الفساد يشجع زيادة انبعاثات الكربون في آسيا (دراسة)
ويضعف تطبيق معايير حماية البيئة
حياة حسين
أظهرت دراسة حديثة أن زيادة الفساد في الدول الآسيوية بنسبة 1%، يرفع انبعاثات الكربون 0.19%، ويُعدّ هذا العنصر أحد أهم تحديات المناخ في تلك المنطقة.
وأوضحت دراسة لمؤسسة "سنتر فور غلوبال ديفلوبمنت" البحثية، ومقرّها لندن وواشنطن، أن الدول النامية -حاليًا- تمثّل مصدرًا لنحو 63% من انبعاثات الكربون سنويًا، حسبما ذكر موقع "ساي ديف نت"، في 24 فبراير/شباط 2023.
وتشهد قطاعات عدّة بمجال الطاقة والصناعة وغيرها في الدول النامية تقدمًا سريعًا -حاليًا-، بعدما كان تطورها حكرًا على الدول المتقدمة حتى وقت قريب، ما زاد من تكوين الثروات في تلك المجتمعات.
وتضم آسيا عددًا من الدول هي الأعلى في انبعاثات الكربون وكل غازات الدفيئة، وتأتي في المقدمة الصين، تليها الهند، وفق بيانات اطّلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة.
المخاطر المناخية
وجدت دراسة حديثة لمؤسسة "سنتر فور غلوبال ديفلوبمنت" البحثية، أن المخاطر المناخية في الدول النامية الآسيوية باتت أكبر لأسباب عديدة، تتنوع بين اجتماعية وجغرافية واقتصادية.
وقال الباحث في جامعة "بانغاباندوهو شيخ موجيبار رحمن للعلوم والتكنولوجيا"، المسؤول عن الدراسة، خوسرول علام،: "انتشار الفساد بين الأفراد والكيانات في إدارة الأنشطة المختلفة والرغبة في تحقيق أرباح بطرق ملتوية وغير قانونية يعمل على تجاهل الأهداف البيئية".
وأجرت المؤسسة البحثية الدراسة الخاصة بالعلاقة بين الفساد وانبعاثات الكربون على 47 دولة آسيوية، في المدة بين 1960 و2020.
ومن بين تلك الدول الـ47: بنغلاديش وكمبوديا والهند وإندونيسيا وماليزيا والمالديف وميانمار، إضافة إلى نيبال.
ويُعدّ ثاني أكسيد الكربون أحد غازات الدفيئة المسبّبة لزيادة درجة حرارة الأرض.
وقالت وكالة حماية البيئة الأميركية، إن انبعاثات ثاني أكسيد الكربون تنجم -في الغالب- عن حرق الوقود الأحفوري لتوليد الحرارة والكهرباء اللازمة للعمليات الإنتاجية، إضافة إلى استعماله في قطاع النقل.
وأشارت الوكالة إلى أن قطع الغابات وإزالة الأشجار يتسببان في إنتاج 1.5 مليار طن من ثاني أكسيد الكربون سنويًا.
مسؤولية الانبعاثات
وجدت دراسة مؤسسة "سنتر فور غلوبال ديفلوبمنت" البحثية أن دول آسيا والمحيط الهادئ كانت مسؤولة عن ضخ 17.8 مليار طن من ثاني أكسيد الكربون في 2021، وهي تتجاوز كمية انبعاثات باقي دول العالم مجتمعة في هذا العام.
وأوضحت الدراسة أن الفساد في الدول الآسيوية عاقَ تنفيذ معايير علاج انبعاثات ثاني أكسيد الكربون.
وقال الباحث المسؤول عن الدراسة، إن العولمة قادت إلى أنشطة مختلفة بالدول النامية ترفع انبعاثات الكربون.
وأضاف: "الابتكارات التقنية الحديثة –أيضًا- أسهمت في زيادة انبعاثات الكربون، إذا لم تتبع وسائل خضراء.. مطلوب سياسات تسيطر على الفساد، وأيضًا تقنيات مبتكرة صديقة للبيئة".
كوب 26
كان العلماء وصانعو السياسات في دول العالم المختلفة قد اتفقوا خلال قمة المناخ كوب 26، التي انعقدت في مدينة غلاسكو الإسكتلندية 2021، على الحفاظ على زيادة حرارة الأرض عند 1.5 درجة مئوية، أعلى من مستواها قبل الثورة الصناعية، وهو ما يتوافق مع اتفاقية باريس للمناخ.
وتعهدت الدول الغنية في كوب 26 بتمويل الدول النامية للتعامل مع أزمة تغير المناخ وارتفاع الحرارة، عبر تشجيع مشروعات الطاقة المتجددة، وخفض استهلاك الوقود الأحفوري.
غير أن الشركاء في قمة المناخ التالية كوب 27، التي انعقدت في مدينة شرم الشيخ المصرية خلال شهر نوفمبر/تشرين الثاني 2022، فشلوا في التوصل إلى اتفاق يعزز تلك المستهدفات، وفق الدراسة.
وكانت توقعات غالبية المحللين تصبّ في هذا الاتجاه قبل كوب 27، إذ تسببت الحرب في أوكرانيا، واضطراب أسواق الطاقة العالمية، وارتفاع الأسعار، إلى شره بين الدول لاستهلاك الوقود الأحفوري، وتحقيق أمن الطاقة، ما أضعف من فرص الاتفاق في قمة شرم الشيخ.
موضوعات متعلقة..
- دافوس يحذّر: تغير المناخ ضمن أكبر 10 مخاطر يواجهها العالم (تقرير)
-
آثار تغير المناخ تضرب أميركا.. الغاز يتجمّد في الأنابيب والسحالي تتساقط من فوق الأشجار
اقرأ أيضًا..
- النفط القازاخستاني يتدفق إلى ألمانيا عبر روسيا لأول مرة
-
أكثر الدول دعمًا للوقود الأحفوري.. 4 بلدان عربية بقائمة الـ10 (إنفوغرافيك)