ما هي أنواع النفط.. ولماذا يختلف "الصخري" الأميركي عن غيره؟ (صوت)
أحمد بدر
وأضاف الحجي -في حلقة من برنامج "أنسيّات الطاقة"، قدّمها على موقع "إكس" (تويتر سابقًا)، بعنوان "نوعية النفط.. بين النفط الصخري والنفط الخليجي والعقوبات على روسيا"- أن أهم الاختلافات هو مقدار لزوجة هذا النفط وكثافته، فكلما كان كثيفًا ولزجًا كان ثقيلًا، وكلما كان أشبه بالماء مائعًا يُعد خفيفًا.
ولفت الدكتور أنس الحجي إلى أن معهد النفط الأميركي طوّر مقياسًا لقياس الكثافة للتفريق بين أنواع النفط، إذ وضع أرقامًا، هي عبارة عن درجات، بين 15 و45، فكلما انخفض الرقم زادت اللزوجة وكان النفط ثقيلًا، وكلما ارتفع الرقم كان النفط خفيفًا.
وتابع: "أي شيء تحت 15 عادة يكون النفط ثقيلًا جدًا أشبه بالأسفلت، والإشكالية أن المقياس الآخر للنفط هو مقدار الحموضة، فكلما زاد الرقم زادت نسبة الكبريت ومعه زادت الحموضة، وكلما قلّت انخفضت الحموضة وأصبح حلوًا".
أنواع النفط المطلوبة عالميًا
أوضح مستشار تحرير منصة الطاقة الدكتور أنس الحجي، أن النفط الخفيف الحلو يتصدّر أنواع النفط المرغوبة عالميًا، لذلك تكون أرقامه في حدود 38 إلى 45 على مقياس الكثافة، إذ تكون نسبة الكبريت فيه منخفضة، فيكون حلوًا.
وقال إن أبرز أنواع النفط التي تستعمل بصفتها مقاييس أو معايير عالمية، سواء خام برنت أو غرب تكساس الوسيط، كلاهما نفط خفيف وحلو، ولكن هناك مقاييس أخرى، إذ إنه بالنظر إلى خامي دبي وعمان -مثلًا- نجدهما من النوع المتوسط والحامض، ولكن الشهرة لخامي برنت وغرب تكساس.
وتطرّق الدكتور أنس الحجي إلى النفط الصخري في الولايات المتحدة، الذي زاد إنتاجه بصورة كبيرة خلال الأعوام الـ12 الماضية، لدرجة جعلت أميركا أكبر منتج للنفط في العالم، وأيضًا أكبر منتجي الغاز، ومؤخرًا صارت أكبر مصدر للغاز المسال في العالم.
وأضاف: "أصبحت الهيمنة أميركية في هذا المجال، إلا أن هناك مشكلة كبيرة، وهي أن نوعية النفط الصخري من النوع الخفيف الحلو، أو الخفيف جدًا، وهو ما يُسمى (المكثفات الغازية)، وهو ما يسبّب مشكلة الآن".
وتابع: "تاريخيًا، عند تطوير صناعة النفط الأميركية قبل 160 عامًا، اهتمت الحكومات بالضرائب، لأن النفط في الولايات المتحدة ملكية خاصة، إلا في أراضٍ ومياه تملكها الحكومة الفيدرالية، لكن عمومًا النفط ملكية خاصة".
وأشار خبير اقتصادات الطاقة إلى أن الحكومات الأميركية، لكي تفرض الضرائب الصحيحة من وجهة نظرها، قسّمت ما يخرج من الآبار إلى 3 أقسام، قسم نفط وله ضرائب معينة، وقسم غاز وله ضرائب معينة، وسوائل غازية من آبار الغاز، ومنها البروفين والبيوتين.
ولفت إلى أنه عندما تقرر إنشاء وزارة الطاقة عام 1977، وإدارة معلومات الطاقة التابعة لها بصفتها ذراعًا إحصائيًا محايدًا سياسيًا تقدّم البيانات إلى كل من يريدها، لم تكن لديهم أي معلومات أو خبرات، فكان المنطقي أن يتصلوا بحكومات تكساس ولويزيانا وأوكلاهوما، لطلب الخبرات والمعلومات والبيانات.
وأردف: "ورثت الحكومة الفيدرالية النظام الذي اتبعته الولايات تاريخيًا، إذ إن هناك 3 أوعية، نفط وغاز وسوائل غازية، واستمر هذا الموضوع من عام 1977 حتى 2010".
تطور أنواع النفط في أميركا
قال خبير اقتصادات الطاقة الدكتور أنس الحجي، إنه مع ثورة النفط الصخري الأساسية كانت الآبار تختلف عن الآبار التقليدية، إذ تحتوي على نفط وكميات كبيرة من الغاز والسوائل الغازية، وهذه مشكلة كبيرة بالنسبة إلى إدارة المعلومات.
وفسّر الحجي الأمر بالقول إن التعريف التاريخي للسوائل الغازية أنها سوائل تُستخرج من آبار الغاز، ولكن الآن لأول مرة هناك كميات ضخمة جدًا من السوائل الغازية تخرج من آبار النفط وليس من آبار الغاز كما هو معروف.
وأضاف: "هنا قررت إدارة معلومات الطاقة، وبصورة عشوائية ودون دراسات، بالإضافة إلى السوائل الغازية التي تأتي من آبار النفط إلى قسم النفط، ومن ثم أصبح التعريف الأميركي الحكومي لأنواع النفط يختلف عن أي دولة أخرى، وعن أي شركة أخرى، وهذه مشكلة نعانيها دائمًا".
ولفت الحجي إلى أن عدم التوسع في إنتاج النفط الصخري أو تباطؤ النمو في إنتاجه هو لصالح المنتجين وأميركا والعالم ككل، موضحًا أن هناك إشكالية تتعلق بنقص إمدادات الديزل عالميًا، وهو يمكن استخراجه من النفط الخفيف.
وأكد وجود حاجة إلى أنواع النفط الأخرى مثل المتوسط والأثقل لاستخراج الديزل، بما أن هناك نقصًا كبيرًا في الإمدادات عالميًا، إذ إن النفط الصخري غير مطلوب، والمطلوب هو المتوسط والثقيل.
تنبيه.. حُدِّثَ هذا التقرير في 20 أكتوبر/تشرين الأول 2023.
موضوعات متعلقة..
- ليبيا.. ماذا تعرف عن الدولة التي لديها أفضل أنواع النفط في العالم؟
- أنواع النفط وفقًا لتصنيف وكالة حماية البيئة الأميركية
-
بخلاف برنت وغرب تكساس الوسيط.. ما أبرز أنواع النفوط عالميًا وعربيًا؟
اقرأ أيضًا..
- التحليل الكهربائي لإنتاج الهيدروجين الأخضر.. أبرز التقنيات والقطاعات المستفيدة (تقرير)
- هل حققت المقاطعة النفطية في 1973 أهدافها؟ أنس الحجي يجيب