حوادث التسرب النفطي الأخطر.. 8 كوارث هزت العالم (فيديو وصور)
محمد عبد النسد
تتعدد الكوارث البشرية التي قد تُحدث تغييرًا جذريًا في النظام الإيكولوجي البحري، لكن تبرز حوادث التسرب النفطي باعتبارها الأكثر خطورة بسبب حجم الدمار الذي قد تحدثه في المكان الذي تحل به، والذي قد تستمر آثاره لسنوات.
ولهذا النوع من الحوادث تأثيرات مروعة، ليس فقط على الأنواع الحية البحرية، لكنها قد تمتد -أيضًا- لتشمل المجتمعات البشرية التي تستوطن بالقرب من الشواطئ.
وتُلحق كل التجاوزات التي يفعلها البشر أضرارًا بالبيئة، والأنواع الحية التي تعيش على كوكب الأرض بطريقة أو بأخرى.
وفيما تكون لبعض تلك الأخطاء تأثيرات طفيفة، يترك القليل منها -مثل حوادث التسرب النفطي- تأثيرات مباشرة وضخمة على البيئة، بل إنها قد تودي بحياة آلاف الكائنات في آن واحد، حسبما ذكر موقع "مارين إنسايت" Marine Insight.
وتنتج عن حوادث التسرب النفطي في الغالب اضطرابات وخلل في منظومة البحار والمحيطات خلال مدة زمنية وجيزة، لكن قد تبقى آثارها البيئية المدمرة لعقود، وفق معلومات طالعتها منصة الطاقة المتخصصة.
وتعرّض العالم لسلسلة من حوادث التسرب النفطي التي لن تسقط من ذاكرة التاريخ لآثارها الكارثية، وفيما يلي أسوأ تلك الكوارث على الإطلاق:
تسرب النفط في حرب الخليج
إبان حرب الخليج الثانية التي اندلعت في عام 1990، وقع ما يُعد أسوأ حوادث التسرب النفطي في العالم على الإطلاق، وفق المعلومات التي اطلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة.
فبينما كانت القوات العراقية تتأهب للانسحاب من الكويت، فتحت خطوط الأنابيب وصمامات الآبار النفطية وأضرمت النيران بها، بهدف عرقلة وصول القوات الأميركية إلى المنطقة.
ونتيجة لذلك تسرب ما يقدر بنحو 240 مليون غالون نفطي في مياه الخليج العربي، لتقتل مئات الأنواع من الأسماك والثدييات البحرية.
تسرب ديب ووتر هوريزون
يُطلق على حادثة تسرب ديب ووتر هوريزون، التي تُعَد أيضًا من أسوأ حوادث التسرب النفطي في التاريخ، تسرب نفط خليج المكسيك أو تسرب نفط "بي بي".
بدأت الأحداث في أبريل/ نيسان (2020)، بتسرب من تدفق نفطي في قاع البحر؛ ما أدى إلى انفجار منصة نفطية تابعة لشركة "بي بي" البريطانية، وفق ما اطلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.
وأسفر الحادث عن مصرع 11 شخصًا من عمال المنصة، واستمر هذا التسرب النفطي لما يزيد على 3 أشهر، تدفق خلالها ما يصل إلى 53 ألف برميل نفطي إلى مياه خليج المكسيك يوميًا؛ ما تسبب -أيضًا- في حصول أضرار جسيمة للبيئة البحرية.
فوفقًا لتقديرات مركز التنوع الحيوي، قاد هذا الحادث إلى نفوق أكثر من 82 ألف من الطيور، و25 ألفًا و900 من الحيوانات البحرية، و6 آلاف سلحفاة بحرية، جنبًا إلى جنب مع عشرات الآلاف من الأسماك، من بين أنواع حية أخرى عديدة.
تسرب أتلانتيك إمبرس
وقع هذا التسرب في يوليو/تموز (1979)، عندما اصطدمت ناقلتان نفطيتان في البحر الكاريبي قبالة سواحل توباغو، نتيجة هبوب عاصفة استوائية عاتية.
وعقب الاصطدام، بدأت البراميل الضخمة في الناقلتين تسرب حمولتها، لتشتعل نيران كبيرة ويبدأ تسرب نحو 88.3 مليون غالون من النفط الخام إلى مياه البحر؛ ما يجعل تلك الحادثة من أسوأ حوادث التسرب النفطي في العالم.
وفوق هذا وذاك، حصد الحادث أرواح 26 من أفراد الطاقم في حاولة أتلانتيك إمبرس التي انفجرت لاحقًا، وفق معلومات اطلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة.
منصة حقل نوروز
إبان الحرب الإيرانية-العراقية في عام 1983، اصطدمت ناقلة نفط عملاقة بمنصة حقل نوروز الإيراني الواقع في الخليج العربي؛ ما أسفر عن تسرب نفطي كبير في مياه الخليج العربي، ألحق أضرارًا بالغة بالبئر.
وقُدر حجم التسرب بقرابة 80 مليون غالون نفطي، بواقع نحو 1500 برميل نفطي يوميًا، على مدار 7 أشهر بعد الحادث، وفق معلومات طالعتها منصة الطاقة المتخصصة.
تسرب إيه بي تي سمر
حدث هذا التسرب النفطي في 28 مايو/أيار (1991) نتيجة انفجار ناقلة نفط تُدعى "إيه بي تي سمر" كانت توجد على بُعد نحو 700 ميل بحري من ساحل أنغولا، لتشتعل بها النيران ويتسرب منها نحو 51 مليون غالون نفطي إلى مياه البحر.
وبلغت مساحة البقعة النفطية الناجمة عن التسرب، نحو 80 ميلًا مربعًا، والمثير هنا أن الحاوية ظلت تلتهمها النيران طيلة 3 أيام متواصلة، ليلقى 5 من أفراد طاقمها الـ32 مصرعهم.
تسرب كاستيلو دو بلفر
كانت ناقلة النفط الإسبانية كاستيلو دو بلفر في طريقها إلى إسبانيا، قادمة من الخليج العربي، حينما اشتعلت بها النيران وهي على بُعد 70 ميلًا شمال غرب مدينة كيب تاون الجنوب أفريقية.
كانت الناقلة مُحمّلة بـ250 ألف طن (قرابة 79 مليون غالون) من النفط الخام الخفيف وقت الحادث الذي وقع في أغسطس/آب (1983).
وانشطر جسم الحاوية إلى نصفين، لتغمرها المياه في النهاية وتغرق وبداخلها 110 آلاف طن من النفط، وفق بيانات رصدتها منصة الطاقة المتخصصة.
تسرب إم تي هيفن
في عام 1991، انفجرت ناقلة النفط إم تي هيفن التي كانت تحمل نحو 144 ألف طن من النفط الخام بالإضافة إلى مواد أخرى، بعد اشتعال النيران بها قبالة سواحل مدينة جنوة الإيطالية.
ونتيجة للحادث، أفرغت "إم تي هيفن" حمولتها البالغة 230 ألف طن في منصة مولتيدو العائمة التي تبعد 7 أميال عن سواحل مدينة جنوة.
وفي النهاية غرقت الحاوية؛ ما أدى لمصرع 6 أشخاص كانوا على متنها، إضافة إلى تسرب 45 مليون غالون من النفط في مياه البحر المتوسط، وظلت آثار التسرب النفطي باقية لمدة 12 عامًا بعد وقوع الحادث.
تسرب أوديسي
انشطرت ناقلة النفط الليبيرية أوديسي التي كانت تحمل قرابة 43 مليون غالون من النفط الخام، إلى نصفين، بفعل انفجار هائل وقع على متنها، لتغرق قبالة السواحل الكندية في نوفمبر/تشرين الثاني (1988).
ونتج عن الانفجار اشتعال شحنة الخام التي كانت تحملها، لتتسرب كلها في مياه المحيط الأطلنطي، وفق المعلومات والبيانات التي رصدتها منصة الطاقة المتخصصة.
وغطت البقعة النفطية الناجمة عن التسرب مساحة شاسعة، بينما كانت كمية النفط الواصلة إلى الشاطئ قليلة جدًا.
وعلاوة على ذلك، لقي كل أفراد طاقم الناقلة الـ27 مصرعهم في الحادث.
موضوعات متعلقة..
- حادث أنابيب كيستون.. تفاصيل جديدة عن أكبر تسرب نفطي في أميركا منذ 2013
- تسرب نفطي في خط أنابيب دروجبا الروسي المتجه إلى برلين.. ألمانيا في أزمة
- تسرب نفطي لـ286 برميلًا بولاية داكوتا الشمالية في أميركا
اقرأ أيضًا..
- أسعار البنزين في لبنان خلال عام.. حرب أوكرانيا تضاعفها 5 مرات (تقرير)
- استعمال الهيدروجين للتدفئة يرفع فواتير الطاقة.. ونتائج صادمة لدراسة عالمية
- 3 شواهد منطقية تشير إلى تدفق الغاز الجزائري للمغرب سرًا (مقال)