بالأرقام.. دعم الوقود الأحفوري عالميًا يسجل قفزة غير مسبوقة خلال 2022
وحدة أبحاث الطاقة - أحمد شوقي
أظهرت أزمة الطاقة التحديات الكبيرة التي تواجه إلغاء أو تقليص دعم الوقود الأحفوري؛ فعلى الرغم من سياسات التحول الأخضر؛ فقد سارعت الحكومات إلى عزل المستهلكين عن قفزة الأسعار، وتوفير الإمدادات الكافية حتى من المصادر الأكثر تلويثًا.
ونتيجة لذلك، ارتفع الدعم العالمي لاستهلاك الوقود الأحفوري إلى 1.097 تريليون دولار، وهي أكبر قيمة سنوية على الإطلاق، متجاوزًا الرقم القياسي السابق المسجّل عام 2012، عند 752 مليار دولار، وفق تقرير حديث لوكالة الطاقة الدولية.
ويتخذ دعم الوقود الأحفوري شكلين رئيسين؛ الأول من خلال دعم الإنتاج؛ إذ تقدّم الحكومات تخفيضات ضريبية أو مدفوعات مباشرة تقلل من تكلفة إنتاج الفحم أو النفط أو الغاز مع تشجيع الاستثمارات، كما في الدول المتقدمة بصفة خاصة.
ثانيًا تدعم الحكومات أسعار الوقود للمستهلك النهائي من خلال ضوابط الأسعار وغيرها من الإعانات، وهو اتجاه أكثر شيوعًا في الدول النامية، وفق ما رصدته وحدة أبحاث الطاقة.
دعم استهلاك الوقود الأحفوري
تتضح التداعيات الكبيرة لأزمة الطاقة العالمية، التي فاقمها الغزو الروسي لأوكرانيا، في أن دعم الوقود الأحفوري خلال 2022، الذي تجاوز تريليون دولار، هو تقريبًا ضعف الإعانات المقدمة في عام 2021، عند 531 مليار دولار.
وجاء ذلك بعدما انخفض الدعم الحكومي لاستهلاك الوقود الأحفوري إلى أقل مستوى على الإطلاق، عند 217 مليار دولار، خلال عام 2020، مع تداعيات جائحة كورونا على الأسعار والطلب على الوقود.
بالإضافة إلى إعانات الاستهلاك، أشارت وكالة الطاقة الدولية إلى أن الحكومات أنفقت أكثر من 500 مليار دولار لخفض فواتير الطاقة في عام 2022، خاصة في الاقتصادات المتقدمة.
ومع تخفيض روسيا لإمدادات الغاز الطبيعي بعد غزو أوكرانيا، العام الماضي، أنفق الاتحاد الأوروبي وحده 349 مليار دولار لخفض فواتير الطاقة خلال 2022، في حين أنفقت الدول المتقدمة الأخرى والبلدان النامية والناشئة نحو 163 مليارًا و114 مليار دولار على الترتيب.
وأوضحت وكالة الطاقة، في تقريرها: "أكد ميثاق غلاسكو للمناخ عام 2021 أن الإلغاء التدريجي لدعم الوقود الأحفوري هو خطوة أساسية نحو انتقال ناجح للطاقة النظيفة، ومع ذلك؛ فإن أزمة الطاقة العالمية قد أبرزت -أيضًا- بعض التحديات السياسية للقيام بذلك".
ويرصد الرسم التالي تقديرات سابقة لوكالة الطاقة الدولية عن الدعم السنوي للوقود الأحفوري في العالم:
الدعم حسب الوقود
تأخذ وكالة الطاقة الدولية في حساباتها الدعم المشترك للنفط والغاز الطبيعي والكهرباء -التوليد من الوقود الأحفوري- والفحم، مع سيطرة دعم الكهرباء على الحصة الكبرى.
وفي عام 2022، زادت إعانات استهلاك الغاز الطبيعي والكهرباء بأكثر من الضعف مقارنة بعام 2021، في حين ارتفع دعم النفط بنحو 85%، مع الوضع في الحسبان أن الدعم يتركز في الأسواق الناشئة والاقتصادات النامية، وأكثر من نصفه في البلدان المصدرة للوقود الأحفوري.
وبلغ الدعم الحكومي لاستهلاك الكهرباء والغاز نحو 399 مليارًا و346 مليار دولار على التوالي في عام 2022، في حين بلغت إعانات النفط والفحم 343 مليارًا و9 مليارات دولار على الترتيب.
وتجدر الإشارة إلى أن أسعار النفط قد لامست مستويات 140 دولارًا للبرميل لخام برنت في مارس/آذار 2022، كما قفزت أسعار الديزل فوق 200 دولار للبرميل، خلال الشهر نفسه، قبل أن تقلص الأسعار مكاسبها في النصف الثاني من 2022.
دعم إمدادات الوقود الأحفوري
اعتمادًا على أرقام وكالة الطاقة الدولية، كان إنفاق الحكومات على دعم الوقود الأحفوري أكثر من إجمالي الاستثمار العالمي في مصادر الطاقة المتجددة، الذي بلغ 495 مليار دولار، العام الماضي، وفق تقديرات مؤسسة بلومبرغ نيو إنرجي فاينانس؛ ما يشير إلى تأخر العالم في الدفع نحو التحول الأخضر.
وفي الوقت نفسه، فإن إجمالي الاستثمار العالمي في تحول الطاقة قد ارتفع بنسبة 31% على أساس سنوي، ليصل إلى 1.1 تريليون دولار عام 2022، لأول مرة على الإطلاق، مع التسارع نحو تنويع إمدادات الطاقة.
ويُظهر الرسم التالي استثمارات العالم في تقنيات الطاقة منخفضة الكربون بين عامي 2004 و2022:
وفي المقابل، بلغ الإنفاق العالمي على إمدادات الوقود الأحفوري مستوى قياسيًا عند 1.1 تريليون دولار خلال 2022؛ ما يشير إلى علامة إيجابية تتعلق بالتكافؤ بين استثمارات المصادر الملوثة والطاقة النظيفة للمرة الأولى.
وعلى الرغم من ذلك؛ فما زالت استثمارات الطاقة النظيفة أقل بكثير من المطلوب لتحقيق الحياد الكربوني بحلول 2050؛ إذ يجب أن ترتفع 3 مرات مقارنة بالمستويات الحالية، وفق تقديرات بلومبرغ نيو إنرجي فاينانس.
موضوعات متعلقة..
- استثمارات الطاقة منخفضة الكربون تعادل الوقود الأحفوري لأول مرة في 2022 (تقرير)
- دعم الوقود الأحفوري في مجموعة الـ20 يرتفع لأعلى مستوى منذ 2014 (تقرير)
- دعم الوقود الأحفوري.. ماذا لو أوقف العالم استثمارات المسبّب الرئيس للانبعاثات؟
اقرأ أيضًا..
- 5 دول تستحوذ على نصف إنتاج الغاز في أفريقيا بحلول 2038.. المغرب وموريتانيا بالقائمة
- مشروعات النفط في ولاية ألاسكا تثير الخلاف بين بايدن والجمهوريين مجددًا (تقرير)
- تكلفة إنتاج الكهرباء المتجددة تضعف قدرتها التنافسية في آسيا والمحيط الهادئ