مشروعات الرياح البحرية في اليابان فرصة لتقليل استيراد الوقود الأحفوري (تقرير)

تُعَد مشروعات الرياح البحرية في اليابان فرصة كبيرة أمام البلاد لزيادة إنتاج الكهرباء النظيفة، التي تبرز أهميتها بصفة البلاد مستوردًا للنفط والغاز والفحم لتلبية الطلب المحلي على الطاقة.

ويؤكد تحليل صادر حديثًا عن شركة الأبحاث وود ماكنزي أن أي مصدر محلي جديد للطاقة يُعد صفقة كبيرة لليابان في ظل اعتمادها على الاستيراد بصورة كاملة في توفير احتياجات الطاقة.

ورغم الاستيراد الكامل؛ تعد وتيرة تطوير مشروعات طاقة الرياح البرية والطاقة الشمسية بطيئة في جميع أنحاء البلاد مقارنة بما تشهده الاقتصادات الصناعية الأخرى.

وأوضحت وود ماكنزي أن الحكومة تستهدف طرح نحو 45 غيغاواط من مشروعات الرياح البحرية في اليابان بحلول عام 2040، وفقًا لما رصدته وحدة أبحاث الطاقة.

المطورون يواجهون عقبات

بدوره، شدد كبير محللي الأبحاث لدى وود ماكنزي بطوكيو على الدور الأساسي للطاقة الشمسية ومشروعات طاقة الرياح إذا أرادت اليابان الاقتراب من هدفها المتمثل في تحقيق الحياد الكربوني بحلول عام 2050.

ورغم أن تعريفة الكهرباء للمستهلك النهائي في اليابان تعد من بين أعلى المعدلات في العالم؛ فإن مطوري الطاقة المتجددة لا يشعرون بالرضا، الذي يسمح لهم بالاستثمار في مشروعات طاقة الرياح البحرية.

وهو ما أرجعه التحليل إلى مجموعة من العوائق؛ ومنها أن عوائد المشروعات ما زالت متواضعة، بالإضافة إلى قيود الأراضي والكثافة السكانية المرتفعة والمعارضة المحلية المتزايدة لتصاريح مشروعات طاقة الرياح والشمسية، وكلها عوامل تتسبب في تأخير صدور الموافقات وبطء وتيرة البناء.

وترى وود ماكنزي أنه دون إصدار المزيد من السياسات الداعمة، من المتوقع أن تكافح مصادر الطاقة المتجددة في البلاد لتحقيق هدف الحكومة بالوصول إلى نسبة 36-38% من توليد الكهرباء النظيفة بحلول عام 2030.

ومع ذلك، لم يستبعد التقرير أن تتنافس مشروعات الطاقة الشمسية وطاقة الرياح مع الفحم في اليابان بحلول عام 2030 و2035 على التوالي.

ومع المشكلات المستمرة للطاقة النووية في اليابان، يجب أن تقوم الكهرباء المولدة من الطاقة الحرارية بسد أي نقص محتمل من مصادر الطاقة المتجددة، وفقًا لرؤية وود ماكنزي.

الرياح البحرية مفتاح الحل

ترى وود ماكنزي أنه رغم المعوقات السابقة؛ فإن مشروعات الرياح البحرية في اليابان تعد فرصة واعدة، بفضل امتلاكها 34 ألف كيلومتر من الخط الساحلي، مؤكدة أن هذا المصدر المتجدد يعد جاذبًا في البلاد، وهو ما دفع الحكومة إلى تسريع طرح مناقصات في ذلك القطاع.

وشهدت مشروعات الرياح البحرية في اليابان تقدمًا ملحوظًا مؤخرًا، وهو ما تمثل في اكتمال مشروع شركة ماروبيني اليابانية الذي يُعَد أول مشروع لطاقة الرياح البحرية على نطاق المرافق بالبلاد، ويقع قبالة ميناءي أكيتا ونوشيرو بقدرة إنتاجية تصل إلى 140 ميغاواط.

واعتبر التحليل أن أبرز ما يميز مشروع "أكيتا نوشيرو" أنه أتاح إمكان تطوير المزيد من مشروعات طاقة الرياح البحرية في اليابان تكون مجدية اقتصاديًا، في سوق عالية التكلفة مثل هذه الدولة الآسيوية.

وأكد أنه يرسل إشارات إيجابية للمطورين الآخرين؛ بما ذلك الشركات غير اليابانية مثل شركة بي بي البريطانية، وأورستد الدنماركية.

ماذا تحتاج اليابان لدعم الطاقة النظيفة؟

تقدر ماكنزي أن اليابان بحاجة إلى استثمارات في الطاقة المتجددة وبطاريات تخزين الكهرباء تبلغ 147 مليار دولار حتى عام 2030، وهو ما يعتمد بصورة كبيرة على توافر السياسات الداعمة والعوائد المقبولة للمشروعات.

وترى أن مشروعات الرياح البحرية في اليابان تستطيع تحقيق عوائد تصل إلى ما بين 8 و9%، على الرغم من اختلاف العوائد على حسب الموقع، وذلك مقابل 5-6% للرياح البرية، ونحو 3% لمشروعات الطاقة الشمسية الكهروضوئية.

ورغم ذلك؛ فقد حذر التحليل من المخاطر المحتملة التي قد تواجه جميع مطوري مشروعات الطاقة المتجددة المتمثلة في تأخيرات المشروع وسلاسل التوريد وارتفاع التكلفة، بالإضافة إلى القلق الذي تسببه تقلبات أسعار الجملة مع نشر الطاقة المتجددة.

وأشارت وود ماكنزي إلى مناقصة ثانية لمشروعات الرياح البحرية في اليابان، ومن المتوقع أن تغلق في يونيو/حزيران المقبل.

وتضمّنت المناقصة الثانية شروطًا تشجع على مشاركة أكبر عدد من الشركات المحلية والأجنبية في قطاع الرياح البحرية.

موضوعات متعلقة..

• الطاقة النووية في اليابان تحظى بدعم شعبي لمواجهة أزمة الطاقة
• التحول الأخضر في اليابان يشهد طفرة ملحوظة بقيادة القطاع الخاص (تقرير)
• ارتفاع أسعار الطاقة يجبر الشركات اليابانية والكورية على تأجيل الاستثمارات الخضراء

اقرأ أيضًا..

• مشروع إسرائيل لخط أنابيب شرق المتوسط يهدد صادرات الغاز المصرية
• الغاز الجزائري يطيح بأميركا من صدارة الإمدادات إلى إسبانيا
• حقل غاز أنشوا المغربي يشهد تطورات مهمة لبدء الإنتاج.. ورقم ضخم محتمل