانية لتطوير ما يصل إلى 180 ميغاواط من توربينات الغاز ذات الدورة المفتوحة بحلول عام 2024، و120 ميغاواط من توربينات الغاز ذات الدورة المركبة بحلول عام 2026، و310 ميغاواط من التوربينات الغازية ذات الدورة المركبة بحلول عام 2027.
وتهدف نواكشوط من وراء ذلك إلى زيادة استغلال الموارد في إطار خطة الغاز في موريتانيا الرئيسة التي يمكنها تغيير قواعد اللعبة للاقتصاد الموريتاني.
-
زيادة قدرات توليد الكهرباء
تؤمن احتياطيات الغاز في موريتانيا ما يكفي لتلبية الاحتياجات المحلية من الكهرباء مع دعم جهود الكهربة الإقليمية من خلال شبكات مثل تجمُّع الطاقة لغرب أفريقيا، بحسب ما نشرته منصة الاستثمار إنرجي كابيتال آند باور.
في ظل استهداف الحكومة تحقيق الوصول الشامل للكهرباء بحلول عام 2030، يمثل الغاز مكونًا حيويًا سيمكن البلاد من تعزيز وصول المستهلكين إلى الكهرباء.
ولا يزال تسريع تطوير الاكتشافات العملاقة مثل حقل تورتو أحميم الكبير وحقول غاز بير الله وبيليكان وباندا في موريتانيا، وتسريع نشر البنية التحتية لتحويل الغاز إلى كهرباء أمرًا ضروريًا للبلاد لتعزيز توليد الكهرباء والإمداد وكذلك تعزيز استقرار الشبكة.
-
إزالة الكربون من صناعة الطاقة
بينما يمثّل النفط الحصة الكبرى من مزيج الطاقة في موريتانيا، تسعى الحكومة إلى تسريع إزالة الكربون عن الصناعة؛ إذ يمثل الغاز المورد المثالي لزيادة توفير طاقة أنظف وبأسعار معقولة، وفق المعلومات التي رصدتها منصة الطاقة المتخصصة .
وبالنظر إلى احتلال انتقال الطاقة مركز الصدارة في جميع أنحاء العالم، يؤدي قطاع الغاز في موريتانيا دورًا كبيرًا، حيث يُسهِم في إزالة الكربون والتصنيع وضمان أن يكون الانتقال عادلًا وشاملًا.
ويسلط تحويل الغاز إلى غاز طبيعي مسال في تطوير مشروع تورتو أحميم الكبير الضوء على التزام الحكومة الموريتانية بزيادة استغلال الموارد مع إعطاء الأولوية للاستدامة البيئية.
ومن خلال ضمان أن تكون البنية التحتية للغاز في المستقبل فعالة من حيث الانبعاثات ومتوافقة مع تقنيات الطاقة من الجيل التالي مثل الهيدروجين المتجدد والأخضر، يمكن للبلاد أن تقود انتقال الطاقة في أفريقيا بطريقة عملية ومفيدة.
-
زيادة إيرادات البلاد
وسط التوسع السريع في الطلب على الغاز في جميع أنحاء العالم، فإن موقع موريتانيا الإستراتيجي في الأسواق الأوروبية ومحفظة الموارد الكبيرة يجعلانها دولة مُصدرة ومنتجة تنافسية.
بعد وضع البنية التحتية لتصدير الغاز الطبيعي المسال واستيراده، أصبحت الدولة في وضع جيد لزيادة الإيرادات الأجنبية المتولدة من الغاز بشكل كبير؛ ما يمكّن البلاد من تطوير قطاعات أخرى من الاقتصاد مع دفع نمو الناتج المحلي الإجمالي على أساس طويل المدى.
-
تحفيز أنشطة التنقيب
أدت الاحتياطيات المؤكدة من الغاز في موريتانيا، والنجاح في جلب مشروعات واسعة النطاق على أرض الواقع، والعلاقات القوية مع نظرائها الإقليميين، إلى تعزيز عمليات التنقيب والإنتاج في البلاد.
مع جولة التراخيص المحتملة، والسياسات المالية الجذابة المعروضة في إطار الخطة الرئيسة للغاز وإظهار الإرادة السياسية؛ فإن سوق التنقيب والإنتاج في موريتانيا مقبل على نمو كبير؛ حيث يتدفق لاعبون جدد إلى السوق.
وسوف يتيح مؤتمر موريتانيا والسنغال وغامبيا وغينيا بيساو وغينيا كوناكري للنفط والغاز والطاقة، الذي سيقام في المدة من 21 إلى 22 نوفمبر/تشرين الثاني في نواكشوط، بموريتانيا، فرصة تعاون المستثمرين المحتملين ومطوري المشروعات مع أصحاب المصلحة العامين المعنيين.
وسيوفر مؤتمر (إم إس جي بي سي 2023) منصة مثالية؛ حيث سيتم توقيع الصفقات الجديدة وإطلاق المشروعات، وسيبحث المشاركون في المؤتمر طرق استغلال موارد قطاع الغاز في موريتانيا وتحقيق تنمية اقتصادية طويلة الأجل.
مشروع غاز تورتو أحميم الكبير
أكملت شركة الشحن والخدمات اللوجستية في موريتانيا سوجيكو عامها الأول من التنفيذ التشغيلي لمشروع الغاز تورتو أحميم الكبير، الواقع على الحدود البحرية بين موريتانيا والسنغال.
وكانت سوجيكو، المشغل اللوجستي للمشروع، مسؤولة عن ترتيب وتنفيذ قاعدة لوجستية لتخزين ونقل نظام المشروع تحت سطح البحر، بما في ذلك الأنابيب التي تربط آبار حقل الغاز بوحدة الإنتاج والتخزين والتفريغ العائمة في المشروع، منذ عام 2021.
من خلال إدارة مشروع تورتو أحميم الكبير من خلال مواني نواكشوط وندياغو في موريتانيا، تعاملت سوجيكو مع أكثر من 100 ألف عملية رفع و270 طلبًا لنقل أكثر من 150 ألف طن من البضائع خلال العام الماضي، وفق ما اطلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.
وقال الرئيس التنفيذي لشركة سوجيكو، أحمد عبيدنا: "لم نتمكن فقط من توفير حلول تتكيف مع احتياجات عملائنا، ولكن لخلق فرص عمل للموريتانيين، مع ضمان سلامتهم".
ودرّبت سوجيكو أكثر من 400 موظف على العمل في مجالات مثل المناولة والنقل والرفع والتخزين والحفظ وإدارة المخزون وخدمات التفتيش، بحسب ما نشرته منصة الاستثمار الجنوب أفريقية إنرجي كابيتال آند باور .
وفي ضوء متواصلة المسار الصحيح لتسليم الغاز لأول مرة في عام 2023، سينتج مشروع تورتو أحميم الكبير الغاز من نظام تحت سطح البحر في المياه العميقة للغاية وسفينة الإنتاج والتخزين والتفريغ العائمة.
وستتم معالجة الغاز الناتج بعد ذلك في منشأة غاز طبيعي مسال عائمة قريبة من الشاطئ، تقع على الحدود البحرية بين موريتانيا والسنغال.
وتُشَغِّل المشروع شركة النفط والغاز العملاقة بي بي، وشركة استكشاف وإنتاج المياه العميقة كوزموس إنرجي، وشركة النفط الوطنية السنغالية بتروسن، وشركة النفط والتعدين الوطنية في موريتانيا، والشركة الموريتانية للهيدروكربونات والتراث التعديني.
اقرأ أيضًا..
- ليبيا تستعد لطرح جولة تراخيص جديدة للنفط والغاز بعد توقف 16 عامًا
- مشروع إسرائيل لخط أنابيب شرق المتوسط يهدد صادرات الغاز المصرية
- الغاز الجزائري يطيح بأميركا من صدارة الإمدادات إلى إسبانيا
- حقل غاز أنشوا المغربي يشهد تطورات مهمة لبدء الإنتاج.. ورقم ضخم محتمل