شركة أميركية تطور مشروع غاز مسال لمنافسة محطة يامال الروسية
بتكلفة 5 مليارات دولار
محمد عبد السند
تدخل شركة قيلاك للغاز المسال الأميركية في منافسة شرسة مع محطة يامال الروسية، عبر تطوير مشروع غاز مسال بولاية ألاسكا، في محاولة لاحتكار تصدير الوقود إلى الأسواق الآسيوية.
وستقلل المحطة المقترحة –حال بنائها- المدة الزمنية التي تستغرقها إمدادات الغاز المسال في الوصول إلى الوجهات الآسيوية، مقارنة بنظيرتها من محطة يامال.
وفي هذا السياق، تعتزم الشركة الأميركية ضخ استثمارات قدرها 5 مليارات دولار في مشروع غاز مسال مقترح تطويره بمنطقة المنحدر الشمالي في ولاية ألاسكا الأميركية، بما يمكّنها من المنافسة مع مشروع يامال الروسي، وجذب العملاء الآسيويين بحلول نهاية العقد الجاري (2030)، حسبما أوردت وكالة رويترز.
ويعيد مستوردو الغاز المسال الكبار، مثل اليابان وكوريا الجنوبية وتايوان، النظر في إمدادات الطاقة الروسية عقب فرض العقوبات على موسكو بعد غزوها لأوكرانيا في 24 فبراير/شباط (2022)، وفق معلومات منصة الطاقة المتخصصة.
القرب من آسيا
تتنامى الحاجة لاستيراد مزيد من الغاز المسال بغية تقليل الانبعاثات الكربونية، بجانب مصادر الوقود البديلة، في حين تسعى البلدان لتقليص انبعاثاتها الكربونية تماشيًا مع بنود اتفاقية باريس المناخية التي وقّعتها في عام 2015.
وتقع قيلاك للغاز المسال على بُعد 2000 ميل بحري (3 آلاف و700 كيلومتر) من الأسواق الآسيوية، مقارنة بأكبر منافسيها المتمثل في محطة يامال للغاز المسال بقيادة شركة نوفاتك، والتي بنتها روسيا في القطب الشمالي خلال عام 2017.
وقال رئيس مجلس الإدارة، الرئيس التنفيذي للشركة، ميد تريدويل، إن تطوير مشروع غاز مسال في آلاسكا يستهدف -في الأساس- توريد شحنات الوقود إلى آسيا خلال مدة 14 يومًا، بأسرع من الشحنات الآتية من ساحل الخليج الأميركي، وفق ما صرّح به لوكالة رويترز في مقابلة حصرية أُجريت معه هذا الأسبوع.
وذكر تريدويل: "هذا المشروع من الممكن أن يفتح مركزًا جديدًا كاملًا لإمدادات الغاز المسال والأمونيا والهيدروجين.. وتلك مزايا جيوسياسية، كما أن تنويع إمدادات الغاز في القطب الشمالي بعيدًا عن روسيا يظل فكرة مُرَحّبًا بها".
ويوضح الرسم البياني أدناه -الذي أعدّته منصة الطاقة المتخصصة- صادرات الولايات المتحدة الأميركية من الغاز الطبيعي المسال:
غاز مسال منخفض التكلفة
تراهن الشركة الأميركية على تطوير مشروع غاز مسال لإنتاج تلك السلعة الحيوية بكلفة منخفضة، مقارنة بمشروع يامال الروسي.
ووفق البيانات، تبلغ تكلفة إسالة 16.5 مليون طن من الغاز المسال سنويًا في محطة يامال للغاز المسال -التي صدّرت أولى شحناتها في عام 2017- ما إجمالي قيمته 27 مليار دولار، ويعادل هذا نحو 1.6 مليار دولار لكل مليون طن، بحسب تقديرات رويترز.
ومن المتوقع أن يلامس حجم الإنتاج السنوي لـ"قيلاك" الأميركية 4 ملايين طن، وبكلفة تصل إلى 5 مليارات دولار، أي 1.3 مليار دولار لكل مليون طن، وفق تقديرات رويترز.
البحث عن مصادر تمويل
تعمل قيلاك الأميركية للغاز المسال مع بنك الاستثمار لازارد لجذب التمويل، كما تخطط لتقديم حصة ملكية إلى كيانات في ألاسكا، من بينها مجموعات استثمارية محلية، بحسب ما صرّح به تريدويل الذي كان يشغل في السابق منصب حاكم ألاسكا.
وتابع: "نحن نتحدث إلى مستثمرين محتملين داخل اليابان وخارجها، بجانب شركات يمكنها مساعدتنا على خفض البصمة الكربونية للمشروع".
وبحسب تريدويل، من المقرر تدشين المشروع –الذي يعادل ما نسبته 1% من إجمالي الطلب العالمي- بحلول نهاية العقد الجاري (2030)، حينما يواجه المشترون المحتملون نقصًا في المعروض، وهو ما يمثّل إرجاءً من عام 2027 بسبب تفشّي جائحة فيروس كورونا المستجد "كوفيد-19".
وواصل: "نحن نركز في الوقت الراهن على السوق في جنوب شرق آسيا، وثمة دول أخرى تدرس جديًا التواصل معنا لتسريع وتيرة مشترياتها من الغاز المسال".
وأضاف تريدويل أن محطات استقبال الغاز المسال في اليابان الحالية والمستقبلية من الممكن –أيضًا- استعمالها لإعادة الشحن.
دراسة الجدوى
لم تستقر قيلاك الأميركية للغاز المسال بعد على شركات الهندسة والشراء والبناء، إضافة إلى شركات الشحن، بيد أنه من المتوقع أن تقود "نانا ورلي" و"أكير أركتيك تكنولوجي" عملية وضع دراسة الجدوى الخاصة بالمشروع، وفقًا لما قاله تريدويل.
وأكمل: "إذا التزمنا بالجدول، فستكون دراسة الجدوى جاهزة هذا العام، على أن تصبح عمليات هندسة وتصميم المراحل الأساسية للمشروع جاهزة في العام المقبل (2024)".
وأشار إلى أنه من الممكن اتخاذ قرار نهائي بشأن الاستثمار في عام 2025، موضحًا أن هذا يتوقف على عدد من الظروف.
ويُخطط المشروع لاستعمال هياكل قاعدة الجاذبية –أرجل ثقيلة الوزن مُصممة خصوصًا لدعم المنصات البحرية- تُثبَّت قبالة السواحل البحرية في ألاسكا.
مُستهدف المشروع
يستهدف المشروع توريد 3 إلى 5 ناقلات شهريًا إلى آسيا، بحسب ما صرّحت به شركة "لويدز إنرجي"، الشركة صاحبة المشروع، والتي تتخذ من إمارة دبي مقرًا لها.
وتُخطط الشركة لاستعمال ناقلات غاز مسال من فئة "إيه آر سي7"، والتي لديها القدرة على الإبحار في المياه القطبية.
يُشار إلى أن الناقلات المذكورة هي النوع نفسه الذي يعوّل عليه مشروع يامال، وفقًا لـ"تريدويل".
موضوعات متعلقة..
- 4 دول عربية في مقدمة إمدادات الغاز المسال إلى أوروبا خلال 2022
- ارتفاع واردات الغاز الطبيعي المسال يحرر بولندا تدريجيًا من قبضة روسيا
- توقف ضخ الغاز الروسي في خط يامال إلى بولندا
اقرأ أيضًا..
- حقل غاز أنشوا المغربي يشهد تطورات مهمة لبدء الإنتاج.. ورقم ضخم محتمل
- أوابك تكشف عن خطط 5 دول عربية لغزو سوق الهيدروجين عالميًا
- تصعيد أميركي جديد ضد أوبك.. القانون المثير للجدل يطل برأسه من جديد