رغم معاناتها من نقص الكهرباء.. دولة آسيوية تقترض لشراء 300 حافلة كهربائية

ومحطة فحم مهددة بالتوقف بعد استئناف التشغيل بسبب نقص الدولار

حياة حسين

2023-02-20

1 672

تخطط حكومة بنغلاديش لشراء 300 حافلة كهربائية من الهند، في الوقت الذي تعاني فيه البلاد أزمة الكهرباء وشح العملة الأجنبية، ما يهدد محطة فحم بالتوقف، رغم أنه لم يمرّ إلّا أيام على استئناف العمل بها.

وكشف تقرير نشره موقع "نيو إيج بنغلاديش"، الأحد 19 فبراير/شباط 2023، أن مسؤولين من الجانبين بحثوا شراء بنغلاديش الـ 300 حافلة كهربائية من الطراز ذي الدورين، لتنضم إلى أسطول النقل العام بالبلاد.

وأوضح بيان صحفي أن نائب المفوض السامي الهندي بينوي جورج أجرى اتصالًا هاتفيًا بوزير النقل والجسور البنغالي أوبايدول كادر، عندما كان في مكتبه اليوم الأحد.

وأشار البيان إلى أن الهند ستقرض بنغلاديش قيمة الحافلات الكهربائية من خلال عقد تقوم البلدان بتوقيعه، وفق معلومات اطّلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة.

تسليم 100 حافلة

طلبت بنغلاديش من الهند تسليمها 100 حافلة كهربائية من بين 300 اتفقت على شرائها، خلال العام الجاري (2023)، وفق بيان لوزارة النقل والجسور البنغالية.

وقال وزير النقل البنغالي، إن بلاده ستعمل على وضع سياسة لتسجيل وتشغيل السيارات الكهربائية في 2023، مستهدفة خفض انبعاثات الكربون، وستقدم مسودة تلك السياسة إلى الحكومة خلال شهر فبراير/شباط الجاري.

الكهرباء في بنغلاديش

يأتي ذلك رغم أن الدولة الآسيوية تعاني من أزمة كهرباء حادة، بسبب ارتفاع أسعار الوقود عالميًا، ونقص العملة الأجنبية اللازمة لاستيراده.

وشهدت بنغلاديش انقطاعًا للكهرباء عن 80% من سكان الدولة في أكتوبر/تشرين الأول من العام الماضي (2022).

وفي يوليو/تموز 2022، لم تكد تعلن حكومة بنغلاديش توصيل الكهرباء لـ100% من البلاد، حتى أعلنت رسميًا غلق محطة كهرباء تعمل بالديزل، طاقتها 1.2 ميغاواط، مستهدفةً خفض النفقات بالعملات الصعبة عن طريق الواردات، ما فاقم من أزمة الكهرباء.

وفي يوم الجمعة الماضي، أعلنت شركة شبكة الكهرباء البنغالية أن معدل خفض الأحمال يوم الخميس بلغ 40 ميغاواط، وكانت الذروة عند 416 ميغاواط.

تشغيل محطة الفحم

نجحت بنغلاديش في تشغيل أولى وحدات محطة كهرباء تعمل بالفحم، مساء الأربعاء 15 فبراير/شباط 2023، بعد توقّف تجاوز الشهر، بسبب أزمة شح الدولار، وعدم القدرة على استيراد مستلزمات التشغيل.

وأشار تقرير منشور في موقع "ذا بزنس استاندرد" في اليوم التالي للتشغيل (الخميس)، إلى أن محطة الكهرباء التي تعمل بالفحم (رامبال) لن تكون مستقرة في عمليات التوليد، إذا فشلت الحكومة بتدبير كميات كافية من الدولار لشراء المستلزمات.

غير أن مدير شركة "بنغلاديش-إنديا فرينشيب" التي تدير محطة رامبال، سوبهاش تشاندرا باندي، استبعد أن يحدث أيّ اضطراب خلال الشهرين المقبلين.

وقال: "إن سير عمليات الشحن وتعاقدات المورّدين تبشّر باستمرار العمل بصورة منتظمة خلال شهرين مقبلين، لكن إذا حدث أيّ نقص في الدولار اللازم لاستيراد الفحم، فقد تتوقف عن العمل في آخر أيام الصيف المقبل".

وأضاف في لقاء مع صحفيين في مكتبه بمحطة رامبال: "لا يوجد في بنغلاديش نوع فحم مناسب لمعدّات المحطة"، بحسب التصريحات التي رصدتها منصة الطاقة.

طاقة المحطة

تبلغ طاقة محطة الكهرباء التي استأنفت العمل في بنغلاديش، 1.32 ميغاواط، في حين تصل قدرة الوحدة التابعة التي استؤنف العمل بها 400 ميغاواط.

وبدأ ربط محطة الكهرباء بالشبكة الوطنية في 17 ديسمبر/كانون الأول 2022، لكنها توقفت في 14 يناير/كانون الثاني 2023، بسبب تأخّر دفع مستحقات المورّدين.

وتحتاج محطة الكهرباء إلى 5 آلاف طن فحم يوميًا؛ لتعمل بكامل قدرتها على التوليد، وبدأت بنغلاديش تشغيل محطة الكهرباء؛ بعد استيراد 33 ألف طن فحم من إندونيسيا.

وذكر مدير عام الشركة سيد أكرام الله أن شحنات تحمل 50 ألف طن وصلت أمس السبت 18 فبراير/شباط 2023، وهناك شحنتان إضافيتان يُتوقَّع وصولهما إلى البلاد المدة المقبلة، حسبما ذكر موقع "نيو إيج".

ولدى بنغلاديش -حاليًا- نحو 5 محطات كهرباء تعمل بالفحم، بقدرة 2692 ميغاواط.

ومن بين تلك المحطات بارابوكوريا، التي تعتمد على الفحم المحلي، وتولّد بالكاد نحو 300 ميغاواط.

تحذير الخبراء

يحذّر الخبراء من التوسع في توليد الكهرباء بالوقود الأحفوري المستورد في بنغلاديش، بسبب تراكم الديون الناجم عن ذلك.

وتبلغ التزامات مشروعات محطات توليد الكبرى، التي تعتمد على الوقود الأحفوري في بنغلاديش، ملياري دولار سنويًا.

ومن بين سعة إجمالية تبلغ 26.7 ألف ميغاواط في بنغلاديش، لم تولّد المحطات يوم الخميس إلّا 10.1 ميغاواط.

ويمثّل الغاز الطبيعي 50% من مزيج الطاقة في بنغلاديش، يليه النفط 27%، ثم الفحم 11%، والديزل 6%، وتستورد 5%، بينما لا تزيد حصة الطاقة المتجددة عن 2%.

وتخطط بنغلاديش لخفض الاعتماد على الغاز الطبيعي، بالرغم من أنها تكثّف توليد الكهرباء بالفحم على المدى القصير لسدّ الفجوة.

وأعلنت وزارة الطاقة في 2022 أنها تستهدف زيادة توليد الكهرباء النظيفة من المصادر المتجددة إلى 40% من الكهرباء في البلاد، بحلول عام 2041، وفق معلومات اطّلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..