مشروع رصيف لتصدير النفط يضع بايدن في مأزق.. ونشطاء يهاجمون الحكومة
إدارة البيت الأبيض تستعد للموافقة على 3 أرصفة أخرى
حياة حسين
- سكان محليون ونشطاء بيئة يرفعون دعوى قضائية ضد مشروعات الأرصفة
- الأرصفة الـ 4 تزيد صادرات أميركا من النفط بـ 7 ملايين برميل يوميًا
- تشغيل الأرصفة بالكامل خلال 30 عامًا ينتج 24 مليار طن متري من الانبعاثات
- المشروعات الجديدة تهدد سكان المنطقة المحليين وحوت رايس الذي يواجه خطر الانقراض
اتهم أميركيون الرئيس جو بايدن بالنفاق، بعد موافقة إدارته على مشروع رصيف لتصدير النفط، وترقّب السماح بتطوير 3 أرصفة أخرى.
فبعد أن كان بايدن من أكبر المطالبين بالتصدي لأزمة تغير المناخ منذ خوضه سباق الرئاسة، بات مناصرًا لمشروعات، يتوقع بعضهم لها أن تكون الأعلى تلويثًا لعقود.
فقد وجد تقرير أن مشروعًا مقترحًا لزيادة صادرات النفط من ولاية تكساس، سيرفع انبعاثات غازات الدفيئة بمقدار 4 أضعاف خلال عمره الافتراضي الذي يمتد إلى 30 عامًا، حسبما ذكرت صحيفة الغارديان، يوم الثلاثاء 21 فبراير/شباط 2023.
وكان علاج أزمة تغير المناخ، وتحول الطاقة، من الأهداف الأساسية لحملة بايدن الانتخابية في عام 2020، إذ خسر أمامه سلفه دونالد ترمب، الذي كان يُوصف بعدو البيئة، بسبب تهكمه الدائم على نشطائها، وفق ما اطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.
كما أصدر بايدن عدّة تشريعات في العامين الآخرين، منها الحد من التضخم، والذي مرّره في أغسطس/آب 2022، وهو يضمن حزم دعم مالية وتسهيلات ضريبية تصل إلى عدّة مئات من مليارات الدولارات، لمشروعات تسهم في التصدي لأزمة تغير المناخ.
رصيف سي بورت
وافقت الحكومة الفيدرالية الأميركية على مشروع رصيف لتصدير النفط تحت اسم "سي بورت"، ويقع على بعد 35 ميلًا من ساحل تكساس، جنوب هيوستن، ومن المفترض أن تقرر ما إذا كانت ستوافق على إقامة 3 أرصفة أخرى قريبة.
وتدفع الـ4 أرصفة صادرات النفط الأميركية بمقدار 7 ملايين برميل يوميًا، ما يعادل 50% من إجمالي الصادرات في الولايات المتحدة، حاليًا، حال الموافقة على إقامتها.
إلّا أن تقريرًا بشأن تلك الأرصفة وجد أنه خلال عمرها الافتراضي، وهو 30 عامًا، وعند عملها بكامل طاقتها، ستمثّل كارثة، لأنها ستفاقم أزمة تغير المناخ.
ووجد محللو "غلوبال إنرجي مونيتور" في تقرير أعدوه لصالح صحيفة "الغارديان" أن تلك المشروعات ستطلق 24 مليار طن متري من غازات الدفيئة طوال عمرها، والتي تنجم عن النقل وحرق النفط.
ويرى منتقدو المشروعات، والتي وصفوها بـ"قنبلة كربونية"، أنها تهدد صورة الرئيس الأميركي، بوصفه الساعي لاقتلاع أزمة تغير المناخ من جذورها.
يأتي ذلك وسط تحذيرات وكالة الطاقة الدولية، إذ قالت، إنه يتعين على العالم تجنُّب تدشين أيّ مشروعات وقود أحفوري عملاقة جديدة، إذا أراد درء خطر احترار الأرض (زيادة درجة الحرارة).
وعلّق المحلل المشارك في التقرير بايرد لانجنبرنر قائلًا: "كمية النفط التي ستتعامل معها المشروعات الـ4 والانبعاثات الناجمة عنها ضخمة، وأسوأ من أيّ سيناريو لأيّ مشروعات بُنيت خلال عقود".
وأضاف: "ومع افتراض أن انبعاثات المشروعات أقلّ، فليس من المفترض أن نفعل ذلك، لأننا يجب أن نتحرك بسرعة نحو الحياد الكربوني، فأيّ انبعاثات إضافية تعني مقاومة الأهداف المناخية، وتضع إدارة بايدن في صورة المنافق الذي يسمح بإقامة تلك المشروعات، ويردد بعدها أن أميركا تريد خفض انبعاثات بلادها".
شركاء المشروع
يُعدّ رصيف تصدير النفط الأميركي الجديد، الذي وافقت عليه الحكومة الفيدرالية، مشروعًا مشتركًا بين شركات إنتربرايز وإنبريدج وشيفرون.
وسيصبح الرصيف أكبر محطة لتصدير النفط في الولايات المتحدة حال الانتهاء من بنائه، وتبلغ طاقته مليوني برميل يوميًا، ما يعادل 25% من إجمالي صادرات أميركا -حاليًا-.
وسيصدَّر عبر الرصيف نفط مستخرج من حوض برميان الواسع، بوساطة شبكة من خطوط الأنابيب، إلى ناقلات ضخمة تنقله من خليج المكسيك إلى المشترين في الخارج.
ويمتد المشروع والخطوط المرتبطة به نحو 140 ميلًا على الأرض وتحت سطح الماء.
ورغم أن الانبعاثات الناجمة عن مشروع تطوير رصيف لتصدير النفط لن تُحتسب من إجمالي انبعاثات الكربون في الولايات المتحدة، والتي تعهَّد الرئيس الأميركي بخفضها إلى النصف خلال هذا العقد، فمن المؤكد أنها ستسهم في تفاقم أزمة تغير المناخ العالمية.
وفي شهر نوفمبر/تشرين الثاني 2022، وافقت إدارة البحرية التابعة لوزارة النقل الأميركية على مشروع الرصيف لتصدير النفط، مرجعة ذلك للطلب المرتفع على الخام والغاز من أوروبا، بسبب بحثها عن بدائل للإمدادات الروسية، بعد غزو موسكو أوكرانيا قبل نحو العام.
وقالت الإدارة البحرية: "يفيد المشروع البلاد؛ لأنه يمنحها مكاسب على صعيد النمو الاقتصادي والتوظيف وصمود البنية التحتية والأمن، كما أنه يمثّل مصدرًا موثوقًا للنفط لحلفاء الولايات المتحدة".
كما أوصت وكالة حماية البيئة، والتي من المفترض أنها تسهم في علاج تغير المناخ، بتنفيذ المشروع، مع اتخاذ الاحتياطيات اللازمة لتجنّب الأثار السلبية على سكان المنطقة من أصحاب الدخول المنخفضة والملونين.
يُذكر أن منطقة برازوريا، التي تضم محطة فريبورت للغاز المسال، فشلت في تحقيق معايير الهواء النظيف الوطنية، ما تسبَّب في انتشار مشكلات تنفس بين السكان.
دعوى قضائية
رفع تحالف من المجتمعات المحلية ونشطاء البيئة دعوى قضائية ضد الحكومة الفيدرالية الأميركية، بسبب موافقتها على تدشين مشروع رصيف لتصدير النفط نهاية 2022.
وبرّر التحالف الدعوى القضائية بأنه يهدد بفناء حوت رايس الذي يواجه خطر الانقراض، إضافة إلى أنه يزيد من الضغط على المجتمعات المحلية المثقلة بالهواء الملوث، جراء تشغيل 90 محطة كهرباء تعمل بالفحم -حاليًا-.
ووصف التحالف الموافقة على مشروع تطوير رصيف لتصدير النفط بأنه "وصمة عار في سجل العدالة المناخية والبيئية لإدارة بايدن".
وفي الوقت نفسه، تستعد إدارة البحرية الأميركية للموافقة على 3 مشروعات أرصفة جديدة لتصدير النفط، هي: تكساس غلف لينك، وبلومارلين أوفشور، وبلوواتر تكساس، إلى جانب سي بورت، الذي جرت الموافقة عليه سابقًا.
ويقع "تكساس غلف لينك" على بعد عدّة أميال من سي بورت، ومن المنتظر أن تديره إدارة مدينة جونز كريك.
صادرات محدودة
يُذكر أنه حتى عام 2015، عندما ألغى الرئيس السابق لأميركا دونالد ترمب القيود على صادرات النفط، كانت تلك الصادرات محدودة للغاية.
غير أن نشاط البحث والاستكشاف والإنتاج من النفط والغاز الصخريين، دفع أميركا لتحتلّ المركز الثالث بين أكبر مصدّري النفط، والأول للغاز المسال.
وحتى الآن، جرت الموافقة على بناء 16 رصيفًا لتصدير الغاز، بعضها انتهى العمل به، والباقي تحت الإنشاء، وتقع جميعها على ساحل خليج المكسيك الأميركي.
وتمثّل تلك المشروعات تهديدًا للمجتمعات المحلية في تلك المناطق المتضررة منذ زمن، جراء تلوث الهواء، ويرفع -أيضًا- من حدة أزمة تغير المناخ.
وفي يونيو/حزيران (2022)، اندلع حريق بمحطة فريبورت للغاز المسال، أدى إلى انفجار، أرجعه المشرّعون إلى فشل أنظمة العمليات التشغيلية.
وقالت مواطنة تقطن في المنطقة تُدعى ميلاني أولدهام: "إن عدد خطوط الأنابيب حولنا مذهل، ويجسّد الخطر الذي يواجهنا جراء انفجار مماثل لفريبورت أو تسرب نفطي.. كثير من جيراني يعانون من أمراض عديدة جراء هذا التلوث".
وكانت أولدهام ضمن مجموعة من المحتجين على مشروعات الأرصفة الـ4 في واشنطن خلال عام 2022، إذ انتهت الاحتجاجات باعتقال 4 أشخاص.
وعلّقت قائلة: "هذا محبط للغاية، فبايدن الذي وعد بغلق مشروعات الوقود الأحفوري في حملته الانتخابية، يوافق على مشروعات جديدة".
موضوعات متعلقة..
- مشروعات النفط في ولاية ألاسكا تثير الخلاف بين بايدن والجمهوريين مجددًا (تقرير)
-
حوافز السيارات الكهربائية تزيد الضغوط على بايدن.. ومطالب بتغيير القواعد
-
الفيروس الأخضر.. انتقادات حادة لخطط "بايدن" و"جونسون" لمعالجة تغير المناخ
اقرأ أيضًا..
- مشروع محطة غاز إسرائيلية يهدد صادرات مصر
-
أزمة الطاقة.. أعلى 10 دول أوروبية إنفاقًا على دعم المواطنين والشركات
-
فرصة ذهبية للمغرب.. مشروع هيدروجين المتوسط يجذب الاستثمار الأوروبي