مفوضة الطاقة الأوروبية: مصر تتصدر قائمة موردي الغاز الموثوقين (فيديو)
سيمسون: اتفاقية الغاز الإسرائيلي أول صفقة لتنويع الإمدادات بعيدًا عن روسيا
ياسر نصر
أكدت مفوضة الطاقة الأوروبية كادري سيمسون، أن الأزمة الروسية الأوكرانية وضعت مصر في قائمة أحد مورّدي الغاز الموثوق بهم إلى أوروبا.
وقالت خلال كلمتها في الجلسة الحوارية التي انعقدت تحت عنوان "إدارة العرض والطلب في الأوقات المضطربة مما يدعم الاقتصاد العالمي وأمن الطاقة"، ضمن فعاليات مؤتمر ومعرض مصر الدولى للبترول "إيچبس 2023"، إن أمن الطاقة واستدامتها يُعدّان المحورين الرئيسين لتحركات الاتحاد الأوروبي.
ولفتت مفوضة الطاقة الأوروبية إلى وجود خطة استباقية لتنويع مصادر امدادات الغاز في أوروبا، وهو ما انعكس إيجابًا على أمن الإمدادات خلال الشتاء، ولم تتأثر سلبًا.
وأوضحت أنه خلال العام الماضي (2022)، كان على دول الاتحاد إعادة التفكير فيما تعرفه عن أسواق الطاقة العالمية، وفق البيانات التي اطّلعت عليها منصة الطاقة.
أمن الطاقة
شددت مفوضة الطاقة الأوروبية على أنه في سياق التوترات الجيوسياسية، فإن أمن الطاقة يحتلّ المرتبة الأولى في أذهان دول الاتحاد الأوروبي، موضحة أن علاقات الطاقة لم تكن أكثر أهمية مما هي عليه اليوم، إذ إن الاتحاد جادّ بالاستثمار في شراكات على ذلك.
وأشارت إلى أنه في أعقاب الأزمة التي وقعت قبل عام، كانت أول اتفاقية للطاقة أبرمها الاتحاد الأوروبي هي مذكرة التفاهم مع مصر وإسرائيل بشأن التعاون في التجارة والنقل والغاز الطبيعي.
وأعربت عن امتنانها لكل من مصر وإسرائيل لتعاونهما لتحويل الرؤية السياسية للتعاون المتبادل إلى حقيقة واقعة، إذ إنه بفضل الاتفاقية يمكن للاتحاد الأوروبي الاعتماد على هذه الشراكة لمواجهة أزمة الطاقة.
شراكات جديدة
أوضحت كادري سيمسون أن بناء شراكة جديدة أمر أساس في الوقت الذي يبتعد فيه الاتحاد الأوروبي عن إمدادات الغاز من روسيا، واصفة موسكو بأنها ليست شريكًا موثوقًا في الطاقة.
وأكدت استعداد الاتحاد الأوروبي للمشاركة بتوفير التكنولوجيات اللازمة لأفريقيا لإنتاج الوقود الأحفوري بشكل كفء من خلال إزالة الكربون والميثان.
Opening this year’s @egypsofficial with a keynote speech & great panel discussion.
Whether we are talking about our #energy present or future, one important factor underpins both: strong partnerships.
That is the partnership that the #EU🇪🇺 enjoys with #Egypt🇪🇬.#EGYPS2023 pic.twitter.com/Eql1UmmzfL
— Kadri Simson (@KadriSimson) February 13, 2023
وأشارت إلى أن الحد من أثار تقلبات أسواق الطاقة يتحقق من خلال تنويع بدائل الطاقة التي لا تؤثّر في المناخ.
وقالت، إن روسيا حاولت مرارًا وتكرارًا التلاعب بأسواق الطاقة في الاتحاد الأوروبي واستعمال الطاقة مصدرًا للابتزاز السياسي.
وأكدت أن القطيعة بين دول الاتحاد الأوروبي وروسيا تخلق فرصة لشركاء الاتحاد الموثوق بهم، إذ انصبّ تركيز دول القارة على تنويع واستقرار الإمدادات.
دور مصر
شددت سيمسون على أن الاتحاد الأوروبي يدرك دور مصر المتنامي لتصبح مركزًا إقليميًا للغاز الطبيعي، مع زيادة إمدادات الغاز المسال بشكل أكبر وتعميق أسواق الغاز الطبيعي الأوروبية المتوسطية.
وقالت مفوضة الطاقة الأوروبية: "أنشأنا في أوروبا أول منصة للطاقة، وسنطلق قريبًا مخطط الشراء المشترك الذي يغطي نحو 13.5 مليار متر مكعب من الغاز".
وكشفت عن خطط أوروبا لتحويل الأزمة إلى أساس لمستقبل طاقة أكثر استدامة، من خلال بناء شراكات طويلة الأجل بما يتماشى مع التحول الأخضر، من خلال إيجاد شراكة في مجال الطاقة تتجاوز الغاز الطبيعي.
ودعت إلى التوسع في إنتاج الطاقة المتجددة الخالية من الكربون بالتوازي مع الغاز الطبيعي، خاصة مع تمتّع مصر وأفريقيا بإمكانات هائلة في طاقات الشمس والرياح.
وأوضحت أنه خلال العام الماضي وُقِّعَت اتفاقية شراكة إستراتيجية بشأن الهيدروجين الأخضر مع مصر، قائلة: "نعتقد أن الهيدروجين ليس مجرد وسيلة لتقليل الانبعاثات، بل هو أيضًا باب للتعاون الصناعي والنمو الاقتصادي المستدام".
وأضافت: "سنعمل على تعزيز الاستثمارات لإنتاج الهيدروجين وتخزينه وتوزيعه ونقله على طول سلسلة القيمة".
إستراتيجية الهيدروجين
قالت مفوضة الطاقة الأوروبية، إنه على المدى الطويل، تعني إستراتيجية الاتحاد الأوروبي بشأن الهيدروجين أن البنية التحتية للغاز الطبيعي ستتمتع بإمكان استعمالها "حتى عندما يتضاءل دور الغاز الطبيعي في اقتصاداتنا بشكل كبير".
وأضافت: "على المدى القصير والمتوسط، يرغب الاتحاد الأوروبي في العمل مع شركائه لتقليل انبعاثات غاز ثاني أكسيد الكربون وتخزينه والحدّ من انبعاثات الميثان".
وأكدت أن الغاز الطبيعي يعدّ مصدر طاقة انتقاليًا على مدى العقود القادمة، ضمن التحركات لتحقيق الحياد الكربوني، إذ سيكون الغاز أحد عناصر التمكين في الوصول إلى مجتمع منزوع الكربون.
التكامل الإقليمي
من جانبه، أكد وزير البترول المصري طارق الملا أن بلاده كانت لديها رؤية استباقية قبل سنوات، بالمبادرة إلى تأسيس منتدى غاز شرق المتوسط للإسهام في تكامل وتوحيد الجهود الإقليمية لاستغلال موارد الغاز لتأمين إمدادات الطاقة، وهو ما اتضحت أهميته البالغة خلال العام الماضي في أعقاب حدوث الأزمة العالمية ونقص إمدادات الطاقة.
وقال خلال كلمته في فعاليات الجلسة التي عُقدت ضمن فعاليات إيجبس 2023: "أثبت منتدى غاز شرق المتوسط أهميته بصفته حلًا سريعًا وجاهزًا لتوفير جانب مهم من الإمدادات والإسهام في تخفيف آثار الأزمة، وتُوِّجَت تلك الجهود بمذكرة التفاهم الثلاثية الموقّعة بالقاهرة في مجال نقل وتوريد الغاز".
وأشار الملا إلى أهمية جهود المنتدى في توفير المعاونة لسرعة استغلال وتنمية فرص واكتشافات الغاز في دول شرق المتوسط.
وأكد ضرورة إيجاد خطة متكاملة للتحول من الوقود الأحفوري للطاقات المتجددة، يراعي فيها ضرورة تعظيم دور مؤسسات التمويل وإتاحة التكنولوجيات اللازمة للتنفيذ في أفريقيا والدول النامية، وليس الاستثمارات التقليدية.
من جانبها، دعت مفوضة الطاقة والبنية التحتية بالاتحاد الأفريقي، أماني أبوزيد، العالم والاتحاد الاوروبي لدعم الشراكة العادلة مع دول الاتحاد الأفريقي التي تزخر بموارد الطاقة بما يحقق المنفعة المشتركة وطموحات القارة، فالطاقة قادرة على توحيد الشعوب.
وأضافت أن أفريقيا هي قلب الطاقة في العالم، وتمتلك حصة إنتاجية مهمة، وهو ما يدعو العالم للتعاون معها بشكل عادل لتنمية مواردها.
موضوعات متعلقة..
- مفوضة الطاقة الأوروبية: غياب الغاز الروسي فرصة تاريخية للجزائر.. وهذا موقفنا
- مفوضة الطاقة الأوروبية: الغاز الجزائري موثوق به لتأمين إمدادات الطاقة
اقرأ أيضًا..
- خصومات النفط الروسي ستصل إلى 25 دولارًا في هذا الموعد
- رئيس أرامكو يوجه رسائل حاسمة بشأن استثمارات النفط والغاز وتحول الطاقة (فيديو)
- أفضل 15 سيارة كهربائية مرتقبة في عام 2023.. المواصفات والأسعار (صور)