تواجه شركة "بي وادي دي" الصينية، المتخصصة في صناعة السيارات والشاحنات والمحركات الصينية، عدم يقين بشأن مستقبلها في السوق اليابانية، على خلفية اكتشاف مادة كيميائية سامة في حافلاتها الكهربائية التي كان من المقرر طرحها في البلد الكائن شرق آسيا هذا العام (2023).
وسرعان ما أثرت أنباء تلك الواقعة في أسهم الشركة التي سجلت هبوطًا حادًا في بورصة هونغ كونغ.
وفي أول تعقيب لها على المزاعم المذكورة، أقرت "بي واي دي" الصينية بوجود المادة الكيميائية السامة في الحافلات الكهربائية المخصصة للسوق اليابانية، بيد أنها أكدت أن تلك المادة لا تمثّل مخاطر على الصحة، حسبما أوردت صحيفة "فري ماليزيا توداي".
وفي بيان صادر أمس الخميس 23 فبراير/شباط (2023)، ذكرت وحدة "بي واي دي" الصينية في اليابان أن تشغيل المركبات بعد التصنيع لن يؤثر أبدًا في الركاب، أو السائقين أو حتى عمال الصيانة، وفق ما طالعته منصة الطاقة المتخصصة.
ووعدت شركة بي واي دي الصينية بإزلة المواد السامة من المركبات، ثم التخلص منها نهائيًا، كي لا تترك أي آثار بيئية.
الكروم سداسي التكافؤ
اُستعملت مادة الكروم سداسي التكافؤ في السابق على نطاق واسع في تصنيع مكونات السيارات، لكنها تُصنف بين المواد عالية السمية والمسرطنة.
وفي هذا السياق، أشارت وحدة بي واي دي الصينية في اليابان إلى أن مادة الكروم سداسي التكافؤ كانت تُستعمل -على وجه التحديد- في معالجة خاصية مقاومة الصدأ لبعض المكونات، مثل الصواميل والمسامير، في 5 حافلات كهربائية.
وتحاول بي واي دي الصينية الوقوف على ما إذا كانت المادة المذكورة قد استعملت -أيضًا- في مكونات سيارات الركاب الكهربائية، التي طُرحت للبيع في اليابان في نهاية شهر يناير/كانون الثاني (2023).
وتسعى بي واي دي الصينية إلى طمأنة عملائها في السوق اليابانية، قائلة إن الحافلات الكهربائية، التي من المزمع طرحها نهاية العام الجاري (2023)، ستكون خالية من تلك المادة تمامًا.
يُذكر أن مادة الكروم سداسي التكافؤ لم تُستعمل قط في السيارات الجديدة المصنعة في اليابان منذ حظرتها رابطة مصنعي السيارات اليابانية طواعية في عام 2008، رغم عدم وجود قوانين تحظر استعمال تلك المادة في اليابان.
ويحظر الاتحاد الأوروبي استعمال مادة الكروم سداسي التكافؤ في سيارات الركاب.
إلغاء خطة لتوريد حافلات كهربائية
في إطار تداعيات واقعة مادة الكروم سداسي التكافؤ، اضطرت "هينو موتورز"، الوحدة التابعة لشركة "تويوتا" -عملاقة صناعة السيارات اليابانية- إلى إلغاء خطة توريد حافلات كهربائية صغيرة إليها من قبل "بي واي دي"، بعد الكشف عن المادة الكيميائية المثيرة للجدل المحظورة بموجب القواعد المنظمة للصناعة اليابانية، حسبما ذكرت صحيفة "نيكي آسيا" اليابانية.
وقالت "هينو موتوز"، المتخصصة في تصنيع الشاحنات والحافلات والمركبات التجارية، إنها قد تخلت فعليًا عن خطط طرح 30 حافلة ذات الـ30 مقعدًا في السوق اليابانية، بعد فشل التفاوض مع "بي واي دي" لتصنيع الحافلات دون استعمال المادة الكيمائية الضارة.
وفي المقابل، أوضحت شركة بي واي دي أن جميع الحافلات الكهربائية، التي كان من المقرر طرحها في السوق اليابانية، مطابقة للقوانين والمعايير.
وكانت بي واي دي الصينية قد امتنعت في البداية عن التعليق على استعمال مادة الكروم سداسي التكافؤ عند طلب توضيح منها في هذا الخصوص، حسبما ذكرت وسائل إعلام يابانية.
شعبية كبيرة
اكتسبت الحافلات الكهربائية المصنَّعة من قبل "بي واي دي" شعبية ملحوظة في اليابان، إذ توجد 80 وحدة منها في تلك السوق الحيوية.
وتستحوذ بي واي دي الصينية على حصة تصل إلى نحو 70% من سوق الحافلات الكهربائية في اليابان.
وعلى وقع أنباء المادة السامة، هبطت أسهم بي واي دي بنسبة 2.5% خلال جلسة تداول يوم الأربعاء 22 فبراير/شباط (2023) في بورصة هونغ كونغ.
ونزل سعر السهم في الشركة بأكثر من 4% في أقل من أسبوع، في أعقاب قرار "هينو موتورز" إلغاء خطط طرح الحافلة الكهربائية المصنعة من قبل الشركة الصينية.
قفزة في المبيعات
على الجانب الآخر، حققت بي واي دي الصينية ارتفاعًا كبيرًا في مبيعات السيارات الكهربائية والهجينة خلال الشهور الـ11 الممتدة إلى 30 نوفمبر/تشرين الثاني (2022)، بنسبة 132%، لتستقر عند 1.6 مليون وحدة، وبزيادة نسبتها 219% على أساس سنوي.
ومن بين سيارات الركاب، باعت الشركة الصينية قرابة 113 ألفًا و915 وحدة كهربائية بالكامل، بارتفاع نسبته 147%، قياسًا بشهر نوفمبر/تشرين الثاني (2021).
كما قفز عدد السيارات الكهربائية الهجينة بنسبة 164%، إلى 116 ألفًا و27 وحدة.
وترجع تلك القفزة الكبيرة في مبيعات بي وادي دي الصينية إلى ارتفاع معدلات الإنتاج، واقتحام الشركة العديد من الأسواق الجديدة، في مقدمتها أستراليا، إذ باعت نحو 845 وحدة من طراز "أتو 3" في السوق الأسترالية خلال شهر نوفمبر/تشرين الثاني (2022).
وسبق أن علقت شركة بي واي دي الصينية إنتاح مركبات الوقود الأحفوري وبيعها في شهر مارس/آذار (2022)، لتتفرغ -منذ ذلك الحين- لتصنيع السيارات الكهربائية والهجينة، وفق معلومات منصة الطاقة المتخصصة.
موضوعات متعلقة..
- أوروبا تعارض دعم السيارات الكهربائية بقانون خفض الضرائب الأميركي (تقرير)
- بي واي دي الصينية تحتفل بإنتاج مليون سيارة كهربائية
اقرأ أيضًا..
- عام على الغزو الروسي لأوكرانيا.. دبابات موسكو تقلب موازين الطاقة (تغطية خاصة)
- الكشف عن أكبر مشروع لإنتاج الهيدروجين من الفحم
- توقعات أسعار البنزين في الأردن لشهر مارس 2023
