غازأخبار الغازرئيسيةعاجل

طهران تخطط لزيادة إنتاج الغاز الإيراني 50%

بحلول عام 2029

محمد عبد السند

باتت مسألة زيادة إنتاج الغاز الإيراني تمثّل أولوية قصوى في أجندة الحكومة لدى طهران، نتيجة تزايد الطلب المحلي بمعدلات مطردة، لا سيما في أشهر الشتاء الحالية، إذ تُستعمل السلعة الحيوية أساسًا لأغراض التدفئة.

وشهدت إيران نقصًا حادًا في المعروض المحلي من الغاز خلال الأشهر الأخيرة، ما اضطرها إلى قطع الإمدادات عن مجموعة من المدن في يناير/كانون الثاني (2023)، بغية ترشيد الاستهلاك.

وفي إطار مساعي إيران لاحتواء أزمة نقص الإمدادات، كشف الرئيس التنفيذي لشركة النفط الوطنية الإيرانية محسن خوجاشمهر، النقاب عن خطط لزيادة إنتاج الغاز الإيراني بنسبة 50% بحلول عام 2029، حسبما أوردت وكالة أنباء النفط الإيرانية "شانا" (SHANA).

زيادة مأمولة

قال خوجاشمهر -في تصريحات أدلى بها أمس الإثنين 13 فبراير/شباط (2023)-: "مع تنفيذ تلك الخطط، سترتفع سعة إنتاج الغاز الإيراني من مليار متر مكعب إلى 1.5 مليار متر مكعب يوميًا بحلول عام 2029".

وأضاف خوجاشمهر -خلال جولة لحقول "أغار" و"دالان" و"داي" ومصفاة فراشبند الواقعة بمحافظة فارس- أن المحافظة تحتضن ثلث احتياطيات إيران من الغاز، وتديرها شركة حقول النفط المركزية الإيرانية.

الغاز الإيراني
جولة محسن خوجاشمهر لحقول أغار ودالان وداي - الصور من "شانا"

وتابع: "شهدت إيران زيادة في إنتاج الغاز بواقع 142 مليون متر مكعب، بدعم من استثمارات قدرها 3.6 مليار دولار موجهة كلها لتطوير 13 حقل غاز، وهناك خطتان لزيادة إنتاج شركة حقول النفط المركزية الإيرانية".

وسلّط الرئيس التنفيذي لشركة النفط الوطنية الإيرانية الضوء على زيادة إنتاج الغاز الإيراني في مناطق مختلفة من البلاد، موضحًا: "الهدف من رحلتي إلى محافظة فارس، هو تفقد المشروعات المهمة التي تستهدف تعزيز إنتاج الغاز، ومن بينها مشروع رفع الإنتاج في حقول (أغار) و(دالان) و(داي)، ومصفاة غاز فراشبند".

الشركات المحلية رهن الإشارة

في سياق متصل، أعلن خوجاشمهر جاهزية شركة النفط الوطنية الإيرانية لزيادة حجم إنتاج الغاز الإيراني اليومي بواقع 7 ملايين متر مكعب من حقلي "أغار" و"داي" في العام الجاري (2023).

وأضاف: "مع اكتمال عملية تطوير حقلي غاز (أغار) و(داي)، سيُضاف نحو 25 مليون متر مكعب من العاز في المُجمل إلى سعة إنتاج الغاز الطبيعي الإيراني بحلول مارس/آذار (2025)."

وتابع: "الآن دخلت مصفاة فراشبند للغاز حيز التشغيل، بسعة قُصوى تصل إلى 45 مليون متر مكعب يوميًا، لكن وفقًا للخطة، ستصل تلك السعة إلى 70 مليون متر مكعب يوميًا في المرحلة الثانية بفضل ضخ استثمارات قدرها 177 مليون دولار".

أزمة في المعروض

في يوم السبت الموافق 14 يناير/كانون الثاني (2023)، شهدت إيران نقصًا حادًا في إمدادت الغاز، ما دفع السلطات إلى قطع إمدادات تلك السلعة الحيوية عن 5 مدن شمال شرق البلاد، ونتجت عنه أزمة طاحنة بسبب الارتفاع الحاد على طلب الوقود للتدفئة، وسط طقس شتوي متطرف في أرجاء البلاد كافة.

وكشفت شركة الغاز الوطنية الإيرانية عن قائمة المدن التي عانت حينها انقطاع إمدادات الغاز، وتقع جميعها في مقاطعة خراسان الرضوية، الحدودية في شرق إيران، حسبما أوردت شبكة "برس تي في" (Press TV) المحلية.

وعلّق رئيس الإدارة المحلية في شركة الغاز الوطنية في خراسان الرضوية، على الأوضاع قائلًا، إن سكانها عاشوا واحدة من أشد لياليها برودة على الإطلاق، وتحديدًا يوم الجمعة 13 يناير/كانون الثاني (2023)، في ظل هبوط حاد في درجات الحرارة إلى 28 درجة مئوية تحت الصفر في بعض المناطق.

وبدوره، قدّر وزير النفط الإيراني جواد أوجي، معدل استهلاك الغاز في إيران بـ685 مليون متر مكعب، خلال 24 ساعة حتى صباح السبت 14 يناير/كانون الثاني (2023)، بارتفاع زادت نسبته على 25% قياسًا بالمدة نفسها من العام الماضي (2022).

وأوضح أوجي: "تعادل تلك الكمية من الغاز الطبيعي قرابة 4 ملايين برميل من النفط الخام"، بحسب تصريحات تابعتها منصة الطاقة المتخصصة.

ويوضح الرسم البياني التالي -الذي أعدته منصة الطاقة المتخصصة- احتياطيات الغاز الطبيعي في إيران:

احتياطيات الغاز الطبيعي في إيران

هبوط إيرادات صادرات الغاز الإيراني

سجلت إيرادات صادرات الغاز الإيراني هبوطًا بنسبة 72% خلال الأشهر الـ8 الأولى من العام الفارسي (الذي يبدأ في 21 مارس/آذار 2022)، قياسًا بالمدة نفسها من عام 2021.

وانخفضت إيرادات صادرات الغاز الإيراني بواقع 2.6 مليار دولار خلال المدة من 21 مارس/آذار حتى 20 نوفمبر/تشرين الثاني(2022)، وفق ما ورد في تقرير وزارة الصناعة والمعادن والتجارة، وتابعته منصة الطاقة المتخصصة.

وأشار التقرير إلى أن صادرات الغاز الإيراني إلى كل من تركيا والعراق هبطت بمقدار 15 مليون طن خلال الأشهر الـ8 الأولى من العام المالي الحالي، بانخفاض نسبته 82%، قياسًا بالمدة نفسها من العام الماضي.

استهلاك غير مسبوق

تبرز زيادة الاستهلاك المحلي عاملًا رئيسًا في هبوط صادرات الغاز الإيراني.

وفي هذا السياق، وصف وزير النفط الإيراني معدلات الارتفاع السنوي في استهلاك الأسر والشركات للغاز الطبيعي بـ"غير المسبوقة".

وسجل الطلب على الغاز الإيراني ارتفاعًا بواقع 60 مليون متر مكعب يوميًا، في حين لم يزد إنتاج البلاد من الغاز سوى 25 مليون متر مكعب يوميًا في منتصف ديسمبر/كانون الأول (2022)، قياسًا بالعام السابق.

وفي إطار محاولات ترشيد الاستهلاك المحلي، تعهّد جواد أوجي بفرض غرامات باهظة على نحو 30% من عملاء المنازل والشركات، واصفًا إياهم بـ"العملاء كثيفي الاستهلاك للغاز الطبيعي".

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق