ألواح الطاقة الشمسية العائمة تعوّض نقص الطاقة الكهرومائية في سد كاريبا
نقص المنسوب أضر بدولتي زامبيا وزيمبابوي
رجب عز الدين
يخطّط مسؤولو سد كاريبا (أقدم سد بناه الإنسان في أفريقيا والعالم) إلى الاستعانة بألواح الطاقة الشمسية العائمة، لتعويض النقص في توليد الطاقة الكهرومائية المعتمدة على منسوب المياه صعودًا وهبوطًا.
وأعلنت هيئة نهر زامبيزي، التي تتولى إدارة السد، دراستها مشروعًا لتعويض النقص في الطاقة الكهرومائية عبر ألواح شمسية عائمة، وفقًا لوكالة بلومبرغ.
وقالت الهيئة -التي تدير سد كاريبا نيابة عن زامبيا وزيمبابوي- إن إضافة ألواح الطاقة الشمسية العائمة إلى المسطح المائي لبحيرة السد يمكنها الإسهام في زيادة القدرة التوليدية فوق 2100 ميغاواط.
ويبلغ حجم الطاقة الكهرومائية المولّدة من السد في الظروف العادية قرابة 2100 ميغاواط تُوزّع على الدولتين بنسب متفاوتة، لكن انخفاض المنسوب أضعف قدرة التوليد بصورة كبيرة خلال العام الماضي (2022)، وفقًا لما رصدته منصة الطاقة المتخصصة.
وتدرس الهيئة اقتراحًا مماثلًا بإضافة ألواح الطاقة الشمسية العائمة إلى مضيق باتوكا القريب من سد كاريبا، إذ يُطور مشروع آخر للطاقة الكهرومائية.
مزايا الألواح العائمة
زاد الاقبال على أنظمة ألواح الطاقة الشمسية العائمة في السنوات الأخيرة بصورة ملحوظة في قارة أفريقيا وآسيا على وجه الخصوص، وفقًا لوكالة الطاقة الدولية.
وتتميّز مشروعات الألواح العائمة بتفادي المنافسة على مساحات الأراضي خلافًا للألواح الثابتة ومشروعات الرياح والسدود وغيرها، ما يحتاج إلى أسطح أرضية لإنشائها.
كما تتميّز ألواح الطاقة الشمسية العائمة بقدرتها على تقليل معدلات البخر التي تعانيها أغلب المسطحات المائية حول العالم، وتتسبب في هدر كميات كبيرة من المياه المخزنة في بحيرات السدود سنويًا.
وشرعت كبريات الاقتصادات الآسيوية، مثل الهند وسنغافورة، في مشروعات واسعة النطاق لتركيب ألواح الطاقة الشمسية العائمة.
وتطوّر سنغافورة مشروعًا ضخمًا يغطي مسطحات شاسعة تعادل 45 ملعب كرة قدم.
قطع التيار 12 ساعة
دفع الجفاف، الذي طالت مدته، إلى خفض إنتاج الكهرباء من سد كاريبا بصورة قياسية أضرت بدولتين من أفقر الدول الأفريقية، زامبيا وزيمبابوي.
واضطرت مرافق الكهرباء في البلدين إلى قطع التيار عن أغلب المناطق السكانية والصناعية بصورة واسعة خلال العام الماضي (2022)، لضعف قدرتها على تدبير البدائل أو الاستيراد من الدول المحيطة.
كما ضاعفت شركة الكهرباء الحكومية في زامبيا "زيسكو" مدة قطع التيار الكهربائي عن المواطنين من 6 إلى 12 ساعة يوميًا منذ مطلع يناير/كانون الثاني 2023.
وأعلنت الشركة خطّة لتقنين إمدادات الكهرباء لشركات التعدين عبر خفض التيار الواصل إليها بمعدل 110 ميغاواط، وفقًا لما رصدته منصة الطاقة المتخصصة.
وتشتكي الشركة انخفاض معدلات توليد الكهرباء في محطة كهرباء السد الشمالية العاملة في زامبيا، كما تشتكي محطة الكهرباء الجنوبية في الجانب الآخر من زيمبابوي.
وتبلغ سعة محطة زامبيا قرابة 1080 ميغاواط، في حين تبلغ محطة زيمبابوي 1050 ميغاواط، بفارق 30 ميغاواط لصالح زامبيا، وفقًا لما رصدته منصة الطاقة المتخصصة.
وتوقعت الشركة الزامبية خفض خطة قطع التيار الكهربائي تدريجيًا خلال شهر فبراير/شباط 2023، مع استئنافه بالكامل في مارس/آذار 2023، استنادًا إلى تقديرات بزيادة منسوب المياه تدريجيًا خلال شهر مارس/آذار 2023 وما بعده.
زامبيا المتضرر الأكبر
تستحوذ الطاقة الكهرومائية من سد كاريبا على 75% من إنتاج الكهرباء في زامبيا، ما يعني فداحة الآثار المترتبة على نقص المنسوب في بحيرة السد، خلافًا لدول أخرى لم تعد تعتمد على السدود بصورة أساسية.
وما زالت مشكلة انخفاض منسوب بحيرة السد مستمرة منذ مطلع عام 2023، ما ينذر باستمرار تفاقم مشكلة انقطاع التيار الكهربائي خلال الأشهر المقبلة على الأقل.
وأعلنت هيئة نهر زامبيزي في 9 يناير/كانون الثاني 2023 انخفاض معدلات التخزين للمياه القابلة للاستعمال الكهربائي إلى 1.66%، وزاد تراجع هذه النسبة إلى أقل من 1% في الأسابيع التالية.
تغير المناخ خطر إضافي
كما بدت مظاهر تغير المناخ في الظهور على السد من خلال ملاحظة الخبراء تغيّر أنماط هطول الأمطار وقلة تدفقاتها القادمة من نهر جوي الفرعي في زيمبابوي.
وتأمل هيئة السد في استلهام المساعدة من ألواح الطاقة الشمسية العائمة، لمواجهة النقص المستمر في قدرات السد الكهربائية، لكن قرار المشروع لم يُتخذ بعد، كما لم تحدد تكلفته ونصيب كل بلد فيه حتى الآن، وفقًا لما رصدته منصة الطاقة المتخصصة.
ويُعد سد كاريبا أقدم نهر من صنع الإنسان في أفريقيا والعالم، ويبلغ ارتفاعه قرابة 128 مترًا، في حين يبلغ طوله 579 مترًا، ويقع على نهر زامبيزي المشترك بين زامبيا وزيمبابوي.
زيادة التوربينات لم تنجح
يبلغ حجم الكهرباء المولدة من السد قرابة 2100 ميغاواط، وحاولت الدولتان إضافة عدد توربينات أكبر إلى السد خلال العقد الماضي أملًا في زيادة التوليد، لكن يبدو أن ضغوط النمو السكاني وكثافة استهلاك الكهرباء في قطاع الصناعات التعدينية كانت أكبر من قدرة التوربينات الجديدة.
واضطرت زامبيا إلى تشغيل سد جديد (كافو جورج) بقدرة 750 ميغاواط منذ سنوات، في إطار تعظيم البدائل والتحسب لنقص منسوب سد كاريبا، لكن حجم الطلب المحلي كان أكبر.
كما أطلقت زيمبابوي، في أغسطس/آب 2022، خطة لإضافة 3 محطات كهرومائية صغيرة الحجم بقدرة إجمالية 27 ميغاواط، بالإضافة إلى إنشاء محطة توليد كهرباء بالفحم بقدرة 300 ميغاواط، لكن يبدو أن الأزمة ما زالت أكبر من قدرات الدولتين معًا.
موضوعات متعلقة..
- سد كاريبا يهدد الطاقة الكهرومائية في زيمبابوي وزامبيا بعد انخفاض منسوبه
- الطاقة الكهرومائية في زيمبابوي وزامبيا تواجه أزمة بعد توقف إنتاج سد كاريبا
- الطاقة المتجددة في أفريقيا.. 5 دول تملك إمكانات هائلة
اقرأ أيضًا..
- أسعار الوقود في مصر تحمل مفاجأة بقرار من السيسي (خاص)
- رفع موارد منجم تيريس لليورانيوم في موريتانيا بنسبة 52%
- إستراتيجية ألمانيا المناخية تتزعزع بعد الموافقة على هدم قرية لتوسعة منجم فحم (تقرير)