الهيدروجين الأخضر في سلطنة عمان يستلزم استثمارات بـ230 مليار دولار
دينا قدري
يتطلب تصدير الهيدروجين الأخضر في سلطنة عمان استثمارات إضافية بقيمة 230 مليار دولار، دعمًا لهدف البلاد الذي يتمثل في تحقيق الحياد الكربوني بحلول عام 2050.
كشف هذا الإستراتيجية الوطنية العمانية للانتقال المنظم إلى الحياد الكربوني، التي أعلنتها وزارة الطاقة والمعادن، واطّلعت منصة الطاقة المتخصصة على تفاصيلها.
وتتبنى الإستراتيجية الوطنية تنفيذ أدوات إزالة الكربون الأقل تكلفة أولًا، لأنها تصبح مجدية اقتصاديًا، يليها تفعيل أدوات لمعالجة الانبعاثات التي يصعب تخفيفها.
كما أشارت إلى أن المسار الانتقالي المنظم يمكن أن يساعد سلطنة عُمان على تخفيف 97 مليون طن من مكافئ ثاني أكسيد الكربون بحلول عام 2050، مع إزالة الكربون حتى عام 2030 و2040 بنسبة 6% و54% على التوالي، مقارنةً بانبعاثات عام 2021.
إستراتيجية الحياد الكربوني في سلطنة عمان
تدعو الإستراتيجية الوطنية إلى "انتقال منظم" إلى الحياد الكربوني مدعومًا بـ5 أهداف رئيسة: الاستدامة البيئية، وتكاليف نظام الطاقة، والتأثير الاقتصادي، والتأثير الاجتماعي، وأمن الإمدادات.
وأوضحت -أيضًا- أن "الصناعة والنفط والغاز والنقل ستقود هذه الجهود"، وفق ما نقلته منصة "عمان أوبزرفر" (Oman Observer).
وسيؤدي هذا المسار إلى فجوة "الميل الأخير" المتبقية بنسبة 8% (7 ملايين طن)، التي يمكن معالجتها من خلال تقنيات إزالة الكربون والانبعاثات السلبية الطبيعية (مثل التقاط الكربون وتخزينه)، والتغيرات السلوكية الحرجة (مثل استبدال المنتجات أو المواد كثيفة الكربون).
وتحدد الإستراتيجية الوطنية تقنيات إزالة الكربون الـ6 الرئيسة لدفع الانتقال المنظم إلى الحياد الكربوني: كفاءة الطاقة والموارد، والكهرباء والطاقة المتجددة، وتكنولوجيا البطارية الكهربائية، والهيدروجين المستدام، واحتجاز الكربون وتخزينه، وحلول الانبعاثات السلبية.
وستساعد هذه التقنيات معًا في تغطية نحو 90% من الحدّ من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون بحلول عام 2050.
ومع ذلك، يجب استكمالها بمبادرات أخرى، مثل تخزين الكهرباء على المدى الطويل، وبناء بنية تحتية جديدة مثل شبكات شحن السيارات الكهربائية، وتكثيف اعتماد السيارات الكهربائية، وإدخال سياسات وتشريعات جديدة، وطرح آليات السوق في شكل تسعير الكربون، على سبيل المثال.
استثمارات الهيدروجين الأخضر في سلطنة عمان
تُقدر الإستراتيجية الوطنية استثمارًا رأسماليًا بقيمة 190 مليار دولار بالنسبة إلى سيناريو "العمل كالمعتاد" في سلطنة عمان.
وستغطي هذه النفقات المخصصات للبنية التحتية للكهرباء والهيدروجين، بما في ذلك تحديث شبكة الكهرباء وتوسيعها في البلاد وخطوط أنابيب الهيدروجين والتخزين، فضلًا عن البنية التحتية لشحن السيارات الكهربائية ونشر تخزين الكهرباء طويل الأمد.
وأضافت: "إذا ضمّنا الاستثمار المطلوب لفتح اقتصاد لتصدير الهيدروجين، فإن الاستثمار الرأسمالي المطلوب سيزيد بمقدار 230 مليار دولار إضافية تقريبًا".
وتمثّل 5 قطاعات -الصناعة والنفط والغاز والطاقة والنقل والمباني- نحو 5% من صافي انبعاثات عمان المقدرة بـ90 مليون طن من مكافئ ثاني أكسيد الكربون في عام 2021.
ودون تدخلات جادة، يمكن أن ترتفع الانبعاثات بنسبة 16%، لتصل إلى 104 ملايين طن من مكافئ ثاني أكسيد الكربون بحلول عام 2050، وفق ما حذّرت منه الوثيقة.
ويوضح الرسم التالي -الذي أعدّته منصة الطاقة المتخصصة- المصادر المختلفة لإنتاج الهيدروجين:
مشروع الأمونيا الخضراء في سلطنة عمان
في سياقٍ متصل، يُمكن أن تشارك الشركة اليابانية المصنعة للهندسة الثقيلة "أي إتش أي كوربوريشن" في مشروع الأمونيا الخضراء، الذي تدعمه شركة تطوير الطاقة الخضراء الهندية "أكمي"، والذي يجري تطويره حاليًا في سلطنة عمان.
ووقعت الشركتان مذكرة تفاهم لدراسة جدوى إنتاج واستعمال الأمونيا الخضراء المشتقة من الطاقة المتجددة، وفق ما أعلنته شركة "أي إتش أي"، في بيان صحفي اطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.
وأضافت: "في مذكرة التفاهم هذه، ستنظر أي إتش أي في المشاركة في مشروعات إنتاج الأمونيا الخضراء، بقيادة أكمي، التي تُجرى في عمان والهند والولايات المتحدة ومصر، بالإضافة إلى استعمال الأمونيا لتوليد الكهرباء الخالية من الكربون في الجزر الآسيوية ومناطق أخرى".
وأوضحت الشركة أن معظم الأمونيا الموجودة في السوق حاليًا تُستمد من الوقود الأحفوري المنبعث من ثاني أكسيد الكربون في أثناء الإنتاج، ولكن إذا نجح إنتاج الأمونيا الخضراء، المشتقة من مصادر الطاقة المتجددة، فسيكون من الممكن بشكل كبير خفض انبعاثات ثاني أكسيد الكربون عبر سلسلة توريد الأمونيا.
إمكانات مشروع الأمونيا الخضراء
تَعُد حاليًا شركة الهيدروجين الأخضر والكيماويات -المشروع المشترك بين الوحدة البريطانية لأكمي وشركة سكاتك النرويجية الرائدة في توفير حلول الطاقة المتجددة- المرحلة الأولى من مشروع الأمونيا الخضراء في المنطقة الاقتصادية الخاصة في الدقم.
وتستهدف المرحلة الأولى -التي تعمل بنحو 500 ميغاواط أو مصادر الطاقة المتجددة- إنتاج 100 ألف طن متري سنويًا من الأمونيا الخضراء.
وفي المرحلة الثانية، من المتوقع أن ينمو إنتاج الأمونيا الخضراء بمقدار 12 ضعفًا إلى نحو 1.2 مليون طن متري سنويًا.
وكانت شركتا أكمي وسكاتك قد أعلنتا -في مارس/آذار 2022- توقيع اتفاقية لتصميم وتطوير وبناء وتشغيل منشأة للأمونيا الخضراء واسعة النطاق في عمان، من خلال مشروع مشترك بنسبة 50% لكل منهما.
ثم حصل المشروع على أول شهادة للهيدروجين الأخضر والأمونيا الخضراء في العالم، أصدرتها شركة تي يو في راينلاند، المزوّد الدولي الرائد لخدمات الفحص، في أبريل/نيسان 2022.
وهو ما يعني أن الأمونيا والهيدروجين المنتجين من الطاقة الخضراء لهما مستويات أقلّ بكثير من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري من الهيدروجين التقليدي أو الوقود الأحفوري.
موضوعات متعلقة..
- ارتفاع إنتاج الكهرباء في سلطنة عمان خلال أول 11 شهرًا من 2022
- سلطنة عمان تفتتح مصنع الأمونيا في صلالة بطاقة 365 ألف طن سنويًا
- مسؤولة: سلطنة عمان تحقق نتائج ملموسة باتجاه الحياد الكربوني
اقرأ أيضًا..
- عام على الغزو الروسي لأوكرانيا.. دبابات موسكو تقلب موازين الطاقة (تغطية خاصة)
- 7 خبراء لـ"الطاقة": الغزو الروسي لأوكرانيا أقل تأثيرًا بعد عام.. وهذه توقعات أسعار النفط
- عام على الغزو الروسي لأوكرانيا.. غياب غاز موسكو يزيد اعتماد أوروبا على الطاقة المتجددة
- الجزائر تتصدر صفقات الغاز العربية والأفريقية في العام الأول لحرب أوكرانيا